Sunday, December 14, 2008

التفكير بصوت عالى


الرئيس اﻷمريكى الجديد مستعد لتغير السياسه الخارجيه اﻷمريكيه..مقال منشور فى مجلة الشؤون الخارجيه اﻷمريكيه
ويطرح سياسه خارجيه تعتمد الحوار والتعاون مع اﻷصدقاء والحلفاء..بدل المواجهه ومحاولة فرض وجهه النظر اﻷمريكيه وأسلوب البلطجه التى أتبعته أدراه "بوش وهذا لايعنى على اﻷطلاق التنازل عن المصالح اﻷمريكيه اﻷساسيه..ليه..؟؟
ﻷنه كما قيل من زمااان
"Nations do not have permanaet enemies,Nor do they have permanent friends.They have only permanent intrests"
Lord Palmerston
(1784-1865)

فاﻷداره اﻷمريكيه ستحاول الحفاظ على مصالح اﻷمبراطوريه..الدعوه للحوار والتعاون بدل الصدام نابعه من تغيرات أستراتيجيه تحدث فى عالم متغير بسرعه البرق أمام اعيننا..وزادت من وتيره التغيرات اﻷزمه الماليه الطاحنه والتى تتزايد التوقعات حولها سؤا كل يوم..واﻷكيد أننا لازلنا فى بدايتها ويبدو أنها -اﻷزمه- ستستمر لعده سنوات وليس شهور كما تنباء البعض

فريد زكريا -رئيس تحرير نيوزويك الطبعه الدوليه ومعلق هام فى الشئون الدوليه- يفحص مستقبل القوه اﻷمريكيه فى مقال طويل
تحول المقال الى كتاب ممتع التيمه اﻷساسيه فيه أن العالم يتحول إلى تعدد المراكز مع أحتفاظ أمريكا بالتفوق النوعى..بمعنى آخر أن مايحدث هو صعود للآخرين وليس أنهيار ﻷمريكا
نفسها
الرد جاء من كتاب آخر بعنوان نهاية القرن اﻷمريكى
يوافق فيه مؤلفه أستاذ العلوم السياسيه على النص اﻷول من أطروحه زكريا..ويصيف لها عبر تحليل عميق به العديد من اﻷرقام واﻷحصائيات أن اﻷمبراطوريه نفسها تتحلل وتنهار على كافه اﻷصعده..وأصبحت غير قادره على تجديد نفسها
يوافقه فى ذلك العديد من المعلقين حتى مجله "دير شبيجل" اﻷلمانيه تهلل هاتفه نهايه العنجهيه فى أشاره مبكره لتضاؤل الدور اﻷمريكى بعد اﻷزمه الماليه الحاليه..ومردده ماأشار له وزير الماليه اﻷلمانى فى البوندستاج من تغيرات جيوبولوتيكيه عميقه فى النظام العالمى..تحاول أوربا القديمه وألمانيا بالذات اﻷستعداد لها
فيرد أخرون من ضمنهم فيرجسون -كاتبى المفضل هذه اﻷيام-أن اﻷمبراطوريه باقيه ولفتره طويله قادمه ماتحتاجه هو تجديد الصفوه السياسيه..هل يمكن فهم أنتخاب أوباما فى هذا الضوء..؟؟ لاأدرى
****************
الموضوع تحول من نقاش بين مثقفين أو تجمعات أستشاريه إلى حقائق ثابته حين بدء
بعض خبراء المخابرات المركزيه
اﻷمريكيه فى الحديث عن عالم متغير لاتزال تحتل أمريكا فيه مركز الصداره ولكن مع وجود لاعبين أخرين لهم ثقلهم النوعى ولو أقليميا

