Monday, December 11, 2006

....السجاده الحمراء

هذه المدونه استمرار وتداعى على حوار جانبي بدء عند د.أسامه القفاش..وهى مهداه أليه
وصل الحوار الى موضوع عمل اﻷطفال فى العالم الثالث وكيف أن هناك أتجاه فى الغرب للنظر أليه كنوع من اﻷستغلال الهادر للطفوله وأنه غير أنسانى
تذكرت حوار مشابه تم من سنوات طويله مع زوجتى وأحد أصدقائها الفرنسيين بعد زياره لقريه الحرانيه..حيث شاهدنا البنات وهن يعملن على اﻷنوال يثرثرن ويضحكن ويخرجوا أعمال جميله..لازلت أحتفظ بقطعه صغيره أشتريتها يومها..كانت وجهه نظر الخواجه أن ذلك أستغلال وأن مكان تلك البنات هو المدرسه..وكانت وجهه نظرى أن تلك رؤيه "أورباويه" للعالم ..الصح هو ماتفعلوه وعلينا أتباعه..فى حين أن تلك البنات يتعلمن من خلال هذا العمل ويحافظن على تراث وخبره أجيال من اﻷندثار ويضفن لهذا التراث..اﻷستغلال الحقيقى هو ماتفعله الشركات المتعدده الحنسيه حين تنقل أحدى مراحل التصنيع كثيف العماله ملوث للبيئه محدود التكنولوحيا للعالم الثالث.. وتقطع أنتماء جيل كامل وتشوه علاقته بثقافته ومجتمعه..ويصب ناتح عملهم فى جيوب أثرياء العالم اﻷول..ولايتعلموا شئ على اﻷطلاق...
وبما أنى أتكلم عن السجاد وصناعته تذكرت تلك الحكايه..
لى صديقه جزائريه تحمل درجه الدكتوراه فى البيولوجى جاءت من أصول فلاحيه شديده الفقر كانت تعيش مع أمها اﻷرمله التى مات زوجها فى حرب التحرير..مات فى أحدى غارات الجيش الفرنسى اﻷنتقاميه..مات بدون أن يحمل سلاحا أو يطلق رصاصه..موت مجانى كما يقال..تعلمت صديقتى تلك فى خضم أشتراكيه بومدين ورحلت لفرنسا للحصول على الدكتوراه ثم هنا فى كندا حبث تعمل وتقيم اﻷن..لديها فى منزلها سجاده يغلب عليها اللون اﻷحمر الزاهى وتحوى رسوم وزركشات كانت غريبه على عينى وذوقى..وتتناقض مع اﻷثاث العصرى الغالب على منزلها...تلك السجاده هديه من أمها وخالاتها وبنات عمومتها تكاتفت كل تلك النساء وصنعوها لها من الصفر..فتلوا صوف الغنم خيوطا.. وصبغوها ..جففوها.. وشدوها على النول تقاسموا العمل على مدار مايزيد عن السنه..وأهدوها لها فى أحدى زياراتها لقريتها بعد حصولها على الدكتوراه..نساء لاتقرء ولاتكتب وبعضهم لم يغادروا الدشره التى يسكنوها..ولكنهم بحس فطرى عميق قدروا قيمه مافعلته أبنتهم..وعبروا عن ذلك بتلك السجاده الحمراء..أصابنى الدوار حين سمعت منها تلك الحكايه والتى قالتها لى ببساطه..
اليوم وكلما ذهبنا لمنزلها وكثيرا مانفعل..أجلس القرفصاء عليها..أتحسسها بيدى..الصوف الخشن ..العقد الواضحه..وأكاد أشم رائحه خبيز وروث الخرفان حولى..أتخيل وأكاد أسمع.. كل تلك البنات والنساء وهم يعقدوا الصوف.. يتحاوروا.. يضحكوا يشتكوا لبعض.. شظف العيش وقسوه اﻷزواج ...أوبتقاسموا فرحه نجاح طفل أو زواج مقبل..كلما جلست عليها وكثيرا ماأفعل- حتى صارت نكته بين اﻷصدقاء -أدرك أنى ممتد فى الزمان والمكان ولى جذور وتاريخ ومستقبل

4 comments:

Ossama said...

د.خالد
اولا شكرا على الاهداء الجميل من صديق جميل
بس ياعم اوعى تكون زعلان

ثانيا د. المسيري استاذي في كل شيء وقد تربيت علميا على يده منذ لقاءنا الاول عام 1991 في دار الاوبرا
وعملت معه في الموسوعة
و في فقه التحيز و عملت مع مجموعة اصدقاء متميزة في المعهد العالمي للفكر الاسلامي
ثالثا طبيعي جدا ان يقدم الانسان ما يعتقد انه اثمن ما يملك لمن يعتقد انه حقق انجازا يستحق التقدير
وهذا الشيء الاثمن لابد وان يحظى بتقديرنا لانه يحمل في طياته كل ماهو انساني وجميل وعميق
يحمل في طياته موسيقى الشيخ العفريت اليهودي التونسي العربي وموسيقى سيد درويش المصري المسلم وشوستاكوفيتش السوفيتي الجميل
و باخ المسيحي الباروكي وغيرهم ولوحات شاجال و رسومات انسان كرومانيون على جدران الكهوف و رسومات رجال القبائل
وكتابات ديستويفسكي و اندريتش و ماركث وغيرهم
د.خالد الجمال يولد الجمال و الرقي يولد الرقي والانسان هو الهدف
وليس التاريخ
وحقيقي الانسان ثقافة وليس مجرد جماع مادي
خالص تحياتي يا جميل
و محبتي من زغرب
اسامة

أبوفارس said...

