Saturday, March 21, 2009

ياسمينه خضرا


الصديق العزيز "ياسر" فى أحد تدويناته الغاضبه -وماأكثرها مؤخرا-يرد التسطيح الشديد فى اﻷعمال اﻷدبيه المنشوره فى السنوات القليله الماضيه إلى قلة الخبرات الحياتيه التى تميز جيل المبدعين الحالى...لاأدعى قراءة كل اﻷعمال اﻷدبيه المنشوره فى مصر..ولكن فى المجمل أتفق مع حكم "أسكندرانى" بالتسطيح أو الخواء فى معظم اﻷعمال التى حملتها معى من مصر فى زيارتى اﻷخيره...وصف العشوائيات والحياه فيها لايكفى ﻷخراج عمل أدبى محترم.."فاصل للدهشه".."كيراليسون"..الترجمه الذاتيه أيضا تظل فى أطار الترجمه الذاتيه
وليست أبداع أدبى حتى ولو فازت بجائزه أدبيه "الفاعل" مثلا
الغريب أننا فى شرقنا اﻷوسط التعيس نعيش دراما أنسانيه حقيقيه..لاأظن أنى أبالغ إن قلت أنها اﻷكثر حده فى العالم كله اﻷن...مشاهده خاطفه ﻷى نشرة أخبار تضع يد أى مبدع على كومه من الحكاوى واﻷفكار تصلح كلا منها كنواه لعمل أدبى محترم.
..ولكنه الكسل
الكتابه اﻷبداعيه عمليه شاقه..كتابه روايه تحتاج -باﻷضافه إلى الموهبه-عمليه بحث وتأمل وتجميع معلومات شاقه
من حوالى اﻷسبوعين لفت نظرى أحد اﻷصدقاء الجزائريين إلى كاتب جزائرى يحاول الكتابه عن الدراما
التى نحياها اﻷن..اﻷسم هو ياسمينه خضرا..وهو أسم مستعار لكاتب -ولبس كاتبه- أسمه
محمد بولسهول ، ...وهو ضابط فى الجيش جزائرى..!!!! أنضم وهو فى التاسعه من عمره لمدرسة مايسمى أشبال الثوره ومن يومها وهو ضابط بالجيش..يكتب تحت أسم زوجته المستعار لتجنب منع أعماله من النشر..أحتفظ باﻷسم المستعار حتى بعد هجرته من الجزائر وأنتقاله للحياه فى فرنسا..يكتب بالفرنسيه..ولم أجد أى ذكر ﻷيا من أعماله مترجم إلى العربيه..ولمده أسبوعان تقريبا تفرغت لقراءه أربعة روايات كتبها متتاليه باﻷنجليزيه...أسلوبه سهل مباشر..لايقتحم أفاق جديده ولا به الكثير من اﻷكروبات الفنيه..المواضيع هى المثيره للأهتمام..
Wolf Dreams
وهى تدور فى الجزائر العاصمه..تتابع تقلبات حياة شاب جزائرى يدور فى حلقات اﻷحباط ..الفساد..الفشل المتكرر وفقدان اﻷمل
وبدلا من أن يصبح نجم سينمائى كما كان يحلم تنتهى حياته متحصنا بمنزل مع مجموعه من الشباب هو أميرهم فى مواحهه مع الجيش الجزائرى أثناء الحرب اﻷهليه..الروايه بها العديد من التفصيلات المثيره عن الحياه والموت فى حى القصبه العتيق..ومحاوله لفهم أسباب تحول الشباب إلى التيار اﻷسلامى الجهادى
أعتقد أنها اﻷفضل فى أعماله..روايه كابوسيه عن الحياه والموت فى كابول أثناء حكم الطالبان...ورغم صغر حجمها ألا أنها شديده التماسك ولغتها جميله..تبدء برجم أمرءه بتهمه الزنا
واضح من اﻷسم أنها تدور فى بغداد بعد الغزو اﻷمريكى للعراق..وبدء المقاومه بكل مالها وماعليها ضد الغزو..من خلال -تانى- متابعه شاب عراقى وهو يتحول من طالب جامعة عاشق لفيروز وموسيقى العود إلى مقاتل متطوع لعمليه أنتحاريه..شخصيا أستمتعت بحوالى ثلثى الروايه اﻷول..مينى بأحكام وتحولات الشخصيه فيه مبرره ومفهومه..حتى تحولت إلى مايشبه أفلام جيمس بوند فى الجزء اﻷخير المغرق فى الخيال منها..ولم يعجبنى..رغم محاولة الكاتب بدء نوع من الحوار اﻷكاديمى عن علاقة الشرق والغرب المعقده فى هذا الجزء
دى قلبت الدنيا..ويتضح هذا من عدد المقالات التى عرضتها أو أنتقدتها..الكاتب أتهمه بعض العرب بأنه يتودد لليهود كى يحصل على جائزه الجونكور اﻷدبيه..وأتهمه بعض اليهود بالمعاداه للساميه..يعنى جمع المجد من طرفيه
ﻷن الروايه تتحدث عما يحدث فى اﻷرض المحتله وأسرائيل..من خلال قصة جراح أسرائيلى نابغ من أصل عربى بدوى..يعد مثال للتعايش بين العرب واليهود..أبتعد لحد ما عن عائلته العربيه الممتده..وأغرقته المؤسسات اﻷسرائيليه بالتقدير..فى خلال علاجه لضحايا أحد التفجيرات اﻷنتحاريه فى تل أبيب يكتشف أن زوجته هى التى قامت بالعمليه وماتت بالطبع..ينهار عالمه ويبدء رحله للبحث عن اﻷسباب ومحاولة فهم دوافع زوجته المدلله المحبه له فى القيام بهذا العمل وبالذات أن عدد من الضخايا كانوا من اﻷطفال
الروايه سريعه اﻷيقاع لحد اللهاث..وبها جانب بوليسى مثير -خضرا بدء الكتابه بالروايات البوليسيه- وتنتهى بنهايه مفتوحه غامضه.
..شخصيا عجبتنى جدا جدا...وطظ فى الخلق اللى مش عاجباهم من الناحيتين

