Saturday, January 15, 2011

أما بعد٠٠٠

أحداث متلاحقه بسرعة البرق تصيب بالدوار٠
٠ورغم ذلك لابد من محاولة الفهم٠
٠نزول التوانسه للشارع٠٠يوم بعد يوم٠٠ورغم العنف الشديد فى قمع المتظاهرين أستمروا فى العوده للشارع وبأعداد متزايده٠٠ومابدء بأحتجاج فى مدينه صغيره تحول إلى هبه فى طول البلاد وعرضها٠٠أستمعت إلى خطاب زين العابدين الأول ولهجته المتعاليه وتهديده للشعب بالويل والثبور٠٠ثم خطابه الأخير حين قال أنه فهم ووصلته الرساله٠٠فهم بعد ٢٣ سنه ...أحا بجد !! ساعتها عرفت أنه أنتهى ولن يبقى كما طلب حتى ٢٠١٤
تذكرت خطاب شاوشيسكو الأخير٠٠حد فاكر٠بعد أحداث مشابهه ربما لحد التطابق٠
٠مبروك وتهنئه للشعب التونسى طبعاً٠
٠وعسى الا يكون الموضوع كله أنقلاب قصر٠٠والنظام باقى كما هو٠
٠دخول الطبقه المتوسطه التونسيه قلب موازين اللعبه٠٠نزول أبناء الطبقه المتوسطه من أطباء -تظاهروا فى بلاطيهم البيضاء -ومحامين وغيرهم ورفعهم شعارات الحريه والمطالبه بالديموقراطيه أعطى للأحتجاجات طابع أكثر جذريه من مجرد مظاهرات الخبز التى تنفجر هنا وهناك كل حين
٠ملاحظه
أخرى أختفاء الأسلامو-ين بكافه ألوانهم من الأحتجاجات٠٠سواء بسبب رفض المتظاهرين أنفسهم كما سمعت فى التليفزيون الفرنسى من بعض المشاركين٠٠أو لضعف تواجدهم فى الشارع٠
لم يعطى النظام الحجه المستهلكه من مشاركته فى الحرب المعلنه على الأرهاب٠٠ولو أن الحكايه دى فقدت الكثير من قيمتها مؤخراً
٠٠أعلان الأداره الأمريكيه أن الشعوب من حقها أختيار حكامها٠٠يمكن ترجمته بالبلدى كرساله لأنظمة المنطقه "منكم لشعوبكم"٠٠٠لاتعتمدوا علينا٠٠ وللشعوب ضوء أخضر٠٠أو٠٠"بِسّك عليهم"٠٠نحن لانهتم٠٠وهو موقف سيكون له تداعيات هامه٠٠لو
٠٠ولو كما يقول النحاه هى حرف أمتناع لأمتناع
مابين التمنى والتنبئ٠٠وبين الحلم والفعل فوارق هامه٠
٠كلام كتير عن أمتداد الظاهره التونسيه لباقى البلاد والأنظمه العربيه٠٠أظن معظمه لايعدوى التمنى٠٠حتى ماجاء من خواجات الأعلام الغربى٠
٠٠خلينا فى المحروسه
٠رغم تشابه الظروف والواقع بين مصر وتونس٠٠ بل بين معظم الأنظمه العربيه٠٠إلا أن العامل الحاسم فى المشهد التونسى٠٠دخول الطبقه المتوسطه٠٠مفتقد تماماً فى المشهد المصرى٠٠لسبب بسيط٠٠الطبقه المتوسطه المصريه رغم كل شئ خوفها -بل رعبها- من الطبقات الفقيره يفوق بمراحل رغبتها فى التغير٠٠قبول معظم أبناء الطبقه المتوسطه ليد الدوله البوليسيه الثقيله هو تمن يدفعوه لأبقاء أبناء العشوائيات٠٠حثاله البروليتاريا٠٠فقراء المدن.-سمها ماتشاء- أبقائهم تحت٠٠أجتماعياً وأقتصادياً٠
معظم أبناء الطبقه المتوسطه أستطاعوا التأقلم مع الأوضاع المعوجه فى مصر٠٠بل الأستفاده منها٠٠وهناك أحساس عام أن الكعكه لاتكفى الجميع٠٠ماهو مش معقول كل المصريين حايسافروا شرم٠٠أو الساحل الشمالى٠٠المخاطره بحالة فوضى غير مقبوله٠٠المطالبه بأداره رشيده أصلاح هنا وهناك٠٠ماشى٠٠هز المجتمع بعنف لاأظن٠٠!
بالأضافه إلى فقدان برنامج واضح أو أتجاه واضح للتغيير٠٠نتيجه لحالة التكلس الدينى لدى الطبقه المتوسطه المصريه٠٠والذى تحول من مجرد نتيجه للأزمه الأجتماعيه إلى سبب أو عائق فى طريق حلها٠٠والكلام هنا عن كل أطراف الأحتقان الطائفى فى المحروسه٠٠هناك مصالح ماديه ومعنويه عاتيه للأطراف كلها فى بقاء الحال كما هو بدون تغيير جذرى حقيقى٠٠فزع المؤسسه الدينيه القبطيه من بدايات ألتحام بين الشباب المصرى فى الشارع رغم ضألته دليل على ذلك٠٠كابوس حقيقى لكل الدعاة الجدد أو رجال الدين المسيحى هو فقدان السيطره المعنويه على أتباعهم٠٠المواطنه الحقيقيه هى أخر مايريدوه٠٠ورغم كل برامج التليفزيون والفوتو أوب والأخراج السينمائى لمشاهد الوحده الوطنيه لايمكن حل الأزمه الطائفيه فى مصر ٠٠ولا فى غيرها٠٠على أرضيه دينيه٠
النقل الميكانيكى غير صحيح٠٠التمنى غير كافى٠٠الطبقه المتوسطه ٠٠بمعناها الواسع فى تنوعها وأمتدادها٠٠هى رمانة القبانى شئنا أم ابينا وحتى تحسم أمرها ستبقى الأمور على ماهى فى أحسن الأحوال أو ستواصل التدهور كما هو حادث حالياً٠٠حتى تنفجر ثوره الجياع أما فى أتجاه طائفى دموى٠٠أو أتجاه أجتماعى أقتصادى لايقل عنفاً
وأخيراً تحيه حقيقيه للتوانسه وشكراً على جرعه الأمل التى منحوها لمنطقتنا الغارقه فى اليأس

