Monday, December 25, 2006

العالم من حولنا محاوله للفهم (2

حتى الآن ، فقط بلد واحد من الأوبك تجرأ على التبديل إلى اليورو "العراق" في آواخر عام ٢٠٠٢ وذلك بمباركه أو تحريض من الفرنسين...ولكن عواقب ذلك على العراق لاتخاذه هذا القرار كانت غزوه من قبل الولايات المتحدة والتدمير الكامل للبلد وفقدان الاستقلال . إيران ، بلد آخر من الأوبك يتحدث علناً عن إمكانية التحول إلى اليورو من العام ١٩٩٩
فنزويلا ، بلد ثالث من الأوبك ، تدهورت علاقته مؤخراً مع حكومة الولايات المتحدة ، تظهر فنزويلا أيضاً عصياناً بوجه الدولار . في ظل حكم هوجو شافيز ، فإن فنزويلا قامت بإبرام صفقات مقايضة مقابل نفطها مع ١٢ بلد أميركي لاتيني بما فيه كوبا ...التى أستوردت منها ١٠ آلاف طبيب مقابل تدفق البترول لكوبا..!! هذا يعني أن الولايات المتحدة تخسر مرتين..الدلارات مقابل البترول الفنزويلى لاتصب فى جيب أمريكا..وحبل أنقاذ لكوبا ...!!هل وضحت اﻷن أسباب الرغبة الاميركية الجامحه لتقويض الاستقرار في فنزويلا . في اجتماع قمة الأوبك في أيلول 2000 ، سلم شافيز إلى قادة دول الأوبك تقريراً عن "المنتدى العالمي حول مستقبل الطاقة" إحدى التوصيتين الرئيستين للتقرير كانت " على الأوبك أن تستفيد من المقايضات بالإلكترونيات عالية التقنية والتبادلات الثنائية لنفطها مع زبائنها من البلدان المتطورة " يعني انه ينبغي للأوبك أن تتجنب استخدام كل من الدولار واليورو في العديد من التعاملات التجارية ...إن تحالف المصالح الذي التأم في الحرب على العراق ، توصل إلى اتفاق على مصالح دائمة قوية يعتمد النفوذ الاقتصادي الأميركي على دورها العالمي ؛ مثل قطاع الطاقة بالغ النفوذ حول هاليبورتون ، اكسون موبايل ، شيفرون ، تكساكو ، والشركات متعددة الجنسية العملاقة الأخرى . وتتضمن أيضاً المصالح الصناعية الضخمة للدفاع الاميركي حول بوينغ ، لوكهيد– مارتن ، رايثيون ، نورثرب –جرومان ...ألخ . إن مبدأ تكتلات الطاقة والدفاع العملاقة هذه هو الاستمرار الفعلي للنفوذ الاميركي للعقود القادمة من القرن الحالي.ترتكز الهيمنة الاميركية في العالم بشكل جوهري على دعامتين – تفوقها العسكري الساحق خاصة في البحار ؛ وسيطرتها على التدفقات الاقتصادية العالمية من خلال دور الدولار بصفته عملة احتياط العالم , من الواضح وبشكل متزايد أن حرب العراق كانت للحفاظ على الدعامة الثانية – دور الدولار – أكثر من كونها للدعامة الأولى العسكرية .
إن مستقبل وضع أمريكا كقوة عظمى وحيدة يعتمد على مواجهة واعيه للتهديد المنبعث من أوراسيا ..وهكذا,فإن الأسباب الخفية لاتخاذ قرار "تغيير النظام" في العراق كان لإجهاض هذا التهديد...لقد كان العراق قطعة شطرنج في تلك اللعبة الاستراتيجية ذات الأهمية القصوى...أو صراع الديناصورات
هذا الصراع على البترودولار في مواجهة اليورودولار-والذي بدأ في العراق-لم ينته بعد ...لقد تم ابتداع اليورو من قبل الاستراتيجيين الجيو سياسيين الفرنسيين من اجل تأسيس عالم متعدد الأقطاب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.كان الهدف هو موازنة الهيمنة الساحقة للولايات المتحدة في الشؤون الدولية...هذا التهديد المنبثق من سياسة اليورو المقادة فرنسياً مع العراق وبلدان أخرى,دفع ببعض الدوائر في المؤسسة السياسية للولايات المتحدة بالبدأ في التفكير جدياً بالهجوم كخير وسيله للدفاع عن نظام البترودولار حتى قبل أن يصبح بوش رئيساً....في سبتمبر ٢٠٠٠,فإن "مشروع قرن أمريكي جديد" PNAC نشر -خللى بالك من نشر دى لامؤامره ولايحزنون كله ع النت-دراسة سياسية رئيسية:إعادة بناء الدفاعات الأمريكية:الاستراتيجيات,القوى والمصادر لقرن جديد.وثيقة PNAC هذه شكلت الأساس الجوهري للوثيقة الرئاسية البيضاء في عام 2002؛"استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية".... وثيقة PNAC
تدعم "مخطط المحافظة على التفوق العالمي للولايات المتحدة,والحيلولة دون نهوض قوة عظمى
منافسة,وصياغة نظام الأمن العالمي بما يتوافق مع المبادىء والمصالح الأمريكية"..أضف إلى ذلك,على الولايات المتحدة أن "تثني الأمم الصناعية المتقدمة عن أن تتحدى قيادتنا أو أن تطمح إلى دور عالمي أو إقليمي أكبر".إن أصحاب "مشروع قرن أمريكي جديد" في عام 2000 يضمون في صفوفهم تشيني,زوجته لين تشيني,مساعد تشيني من المحافظين الجدد لويس ليبي,دونالد رامسفيلد,مساعد رامسفيلد بول ولفوفيتز.وتضم أيضاً رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي إليوت أبرامز,جون بولتون من وزارة الخارجية,ريتشارد بيرل ووليم كريستول.وكذلك نائب رئيس لوكهيد-مارتين بروس جاكسون,ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية السابق جيمس وولسي,كانوا في الهيئة, سوية مع مؤسس آخر نورمان بودهوريتز ...معظم هؤلاء الأشخاص هم أعضاء أيضاً في مجموعة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية."اللجنة الأمريكية للسلام في الشيشان"(ACPC),التي تدعم الإرهابيين الشيشان ضد روسيا...ربما يكون هذا من أسباب "فشل" اﻷمريكان فى ألقاء القبض على أمير المحاهدين العرب أسامه بن لادن...؟؟؟!!؟؟لقد أصبح واضحاً بشكل متزايد للعديدين أن الحرب في العراق هي للمحافظة على السيطرة الأمريكية على العالم,ولكن العراق ليس نهاية المطاف...
الشركة البترولية إكسون وبريتش بتروليوم
تستثمرا بشكل كبير في الجمهوريات السوفييتية السابقة أذربيجان,تركمانستان,أوزبكستان وكازاخستان من اجل إضعاف النفوذ الروسي على هذه البلدان.تحوي كلاً من كازاخستان وبحر قزوين بعضاً من أكبر حقول النفط في العالم.إن حقول النفط الروسية هي في تتارستان,مقاطعة ذات أكثرية مسلمة, وفي سيبيريا.لدى الشيشان بعض حقول النفط,ولكن تكمن أهمية الشيشان في حقيقة أن خطوط أنابيب النفط والغاز الرئيسية الممتدة من حقول النفط الروسية والكاخازية تمر عبر الشيشان....وهكذا,إذا أمكن فصل الشيشان عن روسيا؛فسوف تتأثر مقدرة الروس على تصدير النفط والغاز الطبيعي للسوق الأوروبية بشكل فعلي.إن استقلال الشيشان سوف يؤدي إلى سلسلة من ردود الأفعال في المقاطعات الأخرى ذات الأغلبية المسلمة في روسيا,تتارستان على وجه الخصوص.إن انفصال كلاً من الشيشان وتتارستان سوف ينقص خزانات النفط الروسية إلى مستوى متدن؛حيث أن حقول النفط السيبيري متوضعة في أكثر المناطق وحشة في العالم...كنتيجة لذلك,فإن روسيا ستهبط إلى مستوى بلد فقير جداً بدون أية أهمية
روسيا هذه اﻷيام تدافع بشراسه ضد هذه اﻷستراتيحيه منتهزه فرصه ورطه أمريكا فى العراق....أخر ضربه مضاده كانت تعطيل مشروع سخالين المدعوم من كونسرتيوم ضخم تقوده بريتش بتروليم .

