Saturday, March 29, 2008

والزعل مرفوع..واﻷرزاق على الله ....

الرجوع للمنزل كان مغامره فى حد ذاته..كنت أتوقع اﻷعتقال فى أى لحظه؟؟اليوم التالى خرجت أتشمم اﻷخبار..طبعا صوره أبوأحمد حاملا طلعت رميح كانت مزينه أخرساعه..فتوقعت أعتقاله..الضربه البوليسيه طالت معظم أعضاء مجموعه ٨ يناير فى الجامعه ..مجموعه المؤتمر بمصر الجديده لم تمس..لم أعرف شئ عن باقى الرفاق..الصحافه واﻷعلام أصابها السعار..هجوم وشتائم وأتهامات بالعماله والخيانه وكأن أحدا منهم لم يكن فى شوارع أى مدينه من اﻷسكندريه حتى أسوان..الشائعات تملئ البلد..جلست مع بعض الرفاق نحاول التفكير..كان الهاجس اﻷساسى هو التأمين الفردى...كيف؟؟كل واحد وشطارته..

الهروب الكبير...

عدت للمنزل..أخبرتنى أمى أن "فلان.." مر عليا للأطمئنان..زاد قلقى ففلان هذا كانت عليه غلامات أستفهام كثيره..فقررت الهروب ..

على فين..

أخر مكان ممكن أمن الدوله تبحث فيه عنى.

.كان لى زميل فى الكليه أسمه "خالد..." نفس السكشن لسنوات نتحدث ونهرج ونذاكر سويا..واﻷهم شاب ملتحى له علاقه بالجماعه اﻷسلاميه..

أتصلت به وطلبت حق اللجوء..

وبمنتهى اﻷريحيه وهو يقهقه

..وماله تعال يامنيل واﻷرزاق على الله..

وقد كان حوالى اﻷسبوعين وأنا عنده فى بيته بحدائق القبه...وﻷنى مش عمر الشريف ولا فى بتنا رجل ولايحزنون..فلم تكن هناك زبيده ثروت ولا زهره العلا ولاحتى أمينه رزق..

كنت أنا و"خالد..." ووالده المسن رحمه الله ومجموعه قطط كان يطلق عليها أسماء عجيبه..

واﻷهم أكمل مجموعه شرائط كاسيت لفيروز..صديقى هذا كان مجنون فيروز يقتنى كل أعمالها ومعظم الوقت أكثر من تسجيل للعمل الواحد ويتعامل معهم بحب وحرص كأم ..

.بعدها بسنتان يمكن..قال لى أنه مسح كل الشرائط ﻷن الغناء حرام

فعاتبته

وليه مافكرتش تديهم لى

فقال

يعنى عاوزنى أخد ذنبك كل ماتسمعهم..

فأدركت أن أخر خيط صداقه بيننا أنقطع وفعلا لم أراه من يومها..

.قضينا الوقت نقاشات وأحاديث ثم ألتهى هو فى المذاكره وسماع فيروز..وأنا فى التفكير..

.اﻷحداث واضحه

..الهبه نفسها عفويه..الحكومه فاجأت الجميع بحركه كش ملك غبيه..الناس خرجت للشارع وحدها..التظاهرات المنظمه يوم ١٨ يناير قادها اليساريون فى الجامعه وبعض المصانع..يوم ١٩ فوضى كامله..كانت بدأت تتسرب أشاعات -ثبت صحتها بعدها- أن الشرطه أطلقت سراح المحجوزين والمسجلين خطرين وغيرهم صباح ١٩ يناير ليحرقوا القاهره بالذات..

.اﻷستنتاج أبسط..

لابد من الحفاظ على التواجد بالجامعات والمعاهد العليا..وزياده التواجد فى اﻷحياء والمناطق السكنيه العماليه..كانت كلمه أحد الرفاق ترن فى أذنى..فقراء المدن وحثاله البروليتاريا ليسوا جماهيرنا..

أنا فين فى الزحمه دى...أكيد سيتم أعتقالى أن لم يكن اليوم فغدا..بعد الخروج والتخرج من الكليه أن آجلا أو عاجلا..أحاول العمل فى مصنع أدويه لو لم أستطع -وهذا ماحدث فعلا حاولت العمل فى مصنع الشركه العربيه للأدويه بشبرا وأعترض اﻷمن- هناك دائما مشروع صيدليه مع أبو أحمد فى بهتيم أو شبرا الخيمه والسكن هناك

...واضح الكلام ..

ولكن تأتى الرياح.

...............

.. أثناء فتره زوغانى من المنزل جاء أحد الرفاق- الأصدقاء "إسماعيل" كان يكبرنى بعده سنوات.. وبيننا صداقه وطيده..كنت أنهل من مكتبته..ونذهب سويا لقاعه سيد درويش والمسرح القومى كان أحد المشاركين فى تظاهرات الطلبه ٧١-٧٢ وحل ضيفا على القلعه لفتره محترمه..جاء للمنزل وتولى تنظيفه..جمع كل الكتب والمنشورات والمجلات السريه والتى يمكن أستخدامها كدليل أتهام ضدى..حرق بعضها وأخفى البعض اﻷخر فى منزل أحد أقاربه....أسماعيل أحد اﻷصدقاء الذين أحتفظ بصداقتهم حتى تلك اللحظه..فى زيارتى اﻷخيره للقاهره جلسنا سويا وتحادثنا بود ودفء وكأننا نلتقى كل أسبوع

...أولاد عمومتى فى قريتنا بالشرقيه أتصلوا بوالدى..كانوا يعرفوا ميولى وأتجاهاتى من جراء نقاشات وأحاديث لاتنتهى معهم ومع أبنائهم..بل أستطعت أجتذاب أثنان على اﻷقل منهم للعمل السياسى فى الجامعه...أتصلوا بأبى عارضين أخفائى عندهم فى القريه حيث لن يعثر على أحد..فشكرهم

..أشياء كتلك كانت تملئنى بالطمائنينه أن ماأفعله هو الصواب رغم خطورته..

وحين عدت للكليه بعد أعادة فتح الجامعه أستقبلنى أصدقاء وزملاء بكل ود وبلا خوف ربما لم يوافقوا على أتجهاتى ولكنهم لم يعرضوا عنا..بالعكس..

.طبعا نزلنا مجلس تأديب ماأعرفش ليه وتحذيرات من السيد وكيل الكليه لشئون الطلبه ومسئول اﻷمن الكوميدى فى الكليه بالمره...ولكن ضربات السلطه فى الجامعه كانت متتاليه...حل جماعه الصحافه فى صيدله ونادى الفكر اﻷشتراكى والناصرى ومعظم اﻷسر والجماعات اليساريه بالجامعات.

.بعدها تم ألغاء لائحه العمل الطلابى تماما...وبالذات لجنه العمل السياسى.

وتم تسليم الجامعه للجماعه اﻷسلاميه فى لعبه روليت روسى خطيره دفع تمنها المجتمع كله

.واﻷهم حملات اﻷعتقال المتتاليه وكأنها باب دوار..كان هناك من يناير ٧٧ وحتى بعد أغتيال السادات موجه لاتنتهى من اﻷعتقالات..ناس داخله وناس خارجه..لتدخل تانى..معظم الضربات البوليسيه كانت واضحه..تنظيمات بعينها كان يتم أعتقال كل أفرادها..أو كل الناشطين فى منطقه ما من كل التنظيمات...مما أحدث حاله أرهاق حقيقيه للأفراد.

كنا نسمع دائما عن أعتقال فلان أو علان..ثم خروج أخرين..البعض كان هارب وكان مفروض علينا أعاشتهم ..

.فى صيف ٧٧ لتدبير بعض المال عملت أنا وبعض الرفاق من مصرالجديده طارق وتوفيق وآخرين فى لصق ورق الحائط والبياض

ولكننا لم نكن خايفين..بالعكس كنا نتوقع اﻷسؤ..كانت تجربه التشيلى بالذات حاضره فى أذهاننا جميعا..كنا كلنا بلا أستثناء واحد أذكره مستعدين للسجون والتشريد وضياع "المستقبل"..

.لم أرى أيا من الرفاق يخرج من اﻷعتقال وهو منهار أو خائف بالعكس تماما..ومن كانوا فى الخارج مثل حالاتى لم يكونوا خائفين أيضا...

حتى فى أسوء الظروف

أذكر أن واحد من أعز رفاقى جاء أعتقاله وهو يؤدى الخدمه العسكريه فقضى فتره اﻷعتقال حتى أنتهت القضيه فى المحاكم -فشنك كالعاده- فى السجن الحربى وماأدراك مالسجن الحربى وبالرغم من ذلك لم أراه بعدها منهارا أو باكيا بل صلبا كالرمح...

الضربه جاءت من الداخل من التنظيمات نفسها..كان عندى أمل أو حلم أو وهم..أن تتوحد معظم التنظيمات فى شكل واسع قادر على مواجهه هجمه النظام الشرسه..ولكن جاءت التطورات بالعكس تماما...

.أنا كنت خارج التنظيمات ولا أميل الى سمعت عن فلان أو قال لى علان كذا...صداقتى للجميع على المستوى الفردى أتاحت لى فرصه رؤيه التنظيمات الشيوعيه المصريه أو مايسمى بالحركه التالته وهى تنهار الواحد تلو اﻵخر..فى فترة ما تحولت شخصيا الى مايشبه حائط المبكى..يشتكى لى الرفاق مما يحدث...أتهامات بالعماله..أنقسامات معظمها أن لم يكن كلها ﻷسباب شخصيه..بعض اﻷفراد لعبوا أدوارا مثيره للشكوك..

.بدأت اﻷتهامات مبكرا ربما فى منتصف٧٧ عندما أقترب منى أحدهم ليحذرنى من التعامل مع أفراد أعرفهم معرفه وثيقه وأثق بهم ثقه عمياء..ﻷن هناك شكوك تحيط بهم..عرفت بعدها أنهم يعترضوا على بعض قرارات التنظيم..فكان اﻷتهام جاهزا.."مباحث

.سمعت بأذنى أحد القيادات الوسيطه فى تنظيم ما يتهم تنظيم آخر كله على بعضه بأنه عميل للمخابرات المركزيه (كذا) وبثقه شديده..

.عمليه تمزيق اﻷفراد كانت قاسيه ومؤلمه أكثر من تجربه السجن والحبس..وبدلا من التوحد..بداءت مرحله من اﻷنقسام واﻷنشطار اﻷميبى والتفت...مايسمى بالمركزيه الديموقراطيه كانت السوط الذى أخمد أى أنتقاد لحركه التنظيمات الشيوعيه ومنع أى تطوير لحركتها وألتصاقها بالجماهير التى تدعى دفاعها عن مصالحها....ماأن حلت التمانينات حتى كانت معظم التنظيمات قد تحولت الى بودره بلا أى وزن...والثمن كان معاناه لانهائيه للرفاق المخلصين...ناس تحملت السجن..والضرب أنتهت تحت ضغط أنهيار تنظيماتها..
خمسه تنظير..
هو مش تنظير أوى هو تفكير بصوت عالى بعد مرور أعوام وعقود.
نقطه هامه..القوى التى كنا نواجهها فى تلك اللحظه كانت عاتيه..سواء قوى داخليه ممثله فى فئات فى المجموعه الحاكمه وفئات أخرى خارج الحكم تتلمظ شوقا للأنقضاض على التراكم الرأسمالى الذى حدث فى مصر لعقود ربما من أيام طلعت حرب
سوق واسعه..شبكه تجاره داخليه محترمه..تراكم على شكل مصانع ومؤسسات بناها المصريون بالدم ...تلك كانت الغنيمه..
وﻷن ماحدش ناوى يدفع فيها فلوس كان لابد من نهبها عن طريق شبكه فساد واسعه بدأت ملامحها تظهر ف المجتمع..فى شكل أسماء مثل رشاد عتمان وعبد الحى وغيرهم..
.الرأسماليه العالميه بكل جبروتها أيضا كانت تطمع فى نصيبها من الغنيمه...أول من فتح دكان ف مصر كان بنك تشيس مانهاتهن أكبر بنوك أمريكا قبل أى كلام عن الأنفتاح
.عام ٧٦ كان بنك فيصل اﻷسلامى كرأس رمح لرأسمال الخليج.."وأسلمه" اﻷقتصاد المصرى سواء على مستوى الميكرو من خلال أشكال المرابحه والقرض الحسن أو على مستوى الماكرو من خلال مشاريع مثل أراضى توشكى وطبعا عمليه النصب التاريخيه الريان وأخواته...
هناك نقطه أخرى..ف السبعينيات النظام المصرى كان مساهم بشكل أساسى فى حرب أفعانستان.
.تلك حقيقه ثابته اﻷن وصلت حتى هوليود..فيلم توم هانكس اﻷخير به مشهد لوزير الدفاع المصرى فى تلك الفتره يوافق على توريد أسلحه روسى للمجاهدين اﻷفغان ليقولوا أنهم أخذوها من السوفيت..طبعا المشهد به شويه بهارات هوليوديه أصابتنى بالضحك بس ماشى المهم الفكره..
.ولكن كانت هناك حاجه أيضا لمحاربين..تولت توريدهم الجماعه اﻷسلاميه حيث كان التجنيد ﻷفغانستان شبه علنى فى الجامعات المصريه ..من خلال معسكرات العمل اﻷسلامى والتى لم تكن أبدا لنشر الفضيله ولا اﻷخلاق بل لتجنيد أفضل العناصر للقادم وبالتالى أشتبك النظام والجماعه اﻷسلاميه فى رقصه موت.
.من يلدغ من أولا.
.وكان يتم تسفير هؤلاء المتطوعين من خلال رحلات العمر التى أمتصت ميزانيه أتحاد الطلبه..نفسى واحد منهم يطلع يقوللى ماحصلش عشان أحط صوابعى ف عنيه.
.اليسار المصرى بكل أخطاءه وعيوبه وخطاياه وقصوره كان سيعرقل تلك المصالح..لاأقول سيوقفها ..والجميع أنتابهم الهلع من ١٨-١٩ يناير رغم معرفتهم التامه أنها هبه عفويه..الخوف كان من لو تحولت الى هبه منظمه بقياده اليسار..!!؟؟وأظن النظام كان مستعد للذهاب ﻷخر الشوط ليمنع هذا بما فيه التحالف مع اﻷسلاميين...ولكن اليسار المصرى أنتحر كما فرسان الساموراى..وكفى "المؤمنين شر القتال
برغم كل شئ أنا شخصيا أعتقد أن جيلنا من اليسار المصرى مسئول مسئوليه كبيره عما وصلت له المحروسه اﻷن من أنهيار شامل ..تخاذل اليسار وأنهياره الغير مبرر..مسئول عن حاله البلد اﻷن..
فى مجتمعات أخرى وبالذات فى أمريكا اللاتينيه لم ينهار اليسار برغم عقود من القهر والقتل والسجن والنفى والتشريد..فى تشيلى والأرجنتين والبرازيل..وأستطاعوا الخروج من تلك السنوات الطويله ليحكموا
..كيف..؟؟فى كلمه واحده اﻷبداع فى التواجد بين الناس..تطويع النظريه للواقع وليس لى الواقع ليناسب النظريه..
اليسار المصرى عموما والشيوعين المصريين خاصه كان لديهم تراث هائل يستطيعوا اﻷغتراف منه ليستمروا ولم يفعلوا وتلك مسئوليتهم التاريخيه..فشلهم غير مبرر بأى شكل
**************
..أما بعد وفى النهايه وأرجو أن أكون مخطئا..أرى القاهره تحترق..جموع من جوعى المدن وفقراءها يحرقوا القاهره..فى مشهد أكبر عشر مرات من ١٩ يناير..أرى الجيش ف الشوارع..أرى أطلاق النار على المتظاهرين..هناك سباق بين الطبقه الوسطى المتعلمه فى حركات أحتجاجها الفئويه من أطباء وأساتذه جامعات وبين أنفجار الجوع..المشكله أن القوى الوحيده القادره على تحويل المطالب الفئويه المتكاثره تلك الى حركه سياسيه هى اليسار بمعناه الواسع..ولايوجد حركه يسار ف مصر..مجتمع بلا يسار مجتمع بلا أمل وبلا مستقبل
********************
..يااااااااااااااه ده أنا طولت ف الكلام وسرحت وركبت حصان ومسكت سيف خشب..
.أرجع وأقول
الزعل مرفوع واﻷرزاق على الله

Thursday, March 27, 2008

الصديق العزيز أستاذ شريف الصيفى بذل مجهود ممتاز وجمع عدد كبير من شهادات وتعليقات وأراء حول ١٨-١٩ يناير...أعتقد أنها اﻷفضل على النت....المهتم يستطيع
اﻷطلاع عليها هنا
شكرا ياصديقى العزيز...وتحياتى

Sunday, March 23, 2008

١٨-١٩ يناير...تالت

الفتره بين مظاهرة ٢٥ نوفمبر ويناير كانت فترة هدوء نسبى..لم تحدذ حملة أعتقالات فى يناير كما عودتنا أجهزة اﻷمن أيامها..
وكان هناك أنتقادات لممارسات بعض اﻷفراد فى نادى الفكر اﻷشتراكى
..حضرت جلسة نقد ذاتى للنادى فى تلك الفتره..وأنتهت بكمال خليل وهو يطرح رؤيه متفائله لنشاطنا فى العام ٧٧ حين قال أنه توجد فرصه جيده لتكوين لجنه وطنيه عليا للطلبه والعمال مثل تلك التى قادت الحركه الوطنيه فى ٤٦
ولكن اﻷحداث كانت أكبر من تلك الرؤيه المتفائله
..فى بدايه العام كان هناك حديث عن اﻷستجابه لضغوط صندوق النقد الولى وغيره من المؤسسات العالميه لرفع اﻷسعار وتخفيض الدعم عن السلع اﻷساسيه..وتم نفى ذلك بشده من قبل السادات ورئيس الوزراء..والكلام عن عدم المساس بالدعم ..عفس التصريحات والكلام الفارغ الذى تقوله الحكومه حتى اﻷن..ولذلك حين جاءت قرارات رفع اﻷسعار والتى طالت كل شئ من سلع أساسيه كانت صدمه هائله للكل
..خرجت الصحف يوم ١٨ يناير بقائمة تلك السلع وكانت صدمه للجميع..مضاعفه أسعار بعض السلع الغذائيه
..أذكر مثلا أنه تم رفع سعر الحلاوه الطحينيه بنسبه ١٠٠% البنزين والسولار بنسبه ٥٠% وهكذا
..حين توجهت للكليه يومها كنت أدرك أننا يجب أن نفعل شئ للأحتجاج..وكل ماجال فى خاطرى مسيره أو مظاهره أخرى على غرار ٢٥ نوفمبر..تنطلق من الجامعه
..جلسنا سويا جماعه الصحافه صيدله القاهره..وتم أرسال أبو أحمد (د.مجدى) كمندوب للجماعه الى الجامعه للتشاور مغ أعضاء وقيادات نادى الفكر اﻷشتراكى.. وأترك الكلام لمجدى كما كتبه فى شهادته
**************
..."فى يوم18 يناير كان هناك اجتماع عاجل لنادى الفكر الاشتراكى لبحث رد الفعل المقترح على قرارت رفع الاسعار المنشوره بصحف ذلك الصباح وكنت انا مندوب اكليه فى هذا الاجتماع
مازلت اذكر تلك الاحداث برغم مرور اكثر من30عاما عليها
ذهبت الى الجامعه على ان اعود لجماعه الصحافه بالكليه بقرارت الاجتماع وما يتمخض عنه
يومها كان هناك معرض مجلات حائط لجماعات الاسلاميه على مستوى جامعات مصر فى مدخل حرم الجامعه حتى قاعه الاحتفالات الكبري.
كنت قد وصلت قبل ميعاد الاجتماع بوقت كبير وقالوا لنا ايضا بان قاده النادى سوف يجتمعون مع قاده نادى الفكر الناصرى للتنسيق لأخذ موقف موحد ومشترك.
اتفق الموجودون انا وغير على تقضيه هذا الوقت بالتسليه بعمل حلقات نقاش امام مجلات الحائط للجماعات الاسلاميه فى هذه الايام لم يكن لهم هذا الوجود المؤثر ولا الفاعليه كما حدث فى السنين التى تلت احداث يناير77لدرجه اننا رشحنا 3افراد منا فقط لاداره حلقات النقاش مع كل الجماعات الاسلاميه على مستوى جامعات مصر.
كنت احد هؤلاء الثلاثه
.لك ان تتصور ان الثلاثه اداروا النقاش بحلقات مع هذا العدد الذى كان يدافع عن الرأسماليه الجديده وعن كل مافى النظام وان العيب الوحيد هو فى عدم تطبيق الشريعه.
المهم وحتى لانخرج عن الموضوع فى ذروه النقاش وجدت الزميل طلعت رميح هو الآن ماشاء الله من نجوم الفضائيات يستدعينا بشكل عاجل لأن اجتماع النادى سوف يبدأ.
جلسنا وكان الاجتماع فى بقعه خضراء بين مبانى الجامعه وقاعة الاحتفالات.
وبدأ النقاش ابلغونا ان التنسيق مع الناصريين قد فشل لاختلاف الرؤى
ونحن فى الاجتماع جاءنا خبر ان جامعه عين شمس قد خرجت فى مظاهره
كانت وسائل الاتصال وقتها غير اليوم فلتليفونات الثابته حتى لم تكن تعمل بانتظام
المهم كان هناك رأى انها ربما تكون اشاعه من الأمن لدفعنا للقيام بمظاهره واصطيادنا خارج الجامعه
ونحن نتناقش جائنا خبر ثانى بخروج عمال حلوان فى مظاهره.
اخذنا فى جدال بين مصدق ومكذب وكان الرأى الذى استقر عليه الجميع ان كل منا يذهب الى كليته ويبلغ كل واحد اعضاء النادى بالاستعداد للخروج فى مظاهره فى اليوم التالى.
ذهبت الى الكليه فى شارع القصر العينى لابلاغ الزملاء بما كان فى الاجتماع والقرارات التى اتخذت
******************
وقد كان
تحدثنا قليلا ثم توجهنا لميدان التحرير
..مجدى والعزيزه أنجى والعبدلله...وبرضك الأحداث كما ذكرها مجدى..العشرات من الناس وباﻷخص عمال حلوان يتدافعون هنا وهناك ولايوجد أى شكل من أشكال التظاهر أو اﻷحتجاج المنظم
حاولنا أنا ومجدى..كنت أرتدى بلوفر لونه أحمر غامق..خلعته وبدأت التلويح به والهتاف أو الصريخ للدقه وتجمع حولنا عده عشرات فبدء مجدى فى الهتاف بلادى بلادى
..وتكونت شبه مظاهره منظمه وسط ميدان التحرير.
.وهنا وصلت الفرسان
إذا لم تخنى الذاكره أول من وصل ميدان التحرير كانت مظاهرة فنون جميله الزمالك ومعهد التجاره الخارجيه معهم..
أخرجهم الصديق العزيز توفيق ميشيل من أصدقاء مصر الجديده ورفيق أخر.
.بدؤا بمسيره داخل الكليه ثم خرجوا للشارع وأنضم لهم معهد التجاره وتضخم العدد بمرورهم بالمناطق الشعبيه فى طريقهم للتحرير.
.بعدها وجدت عبد الرحمن رفيق أخر من مصر الجديده.. هندسه عين شمس يلهث ويصيح بى وصلنا.
..لن أنسى سعادتى حين رؤيته.
.مطاهره هندسه كانت ألفيه.. عده ألاف من البشر ..واﻷهم منظمه..بدات بمؤتمر داخل الكليه ثم الخروج للشارع...وفين ف العباسيه..الهاتفين لم يتغيروا..مجدى بلال اﻷسمر المخضرم هتيف عين شمس كما كمال خليل وكمال عيطه
طوال الطريق من هندسه عين شمس حتى ميدان التحرير..فكانت الناس تنضم لهم وتهتف معهم..وكلما زاد عدد المتظاهرين أعتلى أخر أكتاف زملائه ليبدء الهتاف
ووجدت الرفاق عاطف وعزت ومدحت وعمر وأكرم وصالح وعبد الرحمن..وآخرين من جامعه عين
شمس..وتربيه..
وبدأ ميدان التحرير يمتلئ بألوف من الناس وفى القلب منه مظاهره منظمه وشعارات منغمه...عده بؤر ييتحرك فى أتجاه مجلس الشعب تهتف ضد رئيس الوزراء والغلاء
..وفجاءه تذكرت أنجى
..مجدى مش مهم مجدع وأبن بلد حايعرف يتصرف..أنما الرقيقه أنجى..؟؟ بحثت عنها كالمحموم.
.اﻷمن المركزى فصل ميدان التحرير عن شارع القصر العينى بصفين من الجنود وبينهم عده أمتار..صف يواجه الميدان وأخر يواجه شارع القصر..وجدتها على الجانب اﻷخر..لازالت فى شارع القصر العينى..أشرت أليها أن تجئ للتحرير..وبهدوء أجتازت صف الحنود المواجه لشارع القصر..وعبرت أنا أيضا الصف المواجه للتحرير..أمسكت بيدها وحاولنا العوده لميدان التحرير نحن اﻷن فى المنطقه بين صفى الجنود..صرخ أحد الضباط الكلاب فى جنوده فألتفتوا جميعا نحونا..أسرعت هى بالمرور وأنا خلفها..مرقت من الصف ولمحت فى لحظه أحد الجنود يهوى عليها بعصاه فقفزت وتلقيت الضربه عنها..على ضهرى..الصياح والضجيج والهتاف الحماس واﻷلم من الضربه.
.اليوم لابد أن أبتسم الجندى لم يكن ينوى ضربها كان فقط يتظاهر بذلك ﻷسكات الكلب النابح خلفه..ولكن شهامتى الشرقاويه أبت ألا أن أقفز فى الهواء وأخد الغصا بدلا عنها.
.والمكافأه أجمل نظره تقدير واجمل أبتسامه لم أنساهم ماحيت.
.طلبت منها أن تغادر الميدان ورجوتها..ولم أسترح ألا بعد وجدتها تتجه للناحيه اﻷخرى من التحرير
..عدت لمواجهه صف الجنود.
.وجها لوجه..وبدأت فى الحديث أليهم.
.أحنا هنا عشان رفع اﻷسعار الحكومه دى حاتجوعنا..الفقرا مش حيلاقوا العيش الحاف.
.وأنضم لى عدد من الرفاق أذكر منهم خالد .. رفيق من مصر الجديده سودانى اﻷصل..كانوا يسمعونا ويهزوا رؤسهم حتى صرخ فيهم كلب أخر باﻷنتباه فجاوبه أحدهم بلهجه صعيديه واضحه ماتسيبهم يافندى هما كفروا...الهتاف مستمر..الضجيج مستمر..تدافع اﻷلوف فى أتجاه مجلس الشعب مستمر ألم الضربه لازال هناك..
وبدء الضرب
..أنهال علينا اﻷمن المركزى بالضرب..مجدى حكى عما حدث فى أتجاه جاردن سيتى والقصر العينى.
.أحنا كنا الناحيه التانيه أتجاه وسط البلد ورمسيس..ولكن الموقف كان مماثل..اﻷمن المركزى لم يعامر بالدخول وسط البلد ..وكان متركز حول مجلس الشعب وبالتالى فالضرب والهجمات والهجمات المضاده كانت فى هذ١ اﻷتجاه وشهاده أبو أحمد واضحه وطريفه.
..بعد ساعات من الهتاف والتظاهر والضرب والركض والجرى..كان لابد من الوقوف ﻷاتقاط اﻷنفاس والتفكير.
.وبالفعل وجدت بعض الرفاق واﻷصدقاء من هندسه وجامعه عين شمس ومصر الجديده.
.وبدأنا نحاول التفكير.
.ماذا نفعل.
.تركنا ميدان التحرير ومنطقه وسط البلد وتحركنا فى أتجاه مصر الجديده.
.والحوار شغال.
.طبعا هناك أحتمال حمله أعتقال الليله تطول كل الناشطين.
.أعترض زميل..أن أجهزه اﻷمن ستكون مشغوله بمحاوله السيطره على الوضع ف الشارع ولايظن أنهم قادرين على توجيه ضربه حقيقيه لكل الناشطين
..المهم اﻷن تأمين الكوادر..يجب الهروب واﻷختفاء..ده كان رأى رفيق أخر.
.يعنى طول عمرنا بنقول نلتحم بالجماهير والناس ولما ينزلوا الشارع نهرب نستخبى..رد من رفيق
مفهومك للجماهير مفهوم قاصر يازميل الناس اللى ف الشارع دى مش جماهيرك.
.المهم حانعمل أيه دلوقت.
.نروح بيوتنا وخلاص.
.طب وبكره..
.كان هذا هو السؤال ماذا نفعل غدا.
.قررت شخصيا الذهاب للمنزل..كان التعب واﻷرهاق قد حل عليا بشكل رهيب ولابد من طمئنه أمى وأبى أنى بخير..
وليكن مايكون
..الغد قررت أن أتوجه لجامعه القاهره واﻷنضمام لباقى الزملاء..وفعلا وصلت المنزل ونمت كالقتيل.
. ١٩ يناير فى الصباح الباكر زوغت من البيت قبل أن يوقفنى أبى -رحمه الله- القلق لحد الموت عليا.
.الجامعه مغلقه ﻷجل غير مسمى..لم أمر على منزل أى من رفاق مصر الجديده..تحسبا لكمائن اﻷمن التى سمعنا عنها..وقررت رغم أغلاق الجامعه محاولة التوجه لهندسه عين شمس.
.مبنى جامعه عين شمس كان محاصر باﻷمن المركزى..ولكنى عثرت على أحد الشباب الناصريين الذين تعرفت عليهم أثناء الحمله اﻷنتخابيه ولجان التوعيه التى أنشائناها فى أنتخابات ٧٦ ومعا حاولنا الوصول لهادسه عين شمس.
.شارع العباسيه كان شبه مهجور..ومبنى هندسه محاصر أيضا..ولكننا سمعنا أن هناك تظاهرات فى شارع الجيش ونواحى الوايلى..فتوجهنا ألى هناك..الفوضى ..والصريخ..وبدايات التخريب..صبيه صغار..فقراء المدن..وأشكال غريبه من بلطجيه وفتوات تهاجم السيارات والمبانى.
.مدرسه التعليم الصناعى كانت تحت وابل من الطوب وتصدى للدفاع عن المدرسه باعه جائلين وعمال بناء صعايده..بالتأكيد لم يدخلوا مدرسه فى حياتهم ولكن حسهم الفطرى دفعهم للدفاع عن مبنى المدرسه.
.سمعت أصوات أطلاق نار بعيده..نحن اﻷن فى نهايه شارع الجيش..وهرج ومرج..أخبرنى أحد الصبيه أن هناك أطلاق نار من مبنى مديريه اﻷمن.
.وفعلا ركضنا لهناك ولكنى لم أستطيع الوصول للمبنى نفسه وحاولت أنا ومن معى أن نمنع الصبيه والشباب من الخروج للشوارع الرئيسيه حتى لاتحدث أصابات بينهم..
.وقفت ونظرت للزملاء وفى لحظه واحده أدركنا كلنا أننا لانستطيع عمل شئ..الموقف تحول الى فوضى تامه..ولابد لنا من اﻷنسحاب من الشارع..
.فى طريق عودتنا..كانت الساعه الثالثه بعد الضهر تقريبا..دخلنا مقهى صغير نصف نغلق..فأخبرونا أن القرارات تم ألغائها..وأعلان حاله الطوارئ.
.فهللنا وهتفنا وهتف معنا من كانوا ف المقهى وهم يرمقونا بأعجاب وكأننا نحن السبب.
.كان عقلى يغلى..ماذا حدث...وكان عندى وقت بعدها للتفكير ومحاولة فهم ماحدث
...........................
تذكرت وأنا أعاود قرأة التدوينه أنى فى طريق عودتى لمصر الجديده شاهدت تركز لقوات الجيش حول الكليه الفنيه العسكريه ومبنى قياده الجيش المواجه لها فتخيلت أن اﻷمر طبيعى حتى وصلت قرب روكسى ﻷجد وحدات من المشاه وبعض العربات المدرعه فى مفارق الطرق فأدركت أن الجيش نزل للشارع..مشاعرى ساعتها كانت مختلطه..مارأيته من تخريب ودمار وسمعته من أطلاق رصاص هالنى ..وأدراكى أنه لاتوجد أى نوع من القياده للجموع المتظاهره ف الشارع فعلا أصابنى بالخوف..وبالتالى كان هناك ترحيب ما بنزول الجيش للشارع..الجزء الواعى المدرك من عقلى تخيل سيناريوهات الشيلى وقبلها اليونان وتخيلت حمله مطارده شرسه لليسار فى مصر..الناس العاديه كانت مرحبه بالجيش..حرب أكتوبر لازالت طازجه فى الذاكره وهناك أحترام واضح للجيش المصرى...
**************************************************
تانى وتالت وخامس أنا أحكى من الذاكره..لو فيه أخطاء ف السرد برجاء تصحيحها.
.أذكر أسماء حقيقيه الزعلان يقول حاأرفعها فى لحظه..
.التدوينه طالت ولم أكن أخطط لذلك على اﻷطلاق.
.ولكنى مستمتع بتيار الذكريات أسماء ووجوه وأحداث.
.وفى اﻷخر دى مدونه شخصيه يعنى أنا أكتب لنفسى أساسا.
.يعنى الشكك ممنوع والزعل مرفوع واﻷرزاق على الله