6 comments:

Anonymous said...

أستاذى العزيز

أتفق معك فى الكثير مما كتبت
الوضع المصرى يختلف كثيرا عن الوضع التونسى
وربما لهذا لم اقتنع كثيرا بما يسمى الوقفات الإحتجاجية التى بدأت فى الإنتشار منذ أحداث تونس وأعتبرها تقليد أعمى كعادة مدعى الثقافة المصريين
ولى سؤال احترت فى إجابته ربما تكون قادرا على إجابته كمراقب بعيد
لماذا يعلن الجميع إفلاسهم ويسقط العديد من النظم الإقتصادية وعلى رأسها أمريكا كما بينت فى عدة مواضع بينما التأثير ما زال هشا بالنسبة لمصر ؟

Mohamed said...

Hi Abu Faris,
The middle class in Egypt has been in a centrifuge for quite sometime, this results in some going up and some falling off , give it time and it will vanish. And it will be those who have versus those who don't have anything ..no middle ground at that point the ultimate price will be paid by all. As you said that class is the balance, in my eyes , it's vanishing. I recall you posted upon your return from a recent trip to Egypt about all your friends and their offsprings who wanted out of the country, this means they can't resist the centrifuge either give up most of your humanity and values to go up (which is inline with your analysis of them being afraid of the lower mob more than anything else), or keep some to go down and loose everything eventually under the pressure of poverty.
I don't know if this is sustainable but , what I feel is that we will witness marvels and wonders in the near future...
Mohamed

أبوفارس said...