7 comments:

Jim said...

متفق معاك للأسف في تردي نوعية الأعمال الأدبية بشكل عام من رواية أو قصة لشعر أو مسرحية

حتى الفنون الأخرى من رسم و نحت و موسيقى .. إلي آخره .. حالتها - بشكل عام - لا تسر .. و الإقبال عليها شبه معدوم

المصري أصلاً فقد قدرته على التذوق , يعني في مهرجان الكتاب الأخير لما يبقى الإقبال الأكبر على الكتب الدينية و كتب الطبيخ .. يبقى أكيد في حاجة غلط

---

أشكرك على تعريفنا بياسمينة

--

Alexandrian far away said...

صديقي العزيز خالد
لي الشرف أن تشير لمدونتي في كتاباتك, أحب تعبير غاضبه الذي وصفتها به, أعد نفسي محظوظا أني ما زلت قادرا على الغضب
أشكرك للاشارة لهذا الكاتب
شمال إفريقيا ينتج الكثير من الروعه التي لا نصيب لنا فيها بسبب أنحوال مصر الثقافي والحضاري نحو المشرق

تحياتي ومحبتي وأحترامي
ألا أنت حتيجي أمتى يا باشا؟

بنت القمر said...

عاوزةابعت لك مقال مهم يا ابو فارس لو امكن تسيب لي ايميلك هنا في مدونتك لو ما فيهاش ازعاج

أبوفارس said...

Jim
منور المطرح والمكان..هى
سلسله متصله ببعضها..اﻷبداع لايكون فقط فى اﻷدب هناك أباع فى الدراسات اﻷنسانيه أرى أننا نفتقده تماما..لاتوجد أى محاوله ﻷعاده فراءه التاريخ مثلا أو دراسات لغويه جاده يمكن أن تكون دافع ﻷبداع أدبى..ولذلك كانت دهشتى عندما قراءت روايه صنع الله إبراهيم التوثيقيه اﻷخيره التى يحاول فيهاأعاده كتابه تاريخ الحمله الفرنسيه....شاكر على المتابعه والتعليق..تحياتى
***********
*************
ياسر قدرتك على الغضب هى دليل للحيويه..وقدرتى على الدهشه فى سنى هذا هى دليل على رغبتى التى لم تنطفاء فى المعرفه...والله لاتوجد لدى خطط قريبه لزياره مصر للأسف مشغول وهناك أولويات معظمها عائلى هنا..ولكن أتمنى أن أستطيع النزول للقاهره ربما أخر العام فى أجازات أعياد الكريسماس ورأس السنه..!!!ولو جدت ظروف قبل ذلك خير وبركه...وطبعا وبدون جدال سأراك تلك الزياره..والمشاريب عليا..أم العشا فعليك...تحياتى وصادق مودتى...خالد

أبوفارس said...