1 comment:

Ossama said...

العزيز د. خالد
محاولة رائعة
تبدو جلية واضحة
منذ السبعينات حقيقة ان الولايات المتحدة
اقتصاديا تتراجع
وانها ستلجأ ان عاجلا او آجلا الى البلطجة
وهو ماحدث
وقد طرحت هذه الامور باشكال مختلفة ومن قبل العديد من الناس من مختلف التوجهات
من ابرزهم طبعا
تشومسكي و هرمان و ساكس ولا توش
وميردال
وايضا من اليمين سنجد ليندون لاروش و حتى برزينسكي

وقد كتب ميردال في داجن نايهاتر السويدية و كتبت انا في مصر عام 1991 بعد ان تقابلنا في منزله في ماريا فرد بالسويد
عن كون امريكا تخوض حرب الخليج الاولى او عاصفة الصحراء اساسا ضد حليفتيها اليابان والمانيا
وان المطلوب نقل فوائض الاقتصادين القويين الناجمة عن حرب فيتنام الى الولايات المتحدة عبر استخدام القوة ضد عدو بلا حول ولا قوة
وهو الهدف الذي وفره لهم صدام حسين غير المأسوف عليه مرتين
وطبعا استفادت فائدة اضافية هي اعادة الكثير من الاموال المتراكمة في الدول النفطية الى الولايات المتحدة مرة اخرى
وهو ماتحدث عنه الكتاب الهام
يوميات قاتل محترف يغتال اقتصاديات الدول لبركنز

وطبعا اي محاولة اوروبية للتدخل في المنطقة تقابل بعنف شديد سواء من قبل الولايات المتحدة او من قبل اسرائيل التي تقوم بدور الخادم الامين حتى ضد مصالحها
وهو ماحدث عام 1996 في عملية عناقيد الغضب التي اودت بحياة بيريز السياسية
وغزوه لبنان في مغامرة حمقاء كنتيجة ورد على انتهاج فرنسا لسياسات اوروبية متوسطية مع مجيء شيراك

ربما يجدر بنا في هذا الصدد التذكير بأن التناقضات الكبيرة في معسكر الدول القوية اقتصاديا انما هي انعكاس طبيعي للتناقضات في صفوف الرأسمال والمنافسة الشرسة فيما بين اقطابه
هل من الممكن تجاوز الدولار والدخول حقا في عالم متعدد القطبية؟؟
مرة اخرى اتصور ان الامر لايخلو من مسحة تضخيم على المستوى الماكرو
واعتقد مرة اخرى ان مشكلات عديدة في المنطقة العربية ترجع لاستشراء خطاب انتحاري على مستوى ثقافي اكثر بكثير من كونها نتيجة لعوامل اقتصادية
تحياتي يا دكتور واتمنى استمرار النقاش ودوام الحوار
اسامة