Saturday, March 15, 2008

١٨-١٩ يناير..تكمله

قبل أن أبدء
نقطه هامه
أنا لاأكتب من باب النوستالجيا أو الحنين الى الماضى..وأن أحنا عملنا اللى ماحدش عمله..ولاأنى بطل شوفوا عملت
أيه..ولازعيم ودى شهادتى للتاريخ
..ولا راجل عجوز يتذكر ماحدث وهو على سرير الموت
لسه شويه
ولاهى تصفيه حسابات مع أحد ﻷنى فعلا ماليش حساب أصفيه مع أى حد..بل أنى أكن كل أحترام وتقدير لكل من عرفت فى تلك اﻷيام فكلهم وكلهن -أهو بنون النسوه- بلا أستثناء واحد ناس محترمه..
على اﻷقل أيامها وهو ما يهمنى هنا
..الموضوع فعلا كان صدفه..تعليق طويل على تدوينه أخرى
وحياتى لم تتوقف عند تلك اﻷحداث
..أستطعت ببعض المجهود أن أستمر وأيامى التى تلت الجامعه كانت مليئه ومثيره باﻷفعال واﻷحداث
..ربما تكون ميزه أو سمه شخصيه ولكنى فعلا أستمتع وأحب بالحياه وأحداثها كما هى
..حتى باﻷشياء البسيطه فيها
..من أول فنجان قهوه مظبوطه لحد علاقه حب حاده
من كتاب كويس لمباراه تنس ساخنه..
من ضحكه أولادى لمنظر غروب الشمس..
الحياه فعلا حلوه
..ولازالت لدى القدره على اﻷندهاش والتعلم
..لناظم حكمت قصيده جميله يقول فيها
أن أجمل اﻷيام هى تلك التى لم نعشها بعد
وأجمل النساء هن اللاواتى لم نعشقهن بعد
وأجمل البلاد هى تلك التى لم نراها بعد
.....وأنا مؤمن بذلك تماما
**********************************************************
الفرديه -ولاأقول التفرد-التى هى سمه أساسيه من تركيبتى الشخصيه كانت المانع اﻷساسى ﻷنخراطى فى أى تنظيم يسارى أيامها
..مجموعه ٨ يناير فى صيدله القاهره قالوا عنى "لديه روح فنان.." وسابونى ف حالى
آخرين لم يكونوا بنفس الدرجه من التفهم وأتهمونى بالفرديه -وكأنها تهمه- أو أنى برجوازى صغير ودول سمعتهم كلام زى وسخ الودان كما يقولون
..وبالرغم من ذاك ظلت علاقتى بالكل جيده
كنت أتعامل مع الزملاء كأفراد وليسوا كممثلين لحزب أو تنظيم..فكانت لى علاقات صداقه مع مجموعه ٨ يناير فى صيدله ومصر الجديده..وخليه المؤتمر فى مصر الجديده..وكان منهم المسئول عن القاهره الكبرى..وأفراد من حزب العمال الشيوعى المصرى..المهوسين بالتنظيم الحديدى..والتأمين وأن كانت لهم صحيفه سريه جيده ومنتظمه
أضحك اﻷن..حين أتذكر ..كنا كلنا أصدقاء نجلس على المقاهى ونسهر أو ندخل السينما سويا..وكل منا يعرف كل شئ عن اﻵخر..ولكن الرفيق عضو العمال "زيزو"..طلب منى أن أعطى جريده حزبه السريه للزملاء أعضاء مجموعه المؤتمر..على ألا أقول لهم من أين أتيت بها
طب ماهم عارفين يارفيق
..ﻷ.. لابد من التأمين
..وطبعا غضب منى ومن أستهتارى بما قاله عن السريه واﻷمن واﻷمان
..وكانت أجابته جاهزه
..أصلك برجوازى صغير..رغم أنى والله كنت أكبره بعده شهور
لم تقتصر صداقاتى على المسيسين أو المناضلين..ولو أنى ماأعرفش مناضلين دى معناها أيه؟؟؟؟..كان لى أصدقاء لهم أهتمامات أخرى
..كرة السله مثلا..حيث كنت ألعب سله ف نادى الشمس ومع أصدقاء أرمن فى ناديهم بمصر الجديده..ميزته اﻷساسيه البيره المثلجه الممتعه بعد الماتشات
..وصديق من هندسه عين شمس -مع غيره- كنا نستمع معا للموسيقى الكلاسيك..سماع بجد..مش تهريج..فاجنر وشوستاكوفيتش وبرليوز..كان أرق من النسمه سألته مره ما هى فلسفتك فى الحياه فأجابنى فلسفه القوه لنيتشه..مما ألقانى أرضا من الضحك
..الفلسفه كنت أقرأها بشكل ممٌنهج مع عصام وألياس ووجدى..عصام كان طالب بكليه أداب عين شمس قسم فلسفه..وينجح يادوب بمقبول رغم أنه فعلا ذو عقليه فلسفيه محترمه وأنضج من معظم أساتذته..ولكنه نظام التعليم الكرنب ف مصر
..ومعا أبحرنا سويا فى الفلسفه اﻷسلاميه وعلم الكلام والفقه..وبعد أن أنتهينا ألقيناهم خلف ظهورنا ﻷنعدام الفائده..وضأله المحصول..لذلك أستغرب جدا ممن يأخذون تلك الخزعبلات مأخذ الجد
..الوجوديه بمدارسها المختلفه كانت اﻷقرب لألياس ووجدى..وياما دبحنا بعض مناقشات حولها
..لم يحدث أن توحدت مع السياسه أو أهتماماتى العامه..كان هناك دائما مجالات أخرى ممتعه ومنشطه للعقل..ولعل هذا ماأنقذنى من اﻷنهيار كما حدث لزملاء كثيرين
...ولكنى أسبق اﻷحداث كده....
المهم
فى بدايات العام الدراسى ٧٦-٧٧ كان واضح أن هناك صراع حقيقى داخل نادى الفكر اﻷشتراكى بين المنتمين للتنظيمات الشيوعيه المختلفه وأعضاء فى النادى فى نفس الوقت..وكان هناك أخرين زى حالاتى رافضين أن يكون النادى واجهه علنيه لمثل تلك التنظيمات..وأذكر مناقشه حاده جرت فى أجتماع للجنه اﻷعلام -مقررها كان طلعت رميح- حول هذا الموضوع
..بعد اﻷجتماع وقفت وتكلمت مع ليلى سويف وكانت طالبه فى كليه علوم وزميل أخر فى نفس الكليه أسمه علاء
..وحاولنا تنسيق موقف رافض لهذا التوجه..وخاصه أننا كلنا -كنادى-رفضنا محاوله ضمنا الى التجمع..حزب اليسار المعلن والشرعى أيامها...رغم تدخل خالد محيى الدين شخصيا فى الموضوع
..طبعا لم نلاحظ التناقض فى موقفنا..أننا ننظم أنفسنا لرفض سيطره تنظيمات أخرى على النادى..ولكنها قله الخبره وأندفاع الشباب..
فى الحال بدأنا فى التحضير لعمل سياسى أخر..أسبوع كامل من النشاط فى جامعه القاهره بقياده نادى الفكر اﻷشتراكى..أسميناه "أسبوع الجامعه والمجتمع"..محاضرات وندوات.. مجلات حائط..عروض سينمائيه تعقبها مناقشات..النشاط اﻷساسى كان فى الجامعه نفسها وفى هندسه القاهره..القصر العينى بكلياته المختلفه كان أهدء..لبعده عن الجامعه..وطبيعه الدراسه فيه..ولكننا بالرغم من ذلك علقنا مجلات حائط..والعبد لله أقام معرض كاريكاتور لابأس به
..نجاحات ونشاطات النادى السابقه أجتذت الزملاء الناشطين من جامعات أخرى
..أو هكذا خٌيل لى أيامها
..البعض جاء للمزايده أو لتأييد أعضاء بعينهم فى النادى ينتمون لنفس التنظيم السرى
..وكان لابد أن يحدث صدام
...أتذكر كنا نستعد ﻷقامة ندوه فى أحدى قاعات كليه حقوق..ووقفنا ننتظر..طال اﻷنتظار..وبدء
التذمر بيننا فى لحظه ماتعرفش ازاى بدء هتاف
.."لا للصمت ولا للطاعه... مؤتمرنا ف قلب القاعه
أظن الهاتف كان تيمور الملوانى..هتاف رنان جميل..والدنيا حر والناس زهقت وفعلا بدء البعض ف التحرك ﻷقتحام قاعه اﻷحتفالات الكبرى لجامعه القاهره كده خبط لزق..وبالتالى أداره الجامعه واﻷمن حاينهالوا علينا كالسيل ويبوظ باقى الأسبوع..تدارك كمال خليل الوقف وهديت النفوس شويتين لبدء الندوه
..المحاضر كان "عادل حسين"وكما قلت كانت تربطنى به علاقه ومعرفه شخصيه..وفعلا أنا كنت فى أنتظاره على باب الجامعه وقدته للمدرج..الراجل كان يادوبك أخرج -أو بصدد أخراج- كتابه الهام "اﻷقتصاد المصرى من اﻷستقلال الى التبعيه" وهو كتاب هام فعلا..وكنت أنا ضمن زملاء أخرين نقرء أجزاء منه ونناقشه فيها..فيران تجارب يعنى..يعنى عنده كلام مهم ممكن يقوله..لاأظن أنه تكلم كثيرا..وأندلعت مشاده بين أفراد عرفت بعدها أنهم ينتمون لتنظيمات مختلفه...وطالت المشاده وأفسدت الندوه..فما كان من عادل حسين ألا أنه خرج عن الموضوع تماما..وأرتجل كلمه طويله يدعو فيها للحوار والتماسك وكيف أنه وجيله ينتظرون الكثير منا ومن جيلنا...بعدها بأيام كنت عنده فى بيته بمصر الجديده وطلب منى أحكى له بالتفصيل ما يحدث هناك..وبعد ماأنتهيت قال كلمه أختفت من ذاكرتى لسنوات وخرجت على السطح من أسابيع قليله وأنا أقرء مقال فى مجله البوصله..قال"الجماعه اﻷسلاميه حتاكلكم الكام سنه اللى جايين دول"..لم أهتم بما قال..فالجماعه اﻷسلاميه أيامها لم
يكن لها فعلا ثقل حقيقى وسط الطلاب..
..أسبوع الجامعه والمجتمع كان ناجح بالرغم من ذلك
..أعداد الطلبه المشاركه فى النشاطات المختلفه كان كبير..النقاشات التى أصبحنا محترفين فيها حول مجلات الحائط أو رسوم الكاريكاتير كانت نشيطه جدا..أعداد أكتر من طلبه كليات ومعاهد وجامعات أخرى شاركت معنا..منهم أصدقاء وزملاء من مصر الجديده..كليات مثل فنون جميله الزمالك أو معهد التعاون جاء منها مشاركين..فى تلك الفتره عرفت ناس بشكل أكبر..مثل أحمد بهاء..مقرر النادى ومن أكثر الناس اللى عرفتهم فى حياتى رقه وقدره على اﻷقناع..المبتسم دائما كمال خليل..وقرينه كمال عيطه..من الناصريين..حمدين صباحى طول عمره زعيم..سيف اﻷسلام عقل منظم مرتب بشكل هايل..وغيرهم
..أخر يوم فى نشاطات اﻷسبوع..
٢٥ نوفمبر ١٩٧٦خرجنا فى مسيره لفت الحرم الجامعى..ضمت أعداد كبيره من المشاركين فى نشاطات اﻷسبوع من داخل وخارج جامعه القاهره..
ووصلنا للبوابه
..وأختلف الزملاء
..نخرج والا ﻷ..
الناصريين رفضوا تماما الخروج بالمظاهره للشارع..أحمد بهاء تردد..كمال خليل..وغيره دعوا للخروج
..من حسم الموقف أمير سالم حقوق عين شمس..بالهتاف ضد الحكومه..
لن أنسى ماحييت أخر توجيهات كمال خليل.."لو وصلنا كوبرى الجامعه حناخده جرى..لو ماوصلناش -ويبدو أن هذا كان اﻷحتمال اﻷكبر-واﻷمن المركزى زنقنا ماحدش يهوب ناحيه الكوبرى..ونرجع الجامعه..أو نزوغ فى بين السريات."..وصلنا كوبرى الجامعه وعينك ماتشوف ألا النور..طرنا حرفيا
مافيش أمن لامن ناحيه الجامعه ولا من ناحيه القصر العينى..ركضنا كما الخيول ولاد وبنات..وفى لحظه وكأننا فرقه قوات خاصه عاليه التدريب بمجرد وصولنا الناحيه التانيه من كوبرى الجامعه أنتظمنا فى صفوف..وبدء الكمالين خليل وعيطه الهتاف.
.عند وصولنا للشارع الواقع بين صيدله وطب..بدأت كريمه الحفناوى الهتاف.
.أه والله.
.ماهو أيامنا الست لاكانت عوره..ولارجس من عمل الشيطان..الست كانت زميله محترمه ف الكليه..ورفيقه ف السياسه..وأخت ..وحبيبه لو لك نصيب.
.وأنضم لنا عدد محترم من طلبه القصر.
.شارع القصر العينى وقف على رجل..الناس كانت بتهتف معانا ضد الغلاء ورئيس الوزراء..وكيلو اللحمه اللى أصبح تمنه جنيه ونص..وحزب الوسط وهز الوسط..وأبدع الكمالين ف الهتاف..
وقفت أتوبيسات النقل العام.
.فأرتجل كمال خليل.
.التأييد التام التام
لعمال النقل العام.
..ياعمال النقل العام
أضرابكم خطوه لقدام
..قبلها بشهور كان هناك أضراب شل القاهره كلها لسائقى ومحصلى هيئه النقل العام بالقاهره..وحياه سائقى اﻷتوبيسات
الواقفه على جانبى شارع القصر العينى بالزمامير والكلاكسات..
كنا كام ف المظاهره دى فعلا لاأستطيع الحكم ﻷنى كنت فى قلبها لكن أعتقد -وممكن جدا أكون مخطئا- أننا خرجنا حوالى ٣٠٠-٣٥٠ طالب من الجامعه وصلنا يمكن ٥٠٠ بعد القصر وحوالى ١٥٠٠-٢٠٠٠ أمام مجلس الشعب.
.والهتاف أستمر ضد السلطه وضد كلابها..وسيد مرعى..ماخليناش..كان يقف على سلم المجلس كل ضباط أمن القاهره..لواء ونازل.
.طلبوا نطلع وفد يقدم طلباتنا لرئيس المجلس..وأذا لم تخنى الذاكره ماكانش معانا لا عريضه ولايحزنون..وتم أرتجال واحده كتٌبت على عجل..
ودخل للمجلس وفد من الطلبه لتقديم الطلبات..
وجلسنا بره نهتف..
.القلق بدء حين بدء ضباط أمن الدوله فى الوصول..أحدهم كان يعرف زعامات الطلبه باﻷسم..أذكر أن طلعت رميح هتف هتاف خارج شويتين...فنادى عليه أحد الضباط باﻷسم "بلاش الكلام ده ياطلعت.." بصراحه شديده جدا..خفت..ولاد الكااااالب دول عارفينا باﻷسم..
وبدء الكلام عن أحتمالات أعتقال الليله دى وضروره التأمين وعدم العوده للمنزل أو البيات فيه..
.أنفضت المسيره وكل واحد زاغ على ناحيه..جلست مع زملاء مصر الجديده نلتقط أنفاسنا على مقهى قرب التحرير وركبنا الوسواس القهرى..كل واحد شكله مخبر أو مباحث..
أنا كما قلت لم أكن منظم وبالتالى الكلام عن التأمين والحاجات دى كانت لاتعنينى وغير مٌلزمه لى..
روحت بيتنا..وماليش دعوه..
ولكنى ليلتها وفى الليالى القادمه كنت لاأنام قبل الفجر..حتى لو جاؤا أكون أنا أول من يستقبلهم مش أبويا ولا أمى..
ولكنهم لم يجيئوا
..ايامها
......
برضك طالت التدوينه ولم أصل ألى ١٨-١٩ يناير..واضح أن أستحليت الكلام عن نفسى
...برجاء أعاده قراءه السطور اﻷولى..
وتانى أنا أكتب من الذاكره
..والكلام ده مر عليه فوق التلاتين عام
..أرجو التكرم بتصحيح ماأقول لو فيه أى خطاء
..أنا أذكر أسماء حقيقيه..لو حد متضايق يقول حاأشيلها فى لحظه
...وزى رسوم الكرتون
...يتبع