شاكر على المتابعه والتعليق٠٠والحوار الثرى٠٠بالنسبه لنقطة الطبقه المتوسطه٠٠
أختفاء الطبقه المتوسطه٠٠لاأظن -وقد
أكون مخطئاً-٠٠تحولها نعم
حاولت الوصول لأرقام أكيده حول توزيع الدخل القومى فى مصر وجدت نفسى فى حاره سدّ٠٠!! ولكن تقريباً
الأرقام التقريبيه حول توزيع الدخل فى مصر تقول لنا
٤٠% من المصريين يعيشوا تحت خط الفقر دخلهم لايزيد عن ٢٠% من ناتج الدخل القومى
ال٢٠% الأشد فقراً فى مصر يحصلوا على ٥% فقط من مجموع الناتج القومى٠٠فى حين يحصل ٥% على قمة الهرم على ٢٠% منه٠٠الفئات الوسيطه الباقى منه٠٠ أى أن حوالى نصف الشعب المصرى يمكن وصفه بالفئات الوسيطه٠٠بالمعنى الواسع٠٠أدرك أن التعريف العلمى الماركسى للطبقه يعتمد أساساً على علاقتها بالعمليه الأنتاجيه وليس على سعة كيس نقودها٠٠السؤال فى مجتمع مثل مصر حالياً أى أنتاج نتحدث عنه٠
(وتلك أجابه على قدر علمى لسؤال الأخ أنومنيس٠)
الأستثمار مثلاً فى قطاع الأتصالات يساوى تقريباً الأستثمار فى الزراعه٠٠مصر لاتنتج٠٠لازراعه ولاصناعه٠٠صادرات مصر تقريباً صفر٠٠الأقتصاد الموازى بكل ظلاله يكاد يساوى الأقتصاد الرسمى٠٠بما فيها الأنشطه الأجراميه (تجارة مخدرات٠٠تهريب أثار وسلاح وهجره غير مشروعه٠٠غسيل أموال)٠
وبقدر تنوع الأنشطه الأقتصاديه تتنوع الفئات الوسيطه المرتبطه به٠٠وتختلف توجهاتها الأجتماعيه وتحالفاتها الطبقيه٠٠مما يؤدى ألى شلل مجمل الطبقه المتوسطه وبالتالى تعثر التغيير من خلالها٠٠المعادله المصريه معقده وذات عشرين مجهول٠٠ولكن الأحساس العام بالأزمه وخطورة الوضع حقيقيان٠٠تحياتى ومودتى٠٠خالد٠

Mohamed said...

Hi Abu Faris,
Seems the vanishing middle class made its mind. I think this is beyond the 1977 scenario (I believe you were there). I had a personal friend and class mate who were in El-Tahrir on 25th. Well-established manager nothing less who felt it was not sustainable like that. He told me those on 25th were no mob. He met some colleagues of ours almost same status. Army is already on the streets. I just pray for the safety of the individuals overthere.
The S.O.B Biden went out yesterday puking his B.S. on live TV. "http://www.csmonitor.com/World/Backchannels/2011/0127/Joe-Biden-says-Egypt-s-Mubarak-no-dictator-he-shouldn-t-step-down?cmpid=addthis_twitter&sms_ss=twitter&at_xt=4d421b92d593d07c%2C0" I can not believe such scum is second in command.

Anonymous said...

د. خالد
تحية
اين انت مما يحدث في مصرنا ؟
لعل المانع خيرا

ابو احمد said...

صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر
باختصار ياخالد وبدون دخول فى تحليلات الطبقه المتوسطه هى التى ثارت وقدمت الشهداء الى الآن بمختلف التوجههات فزاعه الاخوان لم ترهبهها وفزاعه الدهماء لم ترعبهها ايضا لم تنعم مصر بأمان حقيقى الا خلال فتره الثوره انهم شباب مبدعون فى الوسائل والتكتيكات
كان نفسى تكون معانا وتشوف مصر من جديد وهى تصنع الحلم
تحياتى