أبو يحى..أيه حكايه زعلان دى..؟؟مافيش زعل خالص..ده أنا يأقول المناقشه معك "منعشه" ومثيره للتفكير..وبتدفع للأمام أفكار وتداعيات لاأدرى من أين تأتى ويمكن ملخبطه شويتين ..فعذرا..!!
تحياتى ...وأحتراماتى...خالد
ملحوظه ع الماشى لك ولعائلتك الكريمه وأصدقاءك -أى عدد-دعوه مفتوحه للزياره واﻷقامه..بس خليها ف الصيف عشان الشتاء هنا قاسة حبتين..؟؟!!

أبوفارس said...

أبو يحى..أيه حكايه زعلان دى..؟؟مافيش زعل خالص..ده أنا يأقول المناقشه معك "منعشه"
refreshing
ومثيره للتفكير..وبتدفع للأمام أفكار وتداعيات لاأدرى من أين تأتى ويمكن ملخبطه شويتين ..فعذرا..!!
تحياتى ...وأحتراماتى...خالد
ملحوظه ع الماشى لك ولعائلتك الكريمه وأصدقاءك -أى عدد-دعوه مفتوحه للزياره واﻷقامه..بس خليها ف الصيف عشان الشتاء هنا قاسة حبتين..؟؟!!

aboyehia said...

عزيزي الدكتور خالد
يا جميل انا اضطريت اعمل مدونة جديدة عشان اعلق عندك
يعني كده كتير
كده ظلم
كده مش حلو
انت اكيد زعلان؟؟
اعمل ايه عشان اصالحك
طبعا انا دلوقتي بهزر معاك بس خد بالك انا حهريك انت اكيد زعلان بدام حضرتك طلعت شرقاوي بجد
ومصدق
استحمل بقى يا جميل
نرجع مرجوعنا لعمالة الاطفال
النظرة الرومانسية بتاعة الطفل والمدرسة تمثل قمة بلاهة المفهوم الشهير بالتنمية وشجرة المفاهيم التابعة له و هنا بالذات مفهوم المساعدة ومفهوم التعليم
بمعنى ان نقل المعرفة والتنشئة الاجتماعية وهي المفاهيم المجردة التي تصلح لكل زمان ومكان صارت في الاطار الحداثي العدواني تعليما محددا ممنهجا مقننا
يعني حاجة زي نموذج العلوم الطبيعية المصطنع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الصارم العياري وحدث ولا حرج
طبعا حضرتك عارف ان الموضوع مبقاش كده خالص
عشان كده مثلا حكاية تعليم البنات بطريقة معينة و حكاية تمكين المرأة بطريقة معينة وعمالة الاطفال الخ تتغافل كثيرا
عن ما يسمى احيانا بالخصوصية الثقافية
انا حضرب لحضرتك مثال من حياتي الشخصية
بنتي التانية وهي في رابعة كلية الاداب قسم لغة فرنسية جامعة الاسكندرية واسمها ياسمين
تكتب القصة القصيرة والشعر بالفرنسية وتجيد البرمجة الخ
خيالها جامح بمعنى الكلمة منذ كانت طفلة
وحكايتها شديدة الغرائبية وكأنها تولكين وادجار الان بو معا
طيب ايه علاقة ده باللي بنتكلم فيه؟؟
عارف مين اللي مربي ياسمين يا دكتور؟؟
عمتي الله يرحمها
وقد علمتها من ضمن ما علمتها شرب الشاي التقيل بسكر كتير
ولكن كان اهم شيء علمته لها هو القصص الخرافية الغرائبية عن الجنيات والوحوش والغيلان ولولا سلامك سبق
كلامك لكلت لحمك قبل عضامك
وهكذا
برضه ايه العلاقة ؟؟
صبرك عليا يا راجل ...انت باين عليك زعلان؟؟
العلاقة ببساطة ان هذه التنشئة التي جمعت مابين تراث شفاهي رهيب واستعداد فطري و ايضا كم كبير من الكتب والادوات والحرية تؤدي الى تركيبة رافضة للقانونية ومبدعة وعادة هذه التركيبة في الاطار الحداثي التعليمي ترفض و يتم تهميشها وهذا يؤدي عادة الى فقدان الكثير من المبدعين
اعتقد في اطار العالم مابعد الحداثي متعدد المراكز قابل الآخر المتسامح المتعاون الذي نطمح في الوصول اليهسنجد تراكيبا مثل هذه تكثر وتصبح هي النموذج
ويحدث التغير النماذجي او الباراديم شيفت على رأي كون
تحياتي يا دكتور خالد واوعى تكون زعلان
اسامة ابو يحيي