Thursday, March 13, 2008

stargazing

العبد لله غاوى فلك والتمتع بمراقبة النجوم والسماء من سنين طووويله..وكنت أعشق السهر والتطلع الى سماء القاهره الصافيه -أيام كانت صافيه- لساعات وخاصه فى الصيف..وتحقق فى كندا حلم من أحلامى حين أشتريت لنفسى تلسكوب يعمل بالمرايا ذو قوه تكبير محترمه (×٣٠٠)..يمكنك به مشاهده حلقات زحل وأقمار المشترى بسهوله

..ووجدت هنا أن مراقبه السماء هوايه منتشره ولها أنديه وتجمعات..بل أنهم فى ليالى الصيف الصافيه يتجمع بعض هؤلاء الهواه بتلوسكوباتهم فى الخلاء بالقرب من أوتاوا ويدعوا الناس للمشاهده مجانا..وقد تعرفت عليهم وأصبحت أهتم بالمشاركه معهم

ومن ضمن أنشطة تلك التجمعات أنهم يرسلوا تنبيه للمهتمين فى حالة وجود ظاهره فلكيه تستحق المتابعه والمشاهده..مرور مذنب..أقتراب كوكب ما..ألخ

..من أسابيع وصلنى تنبيه على بريدى اﻷلكترونى عن خسوف كامل للقمر يمكن مشاهدته يوم ٢٠ فبراير..وفعلا ليلتها أخرجت التلسكوب وسحبت الواد فارس - ١٠ سنوات - وخرجنا نتابع كسوف القمر..رغم برودة الجو (درجه الحراره كانت ربما ١٠تحت الصفر) وشرحت لفارس معنى الكسوف والخسوف وحركه اﻷرض حول الشمس..وكان منبهر وسعيد جدا..حتى أنه فى اليوم التالى أخبر زملائه ومٌدرسته -مدام روكسان فرنسيه رقيقه - عما فعلنا فطلبت منه أن يقوم بتقديم وشرح لما تعلمه للفصل كله..وقد كان جلسنا على الكمبيوتر والنت وطبعنا صور الكسوف وتطوراته..وبعض المعلومات..وعمل فيها الواد فارس جاليليو زمانه وقدمها للفصل..وعاد سعيدا منشرحا وكأنه فتح عكا وسعدت أنا أيضا ﻷنى قمت بدورى كوالد أسعى لتوسيع مدارك ولدى..كما فعل أبى معى من قبل حيث كان يجلس بالساعات ليحاورنى ويتحدث إلى

