Sunday, November 12, 2006

أفتح ياسمسم

فى أحد التعليقات على أحدى المدونات لفت نظرى أن اﻷخ يلعن اولئك الذين يؤخرون أنتصار اﻷمه بعدم حضورهم لصلاة الفجر ...!! لم أفهم فى اﻷول وأعدت القراءه وبرضك مافهمتش...ثم تذكرت ...من شهور سمعت شاب محامى مصرى -ﻻ فض فوه- يفتى فى قناة الجزيره بأننا -المسلمون- سننتصر حينما يزيد عدد مصلى الفجر حاضرا عن عدد أولئك الذين يذهبون لصلاة الجمعه عندها سينادى الشجر والحجر على المسلم "أن خلفى يهودى ....تعال فأقتله ..!!" ﻻأتذكر موضوع الحلقه وﻻأظن أنى أكملتها...ولكن تكرار المقوله وغيرها جعلنى أتسائل هل هى ظاهره فرديه أم جزء من منظومه فكريه أعم وأوسع نتناقش فى جزئياتها وتغيب عنا كليتها...؟؟؟؟هل هى نظره سحريه للعالم ....بمعنى أننا ننتظر تدخل قوى خارقه عابره للعقل لصالحنا وبلا أى مجهود منا سوى القيام ببعض الطقوس مثل حضور صلاه الفجر ليتكلم الحجر والشجر...!!!!هل هذا تفسير لما رأيته من مبالغه فى مظاهر التدين فى مصر حتى تحولت شعائر اﻷسلام البسيطه أساسا الى مجموعه من الطقوس يجب أتباعها بدقه مبالغ
فيها لتتدخل القوى السحريه الخارقه لصالحنا....لعل المثال اﻷهم هو الفهم المتداول لتفسير الثروه البتروليه التى

هبطت على الجزيره العربيه
فقد رزقهم الله من جيث ﻻيدرون ﻷنهم بيطبقوا اﻷسلام صح....!!! طبعا أى كلام نقوله عن أن البترول ظاهره جيولوجيه أستغرقت ملايين السنين لتتكون.... أو أن الحظه قد حانت اﻷن ﻷستغلال البترول نتيجه التطور العلمى واﻷختماعى ....أو أن البترول ظهر فى مناطق أخرى من العالم بغض النظر من يسكن فوق اﻷرض... ﻻيتم الرد عليها...هذا ماأدعوه نظره سحريه للعالم .....وبالتالى هناك طقوس يجب اﻷلتزام بها بدقه حتى ينفتح هذا العالم السحرى ....فتأتى أهميه طريقه معينه للوضوء مثلا أو أهميه تقديم القدم اليمنى عن اليسرى حين دخول مكان...فأذا فعلنا كل هذا ولم يحدث شئ...ﻻبترول طلع وﻻشجر أتكلم وﻻيحزنون...الخطاء عندنا أحنا... لم نتبع الطقوس بشