Sunday, August 24, 2008

رحت وجيت..ومابينهما 1

كان اﻷتفاق أن نلتقى فى باريس
أن أتخلف فى عاصمة النور عدة أيام ﻷلتقى بصديقان عزيزان..اﻷول لم يستطع الحصول على فيزا ﻷن السفاره الفرنسيه فى القاهره تطلب مقابله شخصيه وعدد محدود المسموح لهم بالدخول لجنه السفاره يوميا..ورغم أنه رجل أعمال محترم وباسبوره مرصع بتأشيرات كوريا واليابان ودول أوربيه أحرى..جاء موعده أخر أغسطس ولم تفلح الوسايط أو المعارف فى زحزحه الموعد..اﻷخر يعمل فى جنوب أوربا مستشار معمارى مهم..ولكنه تأخر ف التقديم لطلب اﻷجازه ولم يستطع الحضور..من ناحيتى لم أرغب فى البقاء بالقاهره ومواعيد عملى والطيران حتمت الذهاب الى باريس فى الموعد المقرر ١٨ أغسطس بالساعه.
صدام الحضارات المسنمر..بين حضاره "أنت مش عارف أما مين"و"حاأجى أن شاء الله..بس أنت روح اﻷول"..من ناحيه..وحضارة..النظام والدقه والنخطيط..من ناحيه أخرى..هذا الصدام.. أوصلنى لباريس صباح اﻷتنين وحيدا..مبتسما..ليلقفنى أحد مسئولى الجمارك فى مطار شارل ديجول..
لاأدرى أن
كان شكلى المثير للريبه جارا ورائى حقيبتان منتفختان وقادم من القاهره..أم الصدفه واﻷختيار العشوائى..أم بركه دعا الوالدين..هى السبب
وكان تفتيش لكل حقائبى بأدب وجديه ودقه..فتح الشنطه اﻷولى فلفحته نسايم القاهره
كل ملابسى الداخليه بعرقها وسخامها وقمصانى المهببه وعدد من التى-شيرت" تحولت ألوانها الى درجات الرمادى..مكدسه بها..مافيش لاوقت ولاقدره على غسيل الملابس..أرميها فى الشنطه الكبيره وخلاص..وفى القلب من أكداس العرق حقيبه بها شيشه هديه لصديق كندى عمل لفتره طويله فى قوات حفظ "السلام" بالبوسنه وسوريا ومصر وذهب لأفغانستان..ونفسه ف شيشه بلدى ومعسل تفاح..طوال الوقت والحوار دائر بيننا..سألنى بالتفصيل عن كل شئ..بأدب وحزم.
.تشقق وجهه عن أبنسامه حين عثر على بعض الكتب مدسوسه فى الحقيبه..تأمل العنوان لحظه فسألته أن كان يقرء العربيه..فهز رأسه..أدركت أنه مغاربى مهاجر الجيل الثانى أو الثالث..ماشى..بقيه التفتيش كان نكته..كام باكو معسل السلوم على تفاح..والمزيد من الكتب فالمزيد من الكتب..وشيشه أخرى صغيره مدندشه هديه للديكور لصديقه أخرى..أزدادت دهشته حين عثر على علبه سيجار كوبى فاخر..ولكنه لملم الحقائب وتركنى أخرج.
.تأشيرة الدخول حصلت عليه ف ٥ ثوان هو الوقت الذى أستغرقه ضابط الجوازات لتأمل صورتى والعثور على صفحه لوضع الختم
الله يجازيك يارامز ياشرقاوى..ألتقيته فى القاهره ولمده ٥ ساعات نشيش ونتحدث..أحضرت له كتاب كان طلبه منى..وأهديته روايه أخترتها بخبث..فرد الهديه بمجموعه كتب على ذوقه..قرأت منها بالقاهره "فاصل للدهشه" روايه لمحمد الفخرانى..و"الفاعل" لحمدى أبو جليٌل..أصابتنى اﻷولى بالفزع وليس الدهشه..رامز وعدنى بلقاء ثانى لم يحدث..وباﻷعمال الكامله ليحى الطاهر عبدالله..ولم يأتنى بها..المهم يوم اﻷحد قبل سفرى هرولت على المدبولى لشرائها فقد طلبها منى الصديق العزيز د.وليد..ووقعت ف أيد بياع أبن جنيه..خرجت من المكتبه بحوالى العشرين كتاب معظمها روايات للشباب وبعض الكتب التى أدرك أنها ولوله وعويل عن أحوال المحروسه..عادى جدا..!! وعشره جنيه هى كل مابقى معى للتاكسى حتى المنزل..
وهى الكتب التى دسستها فى أركان حقائبى وحقيبه الضهر..وأدهشت أخونا بتاع الجمرك فى مطار شارل ديجول..
النكته أنى كنت أدور فى شوارع باريس وأجلس على مقاهيها أو اركب مترو أنفاقها وأنا أتصفح كتاب أسامه غريب..مصر ليست أمى

