***
لابد من تجديد لوحه السياره هنا كل عام وهو نوع من الضرائب طبعا..عباره عن" ستيكر" ألزقه على لوحه السياره المعدنيه الخلفيه..يصلنى كل عام فى يناير أخطار بالبريد..وأقوم بالعمليه كلها أما بالتليفون أو فى أى مول أو شوبنج سينتر ..أقف أمام شاشه كمبيوتر ضخمه وباللمس على الشاشه أدفع الخمسين دولار وخلاص..نفس الشاشه أدفع من خلالها غرامات المرور البسيطه..تغيير العنوان على رخصه القياده أو كارت الصحه الذى يتيح لى كمواطن كندى التمتع بالرعايه الصحيه هنا بالمجان..وهى تبداء من الزياره الروتينيه لطبيب العائله-وهى صديقه مصريه أسكندرانيه دمها شربات وأخر مجدعه- حتى عمليات نقل القلب والكبد والعلاج من الأيدز حتى وبرضك كله بلوشى..
المهم السنه دى ماجاش اﻷخطار السنوى وكان لابد أروح مكتب المرور بنفسى لتجديد اللوحه وألا غرامه محترمه لو قفشنى عسكرى مرور..
أمبارح وصلت الواد فارس الصبح المدرسه ورجعت على مكتب المرور..اللوحه ع الباب بتقول أنهم بيبتدوا الساعه٩ صباحا لحد ٥مساء..انا كنت هناك ٩ ألا عشره قلت أقف أمام الباب الحق الدور..درجه الحراره يامواطن ١٢ تحت الصفر..توكلت على الحى القيوم ووقفت أمام الباب لمحتنى موظفه من جوه..شاورت بأيديها أدخل..زقيت الباب فتح..دخلت ..
٤ شبابيك مفتوحين وراهم موظفات مبتسمات زى القمر كلهم ..رحت للى شاورت لى..أديتها رخصه السياره والقياده..تك تك تك ع الكيبورد..تك تك طلع الستيكر..
مش أسكت وأمشى لأ اللماضه المصرى
ألا هو اﻷخطار ماوصلش السنه دى بالبريد ليه..؟؟
معقول..يمكن ضاع ف البريد..!!؟؟
هو فيه حاجه بتضيع فى البريد الكندى..؟؟
أخدتها الوطنيه والكنديين أهمه..
وتك تك تك ع الكيبورد تانى طلع أن عنوانى فيه غلطه..ياخبر أسود..راسها وألف قبقاب أنزلاق ع التلج تصلحه..
ياستى مش مهم
أبدا ورحمه جاك كارتييه لازم أصلحه
يادى العطله ياربى..دمغه بقى وختم الدب القطبى وتوقيع البيه المأمور ..ضاع اليوم ياولدى
تك تك تك تالت ع الكيبورد
..خلاص..
هو أيه اللى خلاص
صلحت لك العنوان
مش عاوزه أى أثبات بالعنوان فاتوره كهربا شهاده من أتنين موظفين مرتبهم فوق الميت دولار..حاجه زى كده
بصت لى ومافهمتش
ﻷ خلاص
وطبعا ده كله وسط سيل من ثانك يو وبليز ومرسى وويلكم -بدون شده-أحنا مش ف حصه دين.!!
كل الهرتله دى أخدت أقل من عشر دقايق وأنا خارج كانت الناس أبتدت تهل ووقفوا طابور زى العساكر..كله مبتسم كله
مستحمى وريحته حلوه..
أغسطس الماضى كنت فى القاهره..
أحد اﻷيام الحر جلست ع قهوه بره ع الرصيف أخد نفسى طلبت قهوتى الساده وكبايه الليمون الساده بدون سكر ولاتلج وحجرين معسل..
القهوه دى ياما جلست عليها .. وياما اتلميت فيها فى ليالى الشتاء الجميله مع أصدقاء ندبح بعض مناقشه فى ميدان الجامع لزم أمام أداره مرور مصرالجديده
أنا والعذاب وأداره المرور..
عالم تانى خالص..
خناق وسب دين وناس واخده اليوم أجازه عرضه وعالم بقالها ساعتين ف الشمس مستنيه بصمه الموتور ومشهلتيه وناس قاعده ع القهوه بتكلم نفسها ياولداه م اللى حصل لهم وعرق ورائحه بول حصان وكشرى وعيال خنافس جايه معاها عسكرى مراسله البيه اللواء عشان يشيل المخالفات ويرميها ف ملف واحد مالوش ضهر وناس خارجه مبتسمه جدد
الرخصه وكأنه أخد صك الغفران وضمن مكان ف الجنه وعالم حزينه طالعه ع الدراسه ملفهم هناك
...............