..أوم أيه..؟؟بألف ع النت أمبارح لقيت المصيبه دى

قرأت في جريدة الرياض عدد الأربعاء 13 من شهر صفر 1429هـ مقالاً للباحث الدكتور: خالد الزعاق أخبر فيه أنه سيحصل خسوف
للقمر وقد حصل في الأيام التي مضت ولا عتاب على الباحث في إخباره عن ذلك لأن هذا أمر يدرك ويعرفه الناس بالحساب من قديم الزمان ولكن العتاب عليه في حثه على التمتع بمشاهدة الكسوف وأنه من أجمل الظواهر الكونية وأقول كيف يكون كذلك وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يخوف به عباده فالواجب الخوف من الله عند حدوثه والفزع إلى الصلاة والدعاء والحث على الصدقة والعتق رجاء أن يكشفه الله ويزيل خطره لا التمتع بمشاهدته والفرح بذلك وأنكر الباحث أن يكون الكسوف يحدث بسبب غضب الله على عباده ومن جراء معاصيهم وكفرهم وأقول له: هذا هو الذي تخوفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم عند حدوث الكسوف في موعظته لأصحابه: ( لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ) ولما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم خرج فزعاً يجر رداءه يخشى أن تكون الساعة وصلى بالناس صلاة الكسوف وأطال الصلاة وبعد انتهائه من الصلاة وعظ الناس وخوفهم بالله وذكرهم فهو صلى الله عليه وسلم خشي أن يكون الكسوف مؤذناً بحدوث عذاب أو بقيام الساعة لأن الله سبحانه قال في القرآن الكريم مبيناً ما يحصل عن قيام الساعة من الأهوال ومن جملتها الكسوف قال تعالى: (( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ )) إنه يخشى إذا حصل الكسوف أن يستمر ولا ينكشف وأن تقوم الساعة عند حدوثه لأن وقت قيامها لا يعلمه إلا الله ولا يكون إلا بغتة فعلى الباحث الدكتور خالد وفقه الله أن لا يدخل في أمور لا يحسنها ويقول على الله بغير علم وعليه أن يقتصر على اختصاصه في علم الحساب فقط والله الموفق
.صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار ..... في المملكه العربيه السعوديه
طبعا أنتابتنى نوبه هستيريه من الضحك أولا..الشيخ جعان بن العريان ده حظه زفت معايا كل مايطلع فسيه من دول
أجدها بالصدفه وألعن
سنسافيل جدوده ع المدونه دى
..قبل كده طلع واحده بتكفير الليبرالين فقلت رأي فيه وفى اللى جابوه بصراحه..وفوجئت بعدها أن جريده البديل نشرت عنها فى صفحه المدونين..وأنا ولاهنا
..طبعا من تحصيل حاصل أنى أقول مولانا هذا عايش خارج الزمان بزمان
..والخسوف أو الكسوف برضك بيحصل من جراء غضب الله على عباده يامتخلف..ومن جراء معاصيهم ياأبله
..أكيد ده اﻷب الروحى للدك-طور زغلول الفشار
عتق مين ياعره العرب..هو فيه حد لسه عنده عبيد يابنى جهل عشان يعتقهم
..وأسمه برضك علم الحساب يابنى معزه..الحساب ده اللى كنت بتجيب فيه صفر أيام المدرسه اﻷلزامى
..أسمه علم الفلك..وده مختلف برضك عن حظك هذا اليوم
..بس شفت التهديد والوعيد "...وعليه أن يقتصر على أختصاصه فى علم الحساب...وألا حانحط السيخ المحمى ف صرصور ودنه....نيهاهاها.."طب وحانعرف منين أنه حصل كسوف والا خسوف لو حانستخبى كلنا تحت الكراسى والبطاطين.
.آآآآه ياأمه ضحكت من جهلها اﻷمم.
اللى لخبط المواضيع البوست ده
بعته لى الصديق "على باب الله"قريته ودخل الموضوعين فى بعض.
.وطول اليوم النهارده دماغى بتزن.
حسب معلوماتى وأرجو تصحيحها لو كنت مخطئ أن "دار العلوم الشرعيه" أسسها أحد رموز التنوير فى مصر لاأذكر أن كان الطهطاوى أم محمد عبده للألتفاف حول جمود اﻷزهر وتطوير مناهج وأساليب تدريس العلوم الشرعيه لتواكب العصر..
هذا هو مصيرها اﻷن مفرخه للظلاميين..
هم دول مدرسى ومدرسات اللغه العربيه والدين اﻷسلامى المنوط بيهم تعليم أبناء مصر جيل المستقبل أملنا فى اللحاق
بالعالم ..دا لو حصلنا القرده العليا يبقى كويس
طول اليوم يدور فى ذهنى سياريو محدد
يو انى كنت فى مصر وخرجت مع فارس وشاهدنا خسوف القمر وذهب تانى يوم وقال لمدرسته خدوجه والا ست أبوها عما حدث فأستشهدت بفسيه الشيخ جربان بن الهرشان ده وهددته بالويل والثبور وعظائم اﻷمور لوعاد لهذه الفعله المشينه "آل مشاهده الخسوف أل.."ورجع وحكى لى
..أقوله أيه.
.مدرستك حماره مابتفهمش..ألن ينسحب هذا اﻷنكار على شيخنا الجليل..ويفقد الواد الثقه فى مدرسته وأى شيخ.
.ألن ينسحب شكه على الرسول كمان
طب لو جيت بعدها وقلت له صلى والا صوم..حايسمع كلامى والا حايشك فيه..لو قلت ماتكذبش ﻷن الرسول نهانا عن الكذب..مش حايقول ماأنت قلت لى ماتصدقش حاجات تانيه منقوله عن الرسول برضك.
.والا أحط لسانى فى بقى وأبلع الجهل ده كله والواد يطلع حمار زيه زى باقى الغنم اللى ماليه البلد..أو عندهم شيزوفرانيا مش عارفين راسهم من رجليهم..يسمعوا حاجه من المدرسه وحاجه تانيه من البيت وحاجه تالته من اﻷعلام...أكيد أولياء اﻷمور فى مصر بيواجهوا مثل تلك المواقف يوميا ولاأدرى كيف يتصرفون فيها
..نقطه أخيره وأطلع أنام.
.أيه الصوره الغريبه المرسومه عن الرسول والصحابه دى.
.فكرتنى بفيلم ميل جبسون اﻷخير أبوكاليبتو
الكاهن اﻷعظم للأنكا يقدم التضحيات البشريه حتى ترضى اﻷلهه وتنكسف الشمس فيفزع الناس المتجمعه حول المعبد ويجفلوا ويصرخوا ويبتسم الكاهن فرحا بقدرته على أرعاب الشعب اﻷبله..الصوره دى مخالفه تماما لصوره أخرى أعرفها منذ كنت صبى...أنكسفت الشمس يوم موت أبراهيم أبن الرسول الرضيع من زوجته مريم القبطيه..فقال المسلمون أنكسفت حزنا على أبراهيم فنهاهم رسول الله وقال الشمس والقمر آيتان من آيات الله لاتنكسفان لموت أحد
ولو كان أبراهيم ين محمد...هذا هو محمد بن عبد الله رسول الله الذى أعرفه فعن أى رسول تتكلمون
كسوف الشمس يوم موت أبراهيم بن محمد بن عبد الله كانت نقطه البدايه فى بحث شهير قام به أحد باشوات مصر المثقفين فى نهايات القرن التاسع عشر..الكام التاسع عشر..وهو الشهير بالفلكى باشا..ومنزله الواقع فى وسط ميدان الفلكى بالقاهره..
.قام بأستعمال الحساب الفلكى بتحديد موعد حدوث كسوف كلى للشمس يمكن مشاهدته فى الجزيره العربيه فى القرن السابع الميلادى.
.وحدده بالسنه والشهر واليوم والساعه..لدقه الحساب الفلكى.
.وبناء عليه وفى بحث شيق قام بمقارنه أحداث السيره النبويه وغزوات الرسول ومطابقاتها بالتاريخ الميلادى واﻷحداث الفلكيه الهامه..البحث نٌشر بالفرنسيه لغه مثقفى مصر أيامها ولاأظنه ترجم للعربيه.
.تانى هذا حدث فى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى.
..وعليه العوض فى عقل هذه اﻷمه .