10 comments:

The Z. said...

حراااااام عليكم انا اليوم راجع من باريس...قولولنا كنا نلتقي، و الله فرصة و ضاعت...

عباس العبد said...

أنا دلوقتى شايل الذنب ضعف
أولاً لأنى سافرت سفرمفاجىء و مكلمكش يوم السبت , حتى حفصت ماقبلتهاش و لا شفت حد و الذنب الانى انى غيرت " ذات " بكتاب تانى , و جبت " الأعمال الكاملة للطاهر عبد الله " , قولى انا أعمل إيه دلوقتى
اتلخمت فى السفرية و الشغل
====

عم مينا said...

حمد الله علي السلامة يا أبو فارس
أنا سمعت عن كتاب "مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا"
العنوان فعلاً غريب و يشد.. أنا بعد اذنك هبقي أسحبها منك أما تخلصها

طبيب نفسي said...

حمد لله علي السلامة .. يا راجل يا طيب
والله يا خالد ليك وحشة ..
باريس .. مدينة الجن والملائكة والنبيذ الطيب و الجبن الفاخر، علي فكرة أنا هأبقي في باريس و نيس في أخر ديسمبر وهأقضي الكريسماس هناك ياريت تفكر وتجيب العائلة و البيت في نيس فاضي ويساع م الحبايب أربعة - انت وسارة وفارس ونائلة -.
وبعدين كويس انك رجعت .. يمكن لو كنت طولت كان قصر عابدين والمتحف المصري ومحطة مصر اتحرقوا نتيجة ماس كهربي..
جبت الاعمال الكاملة ليحيي .. تبقي صاحبي وأخويا وحبيبي وكفاءة.
تيجي بقا من عند رامز أو هرمزان أو مصطفي البابي الحلبي مش مهم انت عارف انا راجل نفعي غير أخلاقي غير وطني بالمرة.
مصر ................ أصبحت مجرد إحتمال لإضاءة خافتة
الموضوع ياخالد أصبح أكبر من صراع حضارات .. لقد تغير المشهد كثيرا، وتراجعت الرحمة وانتحرت السماحة، وأصبحت مصر وطن مجازي يتحدث بإسمه الكذابون والمنافقون والنضاليون ذوي البدل الداكنة أو اللحي الطويلة أو بين هذا و ذاك.
بعد زيارتي لمصر في ديسمبر الماضي ليس عندي أي رغبة في معاودة الزيارة ..
كل مرة أشوف الحزن اللي حاطط ع الناس يترجرج في عيونهم سؤال مالوش جواب، حزاني والهم راكب علي رقابيهم والفقر ممزع أخر خيط في جلابية الستر اللي بقت فضحاهم أكتر ماهي ستراهم .. مذهولين من التغيير وعدم التغيير وكأن نداهة التوهه ناديتهم فلبوا النداء .. غرقانين في وحل اليوم والاذاعة والجرايد الكدابة والشيوخ الكدابة والزعما الكدابة والتاريخ الكداب والشعارات والكلشيهات والمسوخ .. والدين المزور والدين الكداب ، مستنيين معجزة من عند ربنا كأن ربنا عنده توصيل الطلبات للمنازل .. يا أخي لو ربنا ده طيب قوي كده كان نزل عليهم مطر من عيش فينو وجبنة و زيتون وكمان شقق وفيلات وعفش وسجاد وبالمرة شغلات حلوة .. بس محصلش ... مش بيقولك ان الله مع الصابرين.
معلهش انت عارفني متشائم من ناحية تغيير مصر ، انت اكثر مني تفاؤلا ..
انا فاكر كان فيه فيلم لخان اسمه عودة مواطن سنة ١٩٨٦ ايامها كان عندي ١٧ سنة .. برغم اسلوب الرمز التمانيني الا ان الفيلم بيقدم صورة واضحة لعجز الطبقة المتوسطة أمام المتغيرات سواء خارجية أو داخلية . ففي الفيلم أحمد عبدالعزيز بيقول ليحيي الفخراني: البلد دي مش بلدنا يا شاكر ..
بعد أكتر من ٢٠ سنة .. لسه الناس بتقول نفس الكلام.
مصر .. ذكري ينبغي أن تبقي كما هي - علي الاقل بالنسبة لي -