سيدتى بنت القمر وصلت المقال شاكر على اﻷهتمام...هناك نقطتان..اﻷوله أن الفيلم أستطاع بدء نقاش مهم فى أسرائيل عن مسئوليه الجندى الفرد هن أفعاله فى الحرب..التانيه أن دعايه المجتمع اﻷسرائيلى والتى تصل لحد غسيل الدماغ تصب فى أن الجيش اﻷسؤائيلى هو أحن جيش ف العالم..وأن الخدمه العسكريه فيه تنتج أفضل مواطن ف العالم..فلما يجى فيلم يقول أن من يخدم ف الجيش يصاب بالعته وفقدان الذاكره ويخرج من الخدمه فاقد للوعى..دى صفعه لابأس بها على اﻷطلاق لتلك الدعايه...على فكره أنا أقرء صحيفه هاآرتز بشكل منتظم ومعظم هذا النقد كان على صفحات الجريده...من ناحيه أخرى..هل سمعت عن أى شكل من أشكال توجيه اللوم لمرتكبى المجزره الفعليين من الكتائب وزعمائهم..لاتنسى أن وزير الدفاع اﻷسرائيلى خينئذ "شارون" أٌجبر على اﻷستقاله ..تحياتى ومودتى..خالد

عباس العبد said...

انا بعتذر لحضرتك و بشدة عن تلك الأصدارات
بس حضرتك طلبت الجديد و ده اللى كان الموجود ساعتها
انا اسف جداً و مش عارف اقول لحضرتك إيه
انا محرج جداً من حضرتك
بتأسف لحضرتك عن أن الحاجة معجبتكش

أبوفارس said...

والله العظيم أنت شربات يارامز..ياعم هو المفروض تكون مغسل وضامن جنه...الكتب التى تفضلت بأهدائها لى أثناء لقائنا بالقاهره كانت هديه جميله..وذوقك فعلا عالى جدا.."الفاعل" أخدت جائزه محترمه يعنى هى أفضل ماكٌتب سنتها..و"فاصل للدهشه" تصوير فوتغرافى رائع للحياه ف العشوائيات..ولكن العملين محدودى القيمه..ودى مش غلطتك..ده أفضل ماأنتجناه ومن هنا تأتى الحسره...الفاعل ﻷنها مجرد سيره ذاتيه مهما كانت غرائبيه فهى لاترقى للأدب المحترم...ﻷنه لاتوجد بها نظره واضحه أو جديده للحياه..قارنها مثلا بأندريه مارلو وسيرته الذاتيه "اللامذكرات" واخد بالك...فاصل للدهشه رغم أنها أصابتى بالفزع لاتقدم سوى نظره شبه سياحيه للعشوائيات..ونهايتها أصابتنى بالغثيان..الحل هو الدروشه..قشطه عليك...قارنها بمدينه الله البرازيليه وهى أيضا تتكلم عن العشوائيات أو بكتابات أمادو مثلا..باﻷضافه إلى أنى حملت معى حوالى ١٠-١٢ روايه بعضها لايستاهل تلف فيه طعميه -ودول كانوا من مشترياتى أنا- حاجات كده زى ربع جرام و أوراق الجارح وأن ترى اﻷن وشديد البروده ليلا..ومن غير زعل أن تكون عباس العبد.. وبتاعه كده أسمه السأم فى نيويورك أصابتنى بالسأم ف أوتاوا...فخفف عنك ياصديقى..لعل عزازيل التى أهديتها لى..تكون أفضل ماحملت معى من القاهره حينئذ..ﻷن مبذول فيها مجهود واضح وأنا أحترم الجهد اﻷنسانى جدا...وبلاش حضرتك دى سايق عليك النبى بأحس أنى مدرس لغه عربيه..أسمى خالد وكنيتى أبو فارس....مساء الفل والياسمين...خالد