العلاج بالصدمه هى فلسفه أقتصاديه تعتمد على أستغلال لحظه تكون فيها المجتمعات فى حاله ذهول بعد صدمه سياسيه أو أجتماعيه أو طبيعيه حتى لدفع أكثر أنواع الرأسماليه تحررا من التنظيم وأكثرها توحشا..كما حدث فى أمريكا بعد ١١ سبتمبر مثلا حين تم "خصخصه" الدفاع والهوم سكيوريتى..وأتاحت الفرصه للهجوم على العراق..
الرأسماليه تعتمد على النمو..
وهى تنمو فى أتجاهين رأسى وأفقى..
رأسيا بتعقيد العمليه اﻷنتاجيه نفسها والدفع الى اﻷسواق بمنتجات جديده أعلى سعرا وأكثر ربحيه والتخلى عى منتجات تؤدى نفس الغرض بدعوى التطور..
مثلا فى مجال بسيط كاﻷستماع الى الموسيقى تطورت أجهزه اﻷستماع من البيك أب القديم للكاسيت للوكمان حتى وصلنا الى اﻷى بود الذى يحتوى على ٢٠٠٠ أغنيه ولسه..
وربما يكون التسليح والدفاع هو أكثر تلك المجالات وضوحا فدبابات الخمسينات حل محلها أخرى أكثر فتكا وأعلى سعرا ومثلها الطائرات..وغيره..
التوسع اﻷفقى يعنى توسع جغرافى حين تدخل الرأسماليه أماكن ومناطق لم يكن لها فيها تواجد كما حدث فى الكتله السوفيتيه مثلا أو -وهو ماأثار أستغرابى شخصيا- منطقه الخليج العربى..فرغم الثراء الفاحش والتدفق المالى الضخم الناتج عن عوائد البترول لازال أكثر من ٨٠% من العمليه اﻷقتصاديه فى تلك المنطقه فى يد الحكومات..ومناوله بعض تلك العوائد فى شكل عقود محدده أو عطايا ﻷفراد أوز شركات مهما كان حجمها لايعنى رأسماليه بالمعنى العلمى والعملى..فهو شكل بدائى جدا من أشكال النشاط اﻷقتصادى..
أو توسع وأمتداد فى مجالات لم يكن للرأسمال تواجد فيها حتى فى أمريكا مثلا كالتعليم والرعايه الصحيه..
بعد أعصار كاترينا تم أعاده بناء النظام الصحى والمدارس فى المناطق المتضرره بواسطه شركات خاصه وللوصول الى تلك الخدمات على اﻷهالى اﻷن دفع رسوم..وهذا لم يكن ليحدث ألا بعد صدمه الدمار الحادث بعد اﻷعصار..العقود الصخمه التى حصلت عليها شركات الهاى تك من اﻷداره اﻷمريكيه للمراقبه والتصنت واﻷستماع حتى على اﻷمريكان أنفسهم ماكان لها أن تمر بأى حال لولا صدمه الهجوم اﻷرهابى على أبراج التجاره العالميه..ونقطه أخرى لفت نظرى لها د.وليد عبدالله فى حوار تليفونى ماراثونى أخر تمرير قانون "الوحده الوطنيه" الطبعه اﻷمريكى والذى قضى على كافه الحقوق المدنيه التى حصل عليها اﻷمريكان فى خلال نضال حركه الحقوق المدنيه ﻷكثر من نصف قرن تمرير هذا القانون بتلك السرعه ومن خلال قراءه واحده فى الكونجرس اﻷمريكى ماكان ليحدث لولا حاله الصدمه التى أصابت المجتمع اﻷمريكى كله ..هذا القانون أعطى الغطاء الشرعى لعمليات التجسس حتى على المواطنين الأمريكان والفرصه لتتوسع شركات الهاى تك وتصل أسهمها ﻷسعار فلكيه..أداره الهوم سنيوريتى حصلت على ٦٠٠ مليار دولار فى السنوات التاليه لسبتمبر المجيد..معظمها ذهب فى شكل عقود لشرات خاصه..للمقارنه الناتج القومى لمصر بعمالها وفلاحيها وجيشها ورئيسها ونشيد بلادى بلادى أقل من مائه مليار سنويا..
شركه لوكهيد أكبر مورد للسلاح لوزاره الدفاع اﻷمريكيه حصلت على عقود بأربعين مليار دولار حتى نهايه ٢٠٠٥ وبفضل هذا التدفق تضاعف سعر أسهما فى وول ستريت
شركه "بلاك واتر" للأمن الخاصه تضاعف حجمها سبعه عشر مره فى نفس الفتره وتحولت من مجرد شركه بودى جاردات لنجوم السينما ألى جيش خاص بكل معنى الكلمه لها فى العراق أكثر من ٣٠ألف من المرتزقه تصل رواتب بعضهم ألى ٩٠٠ دولار يوميا..!! وحجم تعاملاتها غير معروف وأن كانت أقل التقديرات تصعه فى حدود١٠ -١١ مليار دولار..
.أحد أهم اللاعبين فى مركب رأسماليه الكواث هذا هو شركات المقاولات..نحن نتكلم هنا عن شركات فى حجم الدول مثل بكتيل.. سى سى سى.. هاليبورد التى يعمل لديها "ديك تشينى" نائب الرئيس اﻷمريكى..هذه الشركات هى المستفيد اﻷكبر بعد كل مصيبه أيا كانت..أعصار كاترينا..التسونامى..أعاده أعمار العراق أو لبنان..ولتستطيع العمل يتم أعفائها من كافه القيود والشروط والقوانين فى مناطق الكوارث تلك..