حمد لله ع السلامة يا مان مرة تانية
وفعلا المرة دي اعذرني علي الإطالة.

ابو احمد said...

الف سلامه ياابو فارس مع انى ملحقتش أشبع منك لكن خمد الله على سلامتك

أبوفارس said...

زيكو يابطل
..فعلا كانت تبقى فرصه سعيده جدا لو أستطعنا اللقاء فى باريس..معلهش خيرها فى غيرها..
العالم أصبح صغير جدا والحركه فيه أصبحت سهله بشكل كبير..مش بعيد نلتقى أن شاء الله فى مكان ما..تحياتى
بس قوللى هنا كنت بتعمل أيه فى باريس ياولدى..؟؟ تحياتى..خالد
***********
باشمهندس رامز..
أولا أنا سعيد بالتعرف عليك شخصيا وسعيد باللقاء المركز السريع ..وكنت أتمنى نقدر نتقابل تانى حتى نستكمل حوارنا..وأفهم منك ماغٌمض عليا..واﻷهم كنت عاوزك معايا فى المدبولى ننتقى الكتب سويا ﻷنى كنت بأختارها عميانى كده..أشتريت كل اﻷعمال اللى أنت نوهت عنها فى مدونتك والباقى بالشبه..عموما ملحوقه الجايات أكتر م الرايحات..ماتهم كده وتيجى عندنا شويه عند عم مينا وشويتين عندى..مش حانغلب فيك
وبالمره تجيب الكتابان معاك.!!!.تانى سعيد بالتعرف عليك..وأرجو أن تستمر الحوارات وتمتد..تحياتى..خالد
***********
عم مينا
الكتاب وصاحب الكتاب تحت أمرك..أتصلوا تجدوا مايسركوا..تحياتى..خالد

قبل الطوفان said...

حمداً لله على السلامة

اشتقنا لك يا عزيزي
يبدو أنني هذه المرة سأنحاز إلى د. وليد. أشعر في الفترة الراهنة بالحزن والضيق نتيجة ما يحدث في مصر وللمصريين، بأيديهم!
حمدي أبو جليل روائي ساخر من أبناء سيناء، أعرفه جيداً..وهناك أصوات صاعدة في عالم القصة والرواية في مصر، أتمنى أن تكون حصلت على روايات نائل الطوخي وطارق إمام ومحمد علاء الدين ومنصورة عز الدين وإبراهيم فرغلي..إلخ
المهم أنك وضعت يدك على الأعمال الكاملة ليحيى الطاهر عبد الله..وهو المطلوب

أبوفارس said...

