Saturday, August 30, 2008

الشاعر

فانتازيا
الشاعر المسكين
الشاعر الذى تحدث فى قصيدته،
عن جنيه ينزف دماُ فوق مانشيت
(اﻷنتعاش اﻷقتصادى) !!
.. عن فتاه فجرت خصرها
عند الحاجز
وأخرى تفجر خصرها فى اﻷغانى
عن المحمومين بالسؤال :
أفائده البنوك حرام أم حلال؟!
بينما اللصوص يعبرون فى هدوء
بأموال المحمومين!!
الشاعر المسكين
قاده حظه العاثر, لطاوله ,وناقدين ,
تحدثا عن الفانتازيا
وشعرنه التفاصيل
تحدثا عن أسطره الواقع وأبتسما..
ثم صفق الحضور الهزيل
ياللشاعر المسكين
على منصور
***********
.على منصور..زميل الدراسه فى صيدله القاهره كان يصغرنى بسنه أو أثنتان..يجلس معنا ويقرء لنا قصيده عن الوجوه المتعبه فى قطارت الضواحى.
.أبو أحمد كان أقربنا أليه فمجدى شاعر هو اﻵخر رغم ندره أنتاجه.
أخر مره رأيته ربما كان فى عام ٨٠ أو ٨١ أخبرنا أنه يعمل ويحٌضر للماجستير ولاينام تقريبا
.بعدها بدأت تغريبتى الطويله ولم أره
.."فى هجمتى العنتريه على "المدبولى" وجدت مجموعه شعريه له بعنوان "الشيخ
.أختطفتها بحب..واليوم قرأتها وأعدت أرتشافها ببطء عدة مرات.
****************************
كلمه ضاله
الكلمات أيضا,
قد تضل طريقها إلى المعنى
ياأصدقاء
- فاليسوعيون -مثلا-
أتباع
يسوع
كيف يكون (اللوطيون), إذن
الذين لم يتبعوا لوطا؟!
ثم...
.ماذا كان يسمى اللواط
من قبل لوط؟!
كم أنت ضاله
فى كل شئ
أيتها الكلمه
يوليو ٢٠٠٤
************************ .
أذكر حوار جرى بيننا على أحد سلالم الكليه حول روايه "الدار الكبيره" للأديب
الجزائرى "محمد ديب"-وإن كنت لاأذكر من منا دل اﻵخر عليها- يومها قال لى أنه لم يقرء وصف للفقر..كما قرءه فى تلك الروايه..ولم يقرء وصف للجوع كما وصفه محمد ديب
..فأعدت قراءه الروايه كلها ليلتها..
على منصور أنسان رقيق من أشد من عرفت رقة وهدوء..كنا نصخب ونرغى ونسب ونلعن
..................... وهو.
********************************
كأنها سياج
حزينٌ جدا، هذا الرجل،
.أما التلفاز
..حزين.
. وساكت
(كانوا يدلون بأصواتهم،فى الصناديق،وهويتفرح عليهم)
ود لو جرب شعوراً مثل هذا
،قبل أن يموت
كأنها مزهريات،هذه الصناديق
كأنها حدائق
كأنها أراجيح أطفال
بمرحون فى الجوار
كأنها عربات رضع.
.تدفعها أمهات فرحات فى الطرقات
كأنها شمعه
..تعد المساء لصديقين يبوحان بأسرار
!!كأنها موسيقى حنون،
تهدهد قلب شاعرة نرويجيه.
.وهى فى غمرة الكتابه!!
كأنها سياج..
يحرس الوطن فى الليل،
الحقول،
والمصانع،
والجامعات
..وخلايا النحل التى تطن حول الصناديق!
يوليو ٢٠٠٤
تحياتى ياعلى يامنصور وخالص مودتى

Thursday, August 28, 2008


الحزن مرض مزمن يعرفه المثقف عندما يصطدم وعيه بشروط التاريخ
ويتحول الحزن الى أكتئاب عندما يفحص المثقف تلك الشروط فيدرك أستحالتها أو أرتفاع ثمنها
..الغضب هو البديل الوحيد للعمل
واﻷحباط الخطوه التاليه للغضب حين يجد المثقف مجتمعه يسير بخطى واسعه عكس اﻷتجاه
ماالعمل..؟؟؟؟