Thursday, March 06, 2008

١٨-١٩ يناير ١٩٧٧

على باب الله" مدون جاد لفتت نظرى تدوينته اﻷخيره
عن أحداث ١٨-١٩ يناير ١٩٧٧ ولفت نظرى أكثر تسأل عدد من المعلقين عما حدث للشعب المصرى وكيف أنه خاب وفسد ولايتحرك لدفع ظلم أو المطالبه بحق..وبدأت فى كتابه تعليق للرد..طول معايا التعليق وجدت أنه من اﻷفضل وضعها هنا عندى كتدوينه كامله.
..أولا...الشعب المصرى لم يفسد ولم يضيع عقله..بل فسدت قيادته..وهنا لاأعنى الحكومه أو النظام عتلك فسدت من زمن بعيد..بل أعنى
المعارضه وقوى الشارع السياسيه.
ثانيا...أنتفاضه الشعب المصرى فى ١٨-١٩ يناير ١٩٧٧ لم تأتى من فراغ ولم تهبط علينا من السماء بل هى نتيجه تراكم نضال وحركه سياسيه واعيه كان يقودها اليسار المصرى فيما أدعى أنه أخر حراك سياسى حقيقى فى مصر..وكان لى شرف المشاركه فيه.
.والسطور التاليه هى شهادتى ومشاهداتى الشخصيه عن تلك اﻷيام أكتبها من الذاكره.
.ورغم ترابط المواضيع وتسلسل التاريخ فلابد من البدء من نقطه ولو كان هناك تعسف فى أختيار تلك اللحظه..
وهى تبدء بالعام الدراسى ٧٥-٧٦ ..كنت أيامها طالب بصيدله القاهره..حين بدأت الدراسه كنت قد حسمت أختياراتى الفكريه من جراء قراءات ومناقشات تمت فى صيف ٧٥ مع مجموعه من اﻷصدقاء والزملاء فى مصرالجديده.
.فأنا يسارى أنتمى لتيار عريض هو اليسار المصرى بتنوعاته المختلفه.
.ماأن بدأت الدراسه حتى توجهت للتعارف على مجموعه اليسارين القليله العدد فى كليه الصيدله وفى أول جلسه لنا معا..قرء لنا "أبو أحمد" صديق العمر قصيده من قصائده.
.وبدء التعارف.
.فى الحال برزت زميله كزعيمه للمجموعه.."كريمه الحفناوى" العضو المؤسس لحركه كفايه اﻷن كانت زميلتنا وواحده من أهم زعامات اليسار فى جامعه القاهره..أيوه واحده بنت كانت الريسه بتاعتنا..تخيلوا..يابتوع ناقصات عقلا ودين..أول من علمتنى أحترام المرأه والتعامل معها كعقل وكيان مستقل بنديه وبدون عقد..هى كريمه الحفناوى .
..كانت الجامعات تموج بتيارات وأشكال اليسار من شيوعين وتروتسكين وماركسين مستقلين وناصرين..ويتجمعوا فى أسر وجماعات "كأسره مصر" آداب القاهره.."المستقبل" هندسه عين شمس.."أنصار الثوره الفلسطينيه" هندسه القاهره و"نادى الفكر الناصرى" فى جامعه القاهره وعين شمس..وفى الحال كونا جماعه الصحافه فى صيدله القاهره..وبدأنا فى تعليق صحف الحائط..وأستغليت شخصيا قدراتى فى الرسم لنشر كاريكاتور سياسى كان يجذب أعداد كثيره من الطلبه وتدور حوله نقاشات لاتنتهى..وأنتقلت ببعض رسوماتى لطب القاهره وبدأت دائره الزملاء والرفاق فى اﻷتساع
كان نفس الشئ يحدث فى كافه كليات جامعه القاهره..معارض..مجلات حائط..ندوات..هنا وهناك..وكان لابد لهذا التراكم الكمى وأن يؤدى الى تغير كيفى.
.وقد حدث.
.القوى اﻷساسيه فى جامعه القاهره كانت نادى الفكر الناصرى..والجماعه اﻷسلاميه فى أولها.
.على الهامش.
.أول معسكر أسلامى كان فى أبو قير وأسمه معسكر شباب محمد وتحت أشراف أمن الدوله... المحاضرين اﻷساسين فيه كانوا مجموعه من المفرج عنهم حديثا من اﻷخوان المسلمين وبالذات -وهذا عرفته مؤخرا- من المسئولين عن الجهاز الخاص المسلح..
فى أول عام ٧٦ تم أنشاء "نادى الفكر اﻷشتراكى التقدمى" كتجمع لليسار فى جامعه القاهره..حوالى ٤٠-٥٠عضو فقط لاغير..أولاد وبنات مسلمين ومسيحين..أن كان لهذا التقسيم أى معنى..أسماء مثل كمال خليل.. أحمد بهاء شعبان.. ليلى سويف.. طلعت رميح وعشرات غيرهم.
.وفى الحال بدأنا النشاط بأحياء ذكرى اللجنه الوطنيه العليا للطلبه والعمال لعام ١٩٤٦ بمناسبه مرور ٣٠ عام -أيامها- على نضال العمال والطلبه المصريين ضد معاهده صدقى-بيفين والتى أيدها بالمناسبه اﻷخوان المسلمون .
.وشارك فى اﻷحتفالات عدد من أعضاء اللجنه اﻷساسيه فى ٤٦ منهم لطيفه الزيات ود.عبد المحسن حموده أستاذ بكليه الهندسه وأحد أعضاء الطليعه الوفديه..وغيرهم.
.أنتهت اﻷحتفالات بخروجنا للشارع أمام الجامعه ووضعنا لوحه تذكاريه بمناسبه الذكرى التلاتين لشهداء أنتفاضه ٤٦ وكان معنا أعضاء نادى الفكر الناصرى وبدء كمال عيطه فى الهتاف ثم غناء أغانى الثوره فألهب حماس الطلبه العاديين..أذكر أن أبو أحمد "د.مجدى" مال على أذنى وقال لى "أبن ال...أكل الجو...بس حلوه اﻷغانى دى" وأنضمننا لهم.
.النشاط فى الجامعه لم يكن سياسيا فقط..بل هناك نشاط فنى من مسرح ونادى سينما وندوات شعر وقصه قصيره ورسم كنت أشارك فيها..وكنا نقود الطلبه العاديه فى أحتجاجات وتظاهرات لتوسيع رقعه العمل والنشاط الطلابى بكافه أشكاله.
.أذكر أننا ذهبنا مره لحضور عرض سينمائى فى هندسه عين شمس لنفاجئ بألغاء العرض بحجه أن الرقابه لم تجيز عرض الفيلم..وهو فيلم أنجليزى أسمه "إف" بمعنى "لو" أذا لم تخنى الذاكره ينتهى بتمرد طلبه أحد المدارس الداخليه اﻷنجليزيه على اﻷداره المتعسفه وأطلاقهم النار على المدرسين والناظر.
.ولهذا رفضته الرقابه المصريه.
.مش ﻷنه عنيف فأفلام الكونج فو كانت تكتسح السينمات أيامها..بل ﻷنه نحرض على التمرد.
.وفى الحال بدأت الهتافات ودرنا فى أنحاء الكليه نحرض الطلبه على اﻷنضمام لنا وندعوهم للدفاع عن حريتهم فى مشاهده مايشاؤن بدون رقابه.
.وقد كان
شاهدنا الفيلم يومها وأستطعت أن أعرضه بعدها فى قصر ثقافه مصر الجديده وقدم له د.رفيق الصبان
نتظاهر لتوسيع رقعه الحريه..ودفاعا عن حقنا المشروع فى المعرفه..لم نتظاهر لمنع روايه سمعنا أنها مضره بالصحه أوديوان شعر لم نقرأه..أو
فيلم لم نشاهده
كان لليسار اليد العليا فى جامعه القاهره وحتى بلطجه الجماعه اﻷسلاميه وجنازيرهم لم تخفنا ودخلنا معهم فى حوارات..ونقاشات..وحين لجؤا للعنف -هى يعنى عادتهم والا حايشتروها- لم نخف وواجهناهم بالعنف.
.أذكر فى مره أن أحدى الزميلات فى طب حاولت تعليق مجله حائط فأنتزعها أحد بلطجيه الجماعه اﻷسلاميه فتكفل أبو أحمد بتأديبه جسديا..أبو أحمد رغم رقته وشاعريته أبن بلد أصيل يسد فى الخناق والعراك بدراعه ورأسه
وكانت الطلبه معنا فى تلك الصدامات.
.أذكر شخصيا أن بعض أعضاء جماعه البلطجه اﻷسلاميه فى صيدله تحرشوا بى وكان الغرض تلقينى درسا..فهب للوقوف معى أصدقاء ومتعاطفين..أذكر منهم بطل الجامعه فى الجودو "أدهم " و شاب فلسطينى من رام الله أسمه سامى بشاره..كان أخاه وأخته أعضاء فى الجبهه الشعبيه..هناك فى اﻷرض المحتله وكان يكن لنا أحترام شديد رغم أنه كان ف حاله ويسعى للنجاح فالهجره ﻷمريكا.
نحن لازلنا فى عام ٧٦ والنشاط السياسى فى الجامعه مشتعل.
.صيف نفس العام كان أشد أشتعالا.
.فيه بدأت الحرب اﻷهليه اللبنانيه.
.وتقدم نادى الفكر اﻷشتراكى للدعوه والتحضير لمؤتمر "مناصره الثوره الفلسطينيه والقوى الوطنيه اللبنانيه" مش حماس ...ﻷ الثوره الفلسطينيه ...ولا حزب الله...ﻷ القوى التقدميه اللبنانيه.
.ألا بالمناسبه يعنى أيه حزب الله..بجد حقيقى سياسيا يعنى أيه حزب الله ؟؟؟يعنى ربنا عضو مؤسس فى الحزب ده مثلا..طب ولو عاوز أعارضه أسمى حزبى حزب أيه..؟؟ حزب هٌبل..مثلا ولا حزب اللات والعزى..أذا لم يكن هذا هو الدجل السياسى فماذا يكون أذا..؟؟؟؟
سيبك من أحداث المؤتمر نفسها ربما تأتى اﻷيام وأكتب عنها كما عشتها.
.حدثين كان لهم تداعيات هامه بعدها وتدل على وعينا كيسار مصرى رغم حداثه سننا جميعا.
.الحدث اﻷول هو التعارف الذى تم بين أفراد وتجمعات من كافه أنحاء مصر..من ضمن من حضروا المؤتمر -كما أخبرنى مؤخرا- الصديق العزيز د.أسامه القفاش أيامها كان طالب فى طب اﻷسكندريه وجاء مع الزملاء السكندريين أذكر منهم الملوانى مثلا..وأخرين من جامعه عين شمس.. جامعه حلوان وهندسه المطريه واﻷزهر..أيوه جامعه اﻷزهر كان بها يسارين أيضا.
الحدث التانى.
.فى نهايه المؤتمر طالب البعض بالخروج فى مظاهره ضد النظام المصرى..وكان هناك معارضون للخروج..
أذكر أن أحد أساتذه كليه اﻷقتصاد والعلوم السياسيه حيث عٌقد المؤتمر طالبنا ألا نحرج أداره الجامعه ولا الكليه ﻷنهم أستضافونا ضد توصيات اﻷمن..أيامها كان أساتذه الجامعه لسه محترمين.
.ولكن من حسم النقاش كان عامل شيوعى صرخ فينا "المناضل الحقيقى لايخرج بنفسه للتصدى للنظام..تلك هى الطفوليه اليساريه..المناضل الحقيقى يقود الجماهير فى تصديها للنظام..المناضل اللى غاوى منظره هو من يخرج فى مظاهره بلا معنى ويفرح لما ياخد له عصايه على طيزه م اﻷمن المركزى ويروح مبسوط وضميره مستريح خلص نضال خلاص..المناضل الحقيقى نضاله لاينتهى وسط جماهيره وأهله
..كنا نعرف أن أمامنا أنتخابات نيابيه وﻷول مره تدخلها منابر مستقله وكنا بدأنا نرى شواهد معركه أنتخابيه حقيقيه..وكان القرار الصائب يومها لن نخرج فى مظاهره بلا معنى ولنحافظ على الناشطين السياسين والكوادر الفعاله من ضربه بوليسيه بلا معنى أستعدادا لخوض اﻷنتخابات القادمه بطريقتنا أحنا..اليوم وحين أتذكر كمال خليل وبهاء وغيرهم من زعامات الطلبه أيامها..وحواراتنا معا ونقاشاتنا وأحترامنا لبعضنا البعض مهما أختلفنا أتعجب مما أجده على النت
. اﻷنتخابات البرلمانيه صيف ٧٦ هى أهم معركه أنتخابيه شهدتها مصر منذ ٥٢ بلا أدنى مبالغه.
.وأن كان الحكم على أى حدث بنتائجه فأنتفاضه الشعب المصرى فى ١٨-١٩ يناير ١٩٧٧ هى نتيجه مباشره للمعركه اﻷنتخابيه لعام ٧٦ ..وكان لنا كيسار مصرى أهم اﻷثر فى تحويلها من تهريج و تهيس سياسى الى معركه سياسيه حقيقيه..بها نقاشات سياسيه وليس هتاف وبرامج أنتخابيه حقيقيه مش دجل من نوع "اﻷسلام هو الحل"..ودمتم.
.لجان التوعيه اﻷنتخابيه أنتشرت فى أنحاء مصر كلها وبالذات فى القاهره واﻷسكندريه لنقاش المرشحين وتوعيه الناخبين..كان اﻷنفتاح بدء فى أرهاق الناس أقتصاديا..وكانت دعوتنا أن أعضاء مجلس الشعب هم حراس مصالح الوطن والمواطن البسيط..وعصويه البرلمان هى مسئوليه وليست وجاهه أجتماعيه أو سبوبه رزق.
.فى شرق القاهره..مصر الجديده المطريه الزيتون عين شمس كنا ننشط مجموعه قليله العدد تبدء فى نشر فكره لجان التوعيه اﻷنتخابيه لتنشق اﻷرض عن أناس عاديين بلا أى أتجاه سياسى ولاخبره ولا مناضلين ولايحزنون ليطوروا عمل اللجان ويبدعوا فى أساليب التواصل مع الجماهير..طلبه جامعه..صغار موظفين..والله وربات بيوت.
.د.مجدى وحفنه من الشباب أشعلوا الحمله اﻷنتخابيه فى شبرا الخيمه.
.كمال خليل قادر وحده أن يشعل القاهره كلها.
.كنا نتنقل نساند بعضنا البعض..أيامها نمت على البلاط والله فى مشعل بالهرم..ومساكن العمال فى حلوان وطول الليل على كرسى فى مقهى بقلعه الكبش.
.وزعنا منشورات وأقمنا ندوات وأبدعنا فى التحدث مع الناس ولو نبدء بالغناء أو العزف على العود..أغانى الشيخ أمام وأشعار نجم التحريضيه..
.فى دائره مصر الجديده وبها مناطق شعبيه كالهيكستب وعزبه اللبان..ومناطق عماليه مثل مساكن ألماظه..أستطعنا أسقاط مرشحى حزب السلطه عمال وفئات ونجح ماهر محمد على عمال مستقل ود.محمد حلمى مراد فئات مستقل وأخرين حتى أن السادات أضطر لحل البرلمان
لتفويت أتفاقيه كامب ديفيد بعدها بأشهر..
بعد نهايه الحمله اﻷنتخابيه كان عدد من أعرفهم شخصيا من الرفاق والزملاء والمتعاطفين قد تضخم ووصل للعشرات فى
كافه أنحاء القاهره
بالرغم من أنشغالنا جميعا بالحمله اﻷنتخابيه ألا أن عمليه التثقيف السياسى كانت على أشدها هذا الصيف كنا نقرء بشراهه ونتناقش بشراسه فى كل شئ..
على المستوى الفردى كنت أقرء كل ماتقع عليه يدى من كتب فى كافه أشكال المعرفه..أدب شعر..تعرفت على الطيب صالح أيامها..أذكر أنى حاولت أستعاره "موسم الهجره الى الشمال" من أحد الرفاق فرفض بشده..وأضطررت لقرأتها فى بيته فى عده ساعات..عندى اﻷن نسخه عربيه وأخرى باﻷنجليزيه وأنا اﻷخر أرفض أقراضهما ﻷى أحد..!!!مجموعه مصر الجديده كونا مجموعه قرأه وتثقيف..كنا نحصل على الجرائد السريه للحزب الشيوعى المصرى وكتابات مجموعه التيار الثورى وحزب العمال الشيوعى المصرى ومن خلال رفاق شوام كنا نحصل على كتابات جورج حاوى ومهدى عامل..ونلتهمها ألتهاما..قرأنا وناقشنا فوزى جرجس صبحى وحيده.. شهدى وغيرهم.
.على مستوى مجموعه صيدله وطب كنا نقيم حلقات نقاش منتظمه..
على مستوى نادى الفكر اﻷشتراكى أقمنا ندوات حاضرنا فيها زكى مراد ..عادل حسين -وكانت تربطنى به شخصيا علاقه قويه لقرابته من د.حلمى مراد- ود.فؤاد مرسى أو الرفيق خالد سكرتير عام الحزب الشيوعى -الرايه-سابقا..صادق سعد صاحب الكتابات المتميزه عن نمط اﻷنتاج اﻷسيوى وجارنا فى مصر الجديده كنا نذهب أليه فى بيته.
.اليوم وحين أتذكر كيف لم يبخل علينا هؤلاء الناس بوقت أو جهد..وكيف كان عطائهم لنا فى شكل معرفه وتثقيف بلا حدود لابد وأن أتعجب وأذكرهم بكل خير..
.من أين جئنا بكل تلك الطاقه وكل هذا اﻷلتزام لاأدرى..كنت أقطع القاهره من أولها ﻷخرها ﻷجلس مع زميل أو أحضر أمسيه شعريه لرفيق..يااااااااااااه أيام
.وبدأنا مباشره فى اﻷعداد للعام الدراسى ٧٦-٧٧ كان هناك كلام على أستثمار قوه دفع وزخم -أن صح التعبير الشامى- الحمله اﻷنتخابيه فى تكوين لجنه عليا للطلبه والعمال للتصدى لسياسات نظام السادات أيامها على الصعيدين الداخلى والخارجى.
.طموح كبير.
. كنا صغار قليلى الخبره ولم ندرك حجم القوى التى نواجهها..ولا حاله اﻷرهاق التى أصابت المصريين..
.وبدأت حوارات وتحليلات وعمليه نقد موضوعى ونقد ذاتى لما فعلنا طوال الشهور السابقه..وتعثرت خطواتنا وتبعثرت الجهود.
.يااااااااااااه التدوينه دى طولت قوى...أحتمال أقدر أكملها بعدين..وأتذكر ماذا حدث فى أيام ١٧-١٨-١٩ يناير ومابعدها...