د.وليد
..أعمال يحى الطاهر موجوده وستصلك بأذن الله فى أقرب فرصه..أسرق منها البعض الذى لم أقراه حتى اﻷن..أما أنه سيحدث تغيير ف المحروسه فلن يحدث شئ..فستظل مصر طافيه كجثه الغريق فى منين أجيب ناس لنجيب سرور حتى يأذن رب العباد..وتعبير
Floating
أستعيره من حوار ممتع مع صديق جديد-قديم تعرفت عليه شخصيا بالقاهره..أيهاب (واحد مصرى)..الطبقه المتوسطه فى حالة رعب من أنفجار الفقراء المهمشين المحيطين بالقاهره فى العشوائيات..ولتفادى هذا تلك الطبقه مستعده لقبول "تجاوزات" اﻷمن وأكثر من ذلك..أمتلئت أذنى شكاوى من كل شئ وبدون أستثناء..مافيش حاجه واحده كويسه..تعليم صحه رياضه مرور ألخ ألخ..الشكوى من الفساد أصبحت ممله..وكأن المفسدين هبطوا بر مصر من المريخ أو المشترى وليسوا نبت أصيل من وادى النيل..ورغم ذلك مظاهر الثراء المستفز تصفع العين كل خطوه وكل لحظه..المحروسه أصبحت ظاهره أجتماعيه-سياسيه-ثقافيه-دينيه عصيه على الفهم والتحليل..وأهى ماشيه وخلاص كالمرور فى ميدان العتبه..ولعل حولر تليفونى ماراثونى من أياهم يتيح لى فرصه لترتيب أفكارى المشوشه حتى لحظتنا تلك..والله قضاء الكريسماس فى نيس فكره ممتازه ربما نستطيع ترتيبها والقيام بها..لم أرى نيس بعد..أبا نور نسيت أجمل مافى باريس.."الباريسيات" من كل اﻷجناس واﻷلوان والملل والنحل..شئ ممتع للعين مبهج للفؤاد..تحياتى وصادق مودتى..خالد

أبوفارس said...

د.ياسر
منور دائما المطرح والمكان..أنا أيضا أضم صوتى للك وللدكتور وليد..قاهرتى قاهره السبعينيات وأوائل التمانينات لاعلاقه لها بالموجوده اﻷن سوى بعض الظلال الباهته وتشابه فى اﻷسماء...وأصبح الذهاب فعلا مؤلم وبالذات لمن هم مثلى..ولولا حفنه من أصدقاء العمر أشتاق أليهم وبقيه من اﻷهل لما ذهبت!! لاأستطيع الجزم لأنى غير متابع..ولكن عندى أحساس أن هناك جيل جديد من المبدعين سواء للروايه أو القصه القصيره يبدع فى مصر وربما تكون تلك هى الظاهره اﻷيجابيه الوحيده التى أستطيع رؤيتها..فهل هى ظاهره تشبه ظاهره أدباء العمل الواحد التى أجتاحت أمريكا بعد حرب فيتنام حين كتب العديد من العائدين عن تجربتهم الشخصيه..وتلقفتها ماكينه النشر وهوليود بعدها..هى أعمال نتيجه العك اﻷجتماعى..هل سيخرج منها شئ جديد؟؟لاأدرى..ربما يسنطيع ناقد مبدع مثلك تفسيرها وتبويبها..ﻷنى مثلا فى المدبولى كنت أنتقى الكتب عميانى بلا أى توجيه ﻷسماء لاأعرفها ومعظمها فعلا العمل اﻷول..شاكر على المرور والتعليق الكريمان..تحياتى وخالص مودتى

أبوفارس said...

أبو أحمد..ياصديق العمر ولاأنا يامجدى شبعت منك ولا من شريف ولاطارق ولم يتيح لى الوقت لقاء آخرين كنت أود لقائهم..ولكنى كما أسميتنى "طائر"..لازلت أركض وأجرى ولاأستقر..ربما يمد الله فى عمرنا ويدينا الصحه لنلتقى ونجلس لنستكمل حوار بدء من ٣٣ سنه ولم ينتهى بعد..تحياتى ياراجل ياعجوز وخالص محبتى..خالد