هنا الموضوع أصبح جاد..وتأكدت تلك التحولات فى اﻷتجاه العام للسياسه الخارجيه اﻷمريكيه مع خروج التقرير الرسمى لتوقعات المخابرات المركزيه اﻷمريكيه للعام ٢٠٢٥ بأسم العالم المتغير..التقرير موجود على النت
Global Trends 2025: A Transformed World
عشان أصحاب نظريه المؤامره ينهدوا ويسكتوا كله منشور ومكتوب..العيب بعد كده على البقر اللى
مابتقراش زى ماقال قال عنهم دايان بعد حرب ١٩٦٧
ولكن كيفيه حدوث هذا التحول من عالم آحادى القطب
إلى عالم متعدد اﻷقطاب تتعدى أمكانيات حتى محللى السى آى آ..وتحتاج إلى نوعيه أخرى من العقليات ومنهج أخر للتحليل.
.هنا يتقدم المؤرخ نيل فيرجسون فى مقال ممتع نشره بمجله
Foreign Affairs
عام ٢٠٠٥ -وأثار ضجه أيامها- ويدل على بصيره ثاقبه وقدره على التركيب مثيره للأعجاب ليملاء هذا الفراغ
يقوم الكاتب فى هذه المقاله بمقارنه اﻷوضاع الدوليه فى بدايه القرن العشرين بتلك فى أيامنا هذه..ويخلص إلى أنه هناك أوجه شبه كثيره بين الوضعان..
.هناك أمبراطوريه منيعه تتربع على قمة العالم.
.البريطانيه القرن الماضى واﻷمريكيه أيامنا هذه..وقوى أخرى بازغه تزاحم تلك اﻷمبراطوريه الوحيده..ألمانيا وأمريكا سابقا..الصين والهند حاليا.
.يحذر فيرجسون من خطاء فى الحساب يؤدى إلى أشتعال صراع دولى كما حدث بعد أغتيال ولى عهد النمسا وأشتعال الحرب العالميه اﻷولى بكل تداعياتها -بالمناسبه له كتاب هام عن الحرب العالميه اﻷولى- طبعا التاريخ لن يعيد نفسه بالقلم والمسطره ولكن أندلاع حرب تجاريه أو تفاقم المشاعر القوميه التى أشار أليها زكريا فى كتابه قادره على أحداث دمار أقتصادى لايقل عن أهوال حرب الخنادق من ٩٠ سنه
************************
يبقى السؤال أبو مليون دولار كما يقولون.
.أحنا فين فى الزحمه دى..؟؟ واﻷجابه تثير الحزن بصراحه.
.البحريه الهنديه تقوم بحمايه خطوط الملاحه الدوليه وتطارد قراصنه الصومال.
.سؤال هل لايزال لدينا بحريه مصريه..؟؟ على المستوى الشخصى جدا جدا..بٌعيد حرب أكتوبر..لم يعد أحد أيناء عمومتى الفلاحين الشراقوه وأسمه "هليل" لشهور..فى حين عرفنا بشكل واضح من أستشهد ومن أصيب وعاد من عاد..ألا هو..
.حين عاد وقابلته أخبرنى أنه كان ضمن قوه قوات خاصه مصريه تعاونت مع البحريه المصريه ﻷغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحه الأسرائيليه..!! الكلام ده سنه ١٩٧٣...اﻷمن القومى المصرى أصيح لايتعدى معبر رفح وحلايب والسلوم.
.اﻷنظمه العربيه باقيه بسبب تهافت شعوبها وليس بسبب مؤامره خارجيه ولايحزنون.
.والسنوات القادمه ستشهد عمليه طحن عظام حقيقيه وصراعات أستراتيجيه واسعه بدأت بوادرها من أغسطس الماضى حين مزق الجيش الروسى جيش جورجيا اﻷمريكى التسلبح اﻷسرائيلى التدريب فى ساعات راسما خطا فى الرمال لايمكن تخطيه
وللأسف لاأرى أى بادره حركه من ناحيتنا على أى مستوى
أولا لتحديد مانريد
تانيا للأستفاده من حالة الحراك اﻷستراتيجى والسيوله السياسيه القادمه لتحقيق هذه المصالح...والله غالب

7 comments:

بنت القمر said...

اﻷنظمه العربيه باقيه بسبب تهافت شعوبها وليس بسبب مؤامره خارجيه ولايحزنون.
--------------
ابتديت اؤمن بده
-------------------
بس سيبك انت من محللي السي اي ايه اللي مش عارفين التحول ها يجي ازاي
بس اعتقد كلمتك بتاعه نهايه الغطرسه متوافقه تماما مع ضرب بوش بالجزمه في العراق
طبعا شفت المشهد بس هو في سؤال جوهري ليه بوش تفادي الجزمه والمالكي لقطها
نيا هاهاها
بصراحه نهايه تليق بيه وغير متوقعه بالصورة الهزليه دي

الازهرى said...