فى العراق مثلا قانون اﻷستثمار الذى أصدره بريمر كان بمثابه الحلم لتلك الشركات..تحويل كافه اﻷرباح..لاقيود على نسبه تشغيل محليه..لاضروره ﻷعاده اﻷستثمار فى العراق بأر شكل..قيمه العقود تجاوزت ٣٠مليار دولار حتى نهايه ٢٠٠٦..
فى أمريكا ونتيجه تزايد عدد الجنود اﻷمريكان المصابين فى العراق -حوالى عشرين ألف- تم خصخصه المستشفيات العسكريه وتدفقت مليارات الدولارات فى قطاع الصحه الخاص..المدير التنفيذى لشركه لوكهيد وبأستخدام اﻷرباح التى جناها من عقود البنتاجون..أشترى شركه مقاولات ضخمه وشركه أداره مستشفيات محترمه..فى قرار صفقت له دوائر المال..ووصفته بالمنطقى..وهكذا تحولت شركه لوكهيد الى قاتل صانع للسلاح.. وبنٌاء للمدن التى تهدمها طائراتها.. وشافى للجرحى من جنود أمريكان أو عراقيين وأهو كله بيزنس..؟؟!!
فى خطاب الوداع ﻷيزنهاور الرئيس الجمهورى اﻷمريكى حذر الشعب اﻷمريكى من خطوره مركب السلاح-الصناعه على الديموقراطيه اﻷمريكيه..أظنه كان سيصاب بالفزع مما يحدث اﻷن ومن حجم وقوه وقدره المركب الجديد الذى يقود الرأسماليه العالميه اﻷن ...مركب أقتصاد الحروب والكوارث..
فى منتدى دافوس السنوى فى سويسرا والذى يجمع كبارات السياسين من أول كوندليزا لغايه أقلهم أهميه كعمرو موسى..!! وأساطين البيزنس اللى بجد كان هناك ملحوظه غريبه جدا..مداخلات السياسين تركز على حجم التوتر فى العالم..من العراق للبنان للأرض المحتله لكوريا لباكستان لحروب أفريقيا المنسيه للمواجهه المحتمله مع أيران..ألخ..ألخ..وسط أبتسامات وسعاده رجال اﻷعمال والمديرين التنفيذين للشركات العملاقه بما حققوه من نمو وأرباح
War is not good for business.... war IS good business
هنا تبرز أسرائيل كالمثل اﻷعلى والنموذج الخالص لهذا التطور الجديد فى الرأسماليه مما يصع منطقتنا كلها ومستقبل أولادنا وأحفادنا فى خطر حقيقى تتوارى أمامه أحداث العقود الماضيه ..هذا يحتاج بوست خاص مفصل لخطوره الوضع شاهد هذه المقابله مع الكاتبه فيها الخلاصه..
2 comments:
الصديق الواعى أيهاب "واحد مصرى" لمس أهم النقاط فى سيكولوجيه رأسماليه الكوراث فى تعليقه على البوست السابق أضعه هنا ﻷهميته..شاكر سامصرى على المتابعه والمشاركه الهامه
"
أكاد ازعم ان الغالبية العظمى من الشعب المصري وصلت الي الحد الذي يتمنون التغيير ...مجرد التغيير و ليكن الابن خلفا لوالده و هذا ما نجح فيه النظام بممارسات عديدة و أساليب نفسية تقارب ما نوه عنه صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات السابق أيام عبد الناصر في كتابه القديم للغاية المسمي الحرب النفسية و تطرق فيه لذكر تجارب بافلوف معى الكلاب و استخدام ما يسمى برد الفعل المنعكس الشرطي و الموضوع فكرته سهلة اقصد ما يحدث الان فهو ببساطة وضع الناس و تعريضهم لضغوط كبيرة و تحديات مخيفة للجميع فيما يتعلق بالرزق و الحقوق و غيرها و تجويعهم الى حد الكفاف مع الابقاء عليهم احياء لان الهدف ليس القضاء عليهم بل الهائهم فاذا جاعت البطن تاه العقل و رزح الناس تحت أعباء اللهاث وراء لقمة العيش و ايحاد مصادر للصرف على تعليم ابنائهم و العلاج و غيرها من الحاجات...الاساسية و من ثم يمكن تسييرهم وقيادتهم فاذا ما قاوموا فليأتي هنا الدور المشؤم و العبث بالايديولوجيات و هذا ما شهدنا من محاولا ت مفتعلة لاضرام نار الفتنة الطائفية التي ستأكل الجميع لو استعرت نيرانها و محاولات أخرى للعبث الديني عن طريق الموظفين الازهريين و فقهاء السلطان و شهدنا فتاوى ماكرة في توقيتات اشد مكرا و هي ليست زلة و لا سهوا انما محاولات تدخل في اطار غسيل الدماغ
سيدي لا أعرف كيف أقدر يمكنني أن أعبر عن اعجابي بهذا البوست والجزء الذي سبقه.. والسؤال حقا الذي يتردد بذهني هو ما يدفعني لأن أترجاك في الإسراع ببوست ((ماذا عنا)) الذي تنوي كتابته.. حيث فعلا يشغلني ماذا نقدر أن نفعل في ظل نظام عالمي هذه صفاته وآخر محلي هذه عوراته.. المشكلة سيدي ليست في نظام سياسي لمبارك أو غيره.. المشكلة أكبر كثيرا.. لا رؤية لدينا للمستقبل ولا حد أدنى من الاتفاق بين القوى المعارضة المصرية المشتتة والمسيسة غالبا... وفرق كبير بين أن تكون المعارضة سياسية وبين أن تكون مسيسة.. ولا أرى للأسف معارضة سياسية في مصر ولكن أرى تسييسا زائد عن الحد
..
استمتع بقراءة كل ما تخطه سيدي
..
تحياتي واحترامي
Post a Comment