Sunday, March 02, 2008

هبله السيستم

زماااان كان فيه راجل مخبول يقف ف ميدان الجامع بمصرالجديده..وينظم المرور..وكانت الناس تتصدق عليه..شاهدت نفس النوعيه م البشر ف مدن أخرى..جده ..لندن..أتينا وعيرها فى وهران بالجزائر..قال لى نسيبى الجزائرى.."ده هبله السيستم"..فلم أفهم اللهجه الجزائريه..ففسر لى أن السيستم هو النظام..سواء النظام اﻷجتماعى أو السياسى,,وقد أدت عدم قدرته على مسايره أوفهم هذا النظام ﻷصابته بالهبل...وكلما رأيت واحد من هؤلاء..قلت لنفسى "تٌرى أى سيستم أصابه بالهبل.." أما أن ترى شعب بأكمله وقد هبله السيستم فتلك تستحق التمعن وتستاهل الواحد يفكر فيها..أى شعب..آسف أقول الشعب المصرى..!!مش مصدق..اسمع وشوف وأعمل معروف..
"من كلامك اظنك غير مؤمن....اتمنى لك جحيما ممتدا وعذابا قاصما في الدنيا وفي الآخرة ان لم تتب وان لم تكن عندك نية التوبة....يارب يارب"
كده خبط لزق..واحد دخل ف مناقشه وهذا مافتح الله عليه به..ﻷ لسه
"سبحان الله الذي يسر لنا التعرف عليكم
كأننا نرى رأي العين ونعيش بين ابولهب وابو جهل وعقبة بن ابي معيط وحيي بن اخطب وعبدالله بن سلول وهند بنت عتبة - قبل ان تسلم طبعا - وبنتكلم معاهم ونسمع منهم بالضبط"

ده اللى هو أحنا ...وطبعا بمد المنطق على أستقامته فكاتب هذه الدرر يظن نفسه عمربن الخطاب أو بالقليل الزبير بن العوام.
."كنت متديناً جداً، مرتبطاً بالكنيسة بشكل قوى جداً (أقدر أقول متطرف أحياناً) حتى أننى كنت أقصد أن ألبس الصليب ظاهراً أحياناً وأمشى مرنماً أو مصلياً بصوت مسموع فى الشارع متحدياً الآخر وكانت دائماً صورة الاستشهاد من أجل مسيحيتى متمثلة فى رأسى فلست أقل من أى شهيد فى المسيحية جاهر بدينه وتلقى أشنع العذابات من أجل إيمانه."
وده كلام مدون جاد بالمناسبه..
"هكذا أنت دائما ضال وفي ضلال إلي يوم الدين وكاره لله ورسوله ومن حارب علي كلمة التوحيدالمجد لحماس ومن قال لاإله إلا اللهواللعنة والعذاب المقيم لك ولمن والاك "
ده تعليق من أخونا برضك على نقاش سياسى حول عبور الغزاويه الحدود المصريه..
"الموروث الدينى المتمثل فى فكرة الاستشهاد نتيجة الاضطهاد فى العصور الاولى للتكوين يخليك تقبل الفكرة الى حد الاستمتاع و مترفضهاش او حتى تتصدى ليها ... لانه محدش يقبل ابدا انه تجيله فرصة انه يبقى مضطهد و بالتالى شهيد فى نظر الرب و يفوتها , دى بركة روحية جامدة جدا .
حاله الدروشه عامه وضاربه فى الشعب كله..يعنى المصريين بعنصريهما -اﻷوكسجين والهيدروجين- هبلهم السيستم..
.وهذا ماأقوله للجميع هنا فى المهجر..
.نبدء بالمسلمين ﻷنهم اﻷغلبيه.
..حاله الهذيان العقلى والغيبوبه التاريخيه دى مالهاش مثيل..العصور داخله ف بعضها..التاريخ متجمد عند لحظه ولايتحرك..نتكتك ع الكى بورد..ونتكلم ف موبيلات..وعقلنا يبحث عن حلول لمشاكلنا اليوميه من ناس ماتوا من ١٤ قرن.
.مع أحترامى الشديد.
.لاأظن خالد بن الوليد أو سعدبن أبى وقاص قادر اﻷن على قياده كتيبه مشاه ميكانيكيه لمواجهه سريه مشاه ميكانيكيه من فرقه طال اﻷسرائيليه.
.ولاأظن عمرو بن العاص داهيه العرب وصاحب أخيب مناوره سياسيه ف التاريخ حتى أنى لاأصدقها بس هما مصدقين لاأظنه قادر على الصمود فى جوله مفاوضات واحده مع أقل مدير أداره ف وزاره الخارجيه اﻷمريكيه معه ماجستير فى علم أداره الصراع.
..وقس على ذلك.
.أخوانى اﻷقباط.
.لافيه سيرك رومانى ولا فيلق رومانى يسعى لقتلكم..واﻷسود الوحيده فى مصر هى أسود قصر النيل المغطاه بالسماج والوسخ..وأسد بلا أسنان فى حديقه حيوان الجيزه...فأصحوا والنبى معانا كده وبطلوا الهباب اللى بتشربوه ده.
..أن يتحول شعب بأكمله الى مهابيل ينظمون حركه المرور ف الشوارع كارثه حقيقيه...تغول الدروشه الدينيه وغياب العقل الفاعل أو المفكر مش بس خطر ده أسهل أسلوب لنهب البلد وتحويلها الى عزبه بمعنى الكلمه..وتتوه المشاكل الحقيقيه فى فتاوى وهرطقات وفتاوى مضاده وصلاوات.
.مثلا.
.لن أتكلم ف السياسه ولن أضرب مثلا بحماس أو التوريث أو النصر اﻷلهى لحزب الله..
من فتره قرأت ف الصحف المصريه بنوعيها القوميه(؟) والمعارضه..أو بعباره أخرى الصحف التى تقرأها وأنت تصارع اﻷمساك ف الحمام واﻷخرى التى تستعملها للنظافه الشخصيه بعد ماتمشى معاك.
.قرأت عن مأساة غرق مصريين وهم يحاولوا الوصول خلسه ﻷوربا.
.وقبل ماأفهم أيه اللى حصل.
وجدت النقاش تحول الى..
.????"ألا يامولانا دول يبقوا شهداء ولا ولاد كلب
.والله لم أصدق نفسى وأعدت قرأه الموضوع.
.وتحول السؤال الى قضيه قوميه مولانا ماأعرفش مين قالك ﻷ دول ولاد كلب.
.فتدخلت الحكومه بعد مشاورات مع السماء لتبشرنا بقبولهم فى لسته الشهداء..
.وبعدها بأسابيع تكرر الوضوع حفنه أخرى من المصريين يموتون فى طريقهم ﻷوربا..وأخرين ينتظروا الترحيل..والعقل المصرى واقف فاغرا فاهه والرياله نازله سيل ومش فاهم..هم شهداء ولا ﻷ..!!!؟؟؟!!
مغ أن المنطق يقول أن السؤال يجب أن يكون
هما هجوا من مصر ليه..؟؟!!؟؟اﻷجابه واضحه مش محتاجه فكاكه.
.م الفقر وأنعدام فرص العمل وانغلاق أبواب اﻷمل.
.السؤال اﻷهم هما طلعوا من مصر أزاى..؟؟هذا السؤال لم يطرحه أحد ولم أجد له أجابه عند أحد..
.وتمت التعميه عليه بحكاية شهداء والا ولاد كلب السالفه الذكر...حسب معلوماتى وأرجو تصحيحها لو خاطئه..أن كلا منهم دفع مبلغ محترم يصل ألى ١٠ألاف جنيه أو دولار.مش فاكر.؟؟
لميييييييييين..دفعوا لمين.
.وحسب معلوماتى وأرجو من اﻷصدقاء السواحليه تصحيح تلك المعلومه.
.أنه لايوجد موقف مراكب لا على لسان رأس البر ولا السلسله ف اﻷسكندريه ومنادى بيصرخ "نفر أيطاليا..واحد ونطلع أتينا ياجدعان..حدش عاوز يزور خالته ف ألبانيا يارجاله.." والا أيه.
.يبقى فيه نوع من التنظيم المنتشر ف البلد يعمل على تهريب الناس دى..يعنى جريمه منظمه.
.مافيا يعنى.
.أن أسرق سياره أخد بيها لفه ثم أتركها عند سور الكليه الحربيه حتى لو خلعت منها الكاسيت..تلك جريمه بسيطه.
.أن أسرق نفس السياره..وأدخلها ورشه تغير لونها وتضرب لها لوحه معدنيه وتزور أوراق تسجيل ويتم بيعها ف معرض سيارات أو شحنها للخارج دى جريمه منظمه..لها أب روحى وأتصالات ورشاوى وناس تتأجر للقتل والفيلم ده كله.
.الشواهد تدل على أنه فى مصر اﻷن جريمه منظمه.
.وهناك ظواهر كتيييير لايمكن تفسيرها ألا بتغلغل مافيات بعينها فى حنايا المجتمع المصرى.
.وتلك كارثه حقيقيه..بصوا على كولومبيا وأيطالياوالسلفادور ودول البلقان وهندوراس.
.حجمها أيه..؟؟ مين وراها..؟؟مامدى نفوذها..؟؟هل من سموا نواب الكيف جزء منها أم لا..؟؟أسئله لاأملك اﻷجابه عليها.
.ولكنها واضحه وضوح الشمس.
.أيه بقى اللى يخللى أجدع شباب البلد واللى مفروض أمل البلد ضايعين فى الدروشه وكتب الفقه واللاهوت..وجماعه لتقريب المسلمين م المسيحين..طب والهندوس مالهمش نفس..وننسى أن مصر بها على اﻷقل ٣٠مليون يعيشون تحت خط الفقر..وكل كتب الفقه لن تطعمهم خبزا..وملايين البنات واﻷولاد تعدوا التلاتين وكل كتب الصلاوات وأسرار الكنيسه المقدسه لن تفتح لهم باب اﻷمل ف الزواج.
.ماأعرفش..