يحدث فى كندا اﻷن

الحياه فى كندا تتسم بالهدوء الشديد..ربما بسبب الجو أو طبيعه أهل البلد وينسحب هذا الهدوء على الحياة السياسيه أيضا

أول ماوصلت هنا أقمت فى مونتريال عاصمه مقاطعه كيبك الناطقه بالفرنسيه والمصبوغه بصبغه فرنسيه-أوربيه أوضح بكثير من باقى كندا الناطقه باﻷنجليزيه

أيامها -١٩٩٥- كان هناك أستفتاء هام فى كيبك للأنفصال عن كندا وتأسيس دوله مستقله..الموضوع له جذور تاريخيه عميقه ليست موضوعنا اليوم..المهم اﻷنفصاليون خسروا اﻷستفتاء فى تصويت حر بحوالى ٣٠ألف صوت فقط

.توقعت دم فى الشوارع وجيش وحالة طوارئ كما يحدث حدانا بعد مياراة كره قدم

ولم يحدث على اﻷطلاق..شويه أنفصالين عملوا مظاهره خيبانه وسط البلد ومرت بسلام

فزاد أعجابى بتحضر وديموقراطيه الكنديين عموما وأحترامهم للقانون والعمليه الديموقراطيه بمجملها

.من كام أسبوع كان عندنا هنا أنتخابات فيدراليه لم يسمع عنها أحد فى العالم ولاحتى الكنديين أنفسهم..!!!وأنتهت كما بدأت بهدوء وسلام

.النتيجه..لم ينجح أحد للمره التالته على التوالى

لم يحصل أى حزب على اﻷغلبيه البرلمانيه التى تؤهله لتشكيل الحكومه مستريح.. رغم أن اﻷنتخابات هنا تقوم على نظام الدواير الفرديه

حزب المحافظين قام بتشكيل حكومة أقليه..ﻷنه حصل على أكبر نسبه من المقاعد..يليه الليبرالين -وسط- وهم زعماء المعارضه فى البرلمان ثم النيوديموقراط -حزب اليسار- ثم حزب من كيبك أسمه الكتله يسعى للأنفصال من خلال البرلمان..ووجودهم رمزى طبعا ﻷنهم لايملكوا أى أمل فى تحريك موضوع اﻷنفصال من خلال برلمان كندا الفيدرالى وهم عموما أشبه باﻷحزاب اﻷشتراكيه الديموقراطيه فى أوربا

كل هذا فى ظل مخاوف متصاعده من اﻷزمه الماليه-اﻷقتصاديه الممسكه بخناق العالم كله اﻷن

.فجاءه وبدون أى مقدمات وبلا أى تحضير وعكس كل التوقعات قامت حكومه المحافظين بتقديم مشروع مبزانيه مصغره بلا أى معنى وبلا أى طعم

كل مافيها قرارات فاشيه ومراسيم ديكتاتوريه

وقف الدعم المالى للأحزاب السياسيه..وقف مفاوضات الحكومه مع العاملات والموظفات النساء فى القطاع الحكومى والمطالبات بالمساواه فى اﻷجور مع زملائهم الرجال..منع اﻷضراب عن العمل فى القطاع الحكومى..السير فى بيع بعض ممتلكات الحكومه الكنديه..ألخ..ألخ

وهم وتخريف وأجنده أيديولوجيه لامحل لها من اﻷعراب

وبعنجهيه شديده تحدى رئيس الوزراء البرلمان فى تصويت على الميزاينه المصغره..وتوالت اﻷحداث بسرعه البرق..وكان الرد غير المتوقع بالمره..أن حزب المعارضه الرئيسى -الليبرالى- طرح مشروع لسحب الثقه من الحكومه..وقام بمحادثات ثم بأتفاق مع النيو ديموقراط لتشكيل حكومة أئتلاف بدعم من اﻷنفصاليين فى كيبك..الكلام ده كان اﻷسبوع الماضى

بس ياعم..قامت الدنيا ولم تقعد..الحكومه أجلت التصويت فى البرلمان على الميزانيه المصغره وبالتالى التصويت على سحب الثقه..والمعارضه طلبت رسميا تشكيل حكومه جديده..اليوم -اﻷتنين- بدايه اﻷسبوع كان ناقص يضربوا بعض بالنبابيت فى البرلمان

.والدراما مستمره بشكل غير مسبوق فى كندا

.ناس تقول الحكومه زودتها.

.آخرين يقولوا نعمل أنتخابات تانى ﻷن لايمكن الوصول للحكم من خلال أتفاق غرف خلفيه.

.رأى يقولك ﻷ ممكن والموضوع دستوريا سليم.

.يرد آخر بأن المرشح لرئاسه الوزاره من الليبرالين سيعتزل الحياه السياسيه فى مايو القادم والحاله مش مستحمله نغير رئيس الوزراء كل ٦ أشهر..

.ألخ ألخ

العبد لله مستمتع أخر أستمتاع..ومستمخ آخر أستمخاخ..ومتابع اﻷخبار والنقاشات ومشارك فيها على الضيق كده.

.وفى بالى دائما مقولة تشرشل رئيس الوزراء اﻷنجليزى.

أتفق مع من يقول النظام الديموقراطى نظام سئ..المشكله أن أحدا لم يدلنى على نظام أفضل..!!"