Sunday, August 24, 2008

رحت وجيت..ومابينهما 1

كان اﻷتفاق أن نلتقى فى باريس
أن أتخلف فى عاصمة النور عدة أيام ﻷلتقى بصديقان عزيزان..اﻷول لم يستطع الحصول على فيزا ﻷن السفاره الفرنسيه فى القاهره تطلب مقابله شخصيه وعدد محدود المسموح لهم بالدخول لجنه السفاره يوميا..ورغم أنه رجل أعمال محترم وباسبوره مرصع بتأشيرات كوريا واليابان ودول أوربيه أحرى..جاء موعده أخر أغسطس ولم تفلح الوسايط أو المعارف فى زحزحه الموعد..اﻷخر يعمل فى جنوب أوربا مستشار معمارى مهم..ولكنه تأخر ف التقديم لطلب اﻷجازه ولم يستطع الحضور..من ناحيتى لم أرغب فى البقاء بالقاهره ومواعيد عملى والطيران حتمت الذهاب الى باريس فى الموعد المقرر ١٨ أغسطس بالساعه.
صدام الحضارات المسنمر..بين حضاره "أنت مش عارف أما مين"و"حاأجى أن شاء الله..بس أنت روح اﻷول"..من ناحيه..وحضارة..النظام والدقه والنخطيط..من ناحيه أخرى..هذا الصدام.. أوصلنى لباريس صباح اﻷتنين وحيدا..مبتسما..ليلقفنى أحد مسئولى الجمارك فى مطار شارل ديجول..
لاأدرى أن
كان شكلى المثير للريبه جارا ورائى حقيبتان منتفختان وقادم من القاهره..أم الصدفه واﻷختيار العشوائى..أم بركه دعا الوالدين..هى السبب
وكان تفتيش لكل حقائبى بأدب وجديه ودقه..فتح الشنطه اﻷولى فلفحته نسايم القاهره
كل ملابسى الداخليه بعرقها وسخامها وقمصانى المهببه وعدد من التى-شيرت" تحولت ألوانها الى درجات الرمادى..مكدسه بها..مافيش لاوقت ولاقدره على غسيل الملابس..أرميها فى الشنطه الكبيره وخلاص..وفى القلب من أكداس العرق حقيبه بها شيشه هديه لصديق كندى عمل لفتره طويله فى قوات حفظ "السلام" بالبوسنه وسوريا ومصر وذهب لأفغانستان..ونفسه ف شيشه بلدى ومعسل تفاح..طوال الوقت والحوار دائر بيننا..سألنى بالتفصيل عن كل شئ..بأدب وحزم.
.تشقق وجهه عن أبنسامه حين عثر على بعض الكتب مدسوسه فى الحقيبه..تأمل العنوان لحظه فسألته أن كان يقرء العربيه..فهز رأسه..أدركت أنه مغاربى مهاجر الجيل الثانى أو الثالث..ماشى..بقيه التفتيش كان نكته..كام باكو معسل السلوم على تفاح..والمزيد من الكتب فالمزيد من الكتب..وشيشه أخرى صغيره مدندشه هديه للديكور لصديقه أخرى..أزدادت دهشته حين عثر على علبه سيجار كوبى فاخر..ولكنه لملم الحقائب وتركنى أخرج.
.تأشيرة الدخول حصلت عليه ف ٥ ثوان هو الوقت الذى أستغرقه ضابط الجوازات لتأمل صورتى والعثور على صفحه لوضع الختم
الله يجازيك يارامز ياشرقاوى..ألتقيته فى القاهره ولمده ٥ ساعات نشيش ونتحدث..أحضرت له كتاب كان طلبه منى..وأهديته روايه أخترتها بخبث..فرد الهديه بمجموعه كتب على ذوقه..قرأت منها بالقاهره "فاصل للدهشه" روايه لمحمد الفخرانى..و"الفاعل" لحمدى أبو جليٌل..أصابتنى اﻷولى بالفزع وليس الدهشه..رامز وعدنى بلقاء ثانى لم يحدث..وباﻷعمال الكامله ليحى الطاهر عبدالله..ولم يأتنى بها..المهم يوم اﻷحد قبل سفرى هرولت على المدبولى لشرائها فقد طلبها منى الصديق العزيز د.وليد..ووقعت ف أيد بياع أبن جنيه..خرجت من المكتبه بحوالى العشرين كتاب معظمها روايات للشباب وبعض الكتب التى أدرك أنها ولوله وعويل عن أحوال المحروسه..عادى جدا..!! وعشره جنيه هى كل مابقى معى للتاكسى حتى المنزل..
وهى الكتب التى دسستها فى أركان حقائبى وحقيبه الضهر..وأدهشت أخونا بتاع الجمرك فى مطار شارل ديجول..
النكته أنى كنت أدور فى شوارع باريس وأجلس على مقاهيها أو اركب مترو أنفاقها وأنا أتصفح كتاب أسامه غريب..مصر ليست أمى