الرئيس الامريكى الجديد يحاول اللعب على الحبال لتجنيب امريكا اى ضربة غير متوقعة وهى فى حالة الضعف التى تمر بها
فشعرة معاوية التى امسك بها فى المقال اكبر دليل على ذلك فهو يتحدث عن الحوار كلغة للحديث مع الاعداء طويلى المدى روسيا وايران ويقول بانه سيسحب القوات من العراق ولكنه يعود الى لهجة القوة عندما يتحدث عن التمسك باكستان وافغانستان وهما نقاط استراتيجية بين البلدين كما انه لم يوضح مصير باقى القواعد الامريكية فى الشرق الاوسط عندما نفى اقامة قواعد فى العراق
و يصر على وضع امريكا كقائدة للعالم ويتحدث عن حل مشكلة اسرائيل وفلسطين ثم يخفف اللهجة قائلا عن ان الادانات تصدر عن مذابح اسرائيل فى حين لم تصدر عن مذابح اخرى مدخلا الدول الافريقية فى الكلام
ثم يتحدث عن زيادة القوات الامريكية وامكانية استخدام القوة فى حالة فشل الحوار

وكما ذكرت فان عالم التحالفات بدأ فى الذهاب بعيدا عن امريكا والدول الشرقية بدأت فى ادراك مصالحها مع بعضها البعض وروسيا عادت لتقول نحن هنا وانها يمكنها ايضا اتخاذ قرارات عالمية مناطحة امريكا وقد ظهر ذلك واضحا فى سوريا وجورجيا وايران
والاتحاد الاوروبى بدأ فى محاولاته لتجنب الازمة والتكتل ثانية بما يعنى انه لن يراهن على جواد السباق المريض ثانية

لقد انتهت العنجهية وما بقى اما الاستمرار كاحدى دول العالم الحديث دون الحديث عن القيادة
او محاولة استرداد الزعامة وهذا لن يكون سهلا وسط الوضع السيىء للغاية للاقتصاد الامريكى وللثقة الداخلية فى امريكا
بعد ما حدث فى الفترة السابقة
المثير للدهشة ان القارة الافريقية والجزء العربى من اسيا يبدوا وكانه يعيش فى كوكب اخر لا يتأثر بكل مجريات الاحداث
فالحياة هادئة والكلام عن التنمية مستمر و الحديث عن استثمارات عملاقة كما هو بل ويتزايد

اما عن البحرية المصرية فهناك كلام داخلها يتردد عن التصدى للقراصنة وذلك منذ حادث ناقلة البترول ولكن يبدوا ان البيروقراطية وصلت للجيش ايضا
وارجوا من الله ان نفيق ونتحرك قبل لن نكون نحن اللعبة التى يحركها كل الاطراف ليضربوا بعضهم البعض بها وسط المعمعة القادمة والتى تتزايد التوقعات لها يوما بعد يوم فى العديد من الدول حول العالم

فهل هناك وقت لنفيق ام اصبحنا فى قلب الاعصار بالفعل ؟
لعل الايام تجيب

تحياتى وخالص مودتى
الازهرى

الازهرى said...

يبدوا اننى اطلت ولكن اعذرنى فالوضع المتردى اصابنى بالاختناق جدا

على باب الله said...
This comment has been removed by the author.
على باب الله said...

انا خايف من ال

best laid plans

السياسة العالمية بقت زي برنامج الكاميرا الخفية .. ما تعرفش المقلب القادم ها يجيلك منين

ربنا يستر

ابو احمد said...

صباح الفل
احنا معدش حيلتنا غير الصحفى اللى انا شخصيا استمتعت بالمشهد لكن زي نكته فاقعه
لكن ماقبل ذلك وما بعده فالمشهد عندنا مثير للشفقه والحسره معا
المهم انت أخبارك واخبار نايله ايه
السنه قربت تخلص مش عارف نكسر وراها قله والا نتحسر عليها النين بقت أسوأ من بعض
تحياتى ياصديقى العزيز

أبوفارس said...

أصدقائى
..بنت القمر.
.اﻷزهرى.
.على باب الله.
.وصديق العمر أبا أحمد.
.وكل من دخل حدانا قرء ولم يعلق..
أستمتعوا بالموجود والحاضر مهما بدا سيئا..فالقادم أسؤ...
أو كما قال أحدهم "لاتبصق الأن... ستحتاج كل لعابك لتبصق على القادم.."..
.كل عام وأنتم بخير..تحياتى وخالص مودتى..خالد