وتقوللى أكسبها
****
الخريف أجمل فصول السنه هنا..تتغير ألوان أوراق الشجر بشكل خرافى وتتحول الى لوحات فنيه شديده الجمال ..وتخيل معى أميال من الغابات وقد أشتعلت كلها بدرجات اللون اﻷحمر واﻷصفر والبنى كلها متعانقه وملتفه.
.كل عام نذهب أنا والعيال وأم العيال وأحيانا بعض اﻷصدقاء ﻷحدى الحدائق العامه لنستمتع بهذه السيمفونيه اللونيه الجميله وجو الخريف الرائع..
أثناء سيرنا فى المتنزه هذا العام فى أحد الدروب المؤديه الى بحيره صغيره نادانى أحدهم
تسمح أحتاج مساعده
رجل فى الستين تقريبا من ملامحه وملابسه أدركت أنه من أهل البلد اﻷصليين -هنود حمر ..اسكيمو.. زى ماتقول-ومعه ولدين صغيران فى عمر فاؤس أبنى أحفاده فى الغالب
أيوه أى خدمه
ساعدنى بس نمسك الطائر ده
طائر.. وأنا مالى ياعم شايفنى طالع رحله سفارى..طبعا قلت الكلام ده فى بالى ...وطائر أيه ده..؟؟ مش عصفوره ولافرخه..حاجه كده شكل البجعه بمنقار محترم ماشى على مهله وسط اﻷشجار
مش ممنوع الصيد هنا..ده أنا اللى بأقول
ﻷ أحنا حناخده البحيره ﻷنه مايقدرش يطير ألا لما يجرى شويه ع الميه عشان وزنه تقيل ولو سيبناه للمساء اﻷغلب حايموت.
.طب وأيه اللى دخله وسط الشجر أبن الهبله ده..ماعلينا..نظره واحده لفارس وساره واﻷثاره ولمعه عينيهم عرفت أنى لازم أساعد عمنا الهندى اﻷحمر ده..
ماشى ياحاج أتكل ع الله
خلع الجاكت وف لمحه ألقاها ع "البجعه"أو الوزه -معلهش قاهرى ماعنديش أى فكره عن طيور كندا- وهوب رفعها م اﻷرض
وصاح عليا أمسك المنقار بس
ياسلام...بس كده..البتاع ده كأنه فارس ساموراى عمال يلوش شمال ويمين..
لكن أنا المصرى ..أول من دهن الهوا دوكو..بقفزه واحده وبغباء شديد أصبحت أمام البتاع ده وجها لوجه.. وقيل مايفقع غينى أو يطير
مناخيرى قفشت منقاره بأيديا اﻷتنين وكأنى مسكت قرن طور
ومشينا للبحيره حوالى ١٢-١٢ دقيقه هو شايل الطائر ملفوف ف الجاكت وأنا قتيل على منفاره بأيديا اﻷتنين وماشى بضهرى كل كام خطوه اتكعبل فى طوبه والا فرع شجره والعيال عاملين زفه حوالينا ..وشويه ولقيت ناس تانيه بتتفرج يادى الفضيحه
اللى لفت نظرى فعلا هو هدوء هذا الرجل الهندى الأحمر التام... كان يتمتم بالأنحليزيه والفرنسيه للبجعه حتى هدأت وبطلت مصارعه معنا ..على مين.. أنا قتيل المنقار ده ..
وصلنا البحيره خضنا فى الماء بضعه خطوات وضعها على الماء تركت منقارها وفى قفزه واحده خرجت على الشط تمشت بهدوء ثم أسرع ثم أسرع فردت أجنحه ملائكيه ضربت الماء بأقدامها وطارت بجلال وجمال
نظر ﻷحفاده وقال
لو دارت وطارت فوقنا فهى تشكرنا..
وقد كان... دوره كبيره ..أنخفضت قليلا... رفرفت فوق رؤوسنا ..وأتجهت جنوبا وسط صياح وصريخ اﻷولاد
نظر لى بهدوء ..هز رأسه ..أعطانى ظهره مقتادا أحفاده ومشى.. أختفى فى أحد دروب المنتزه..
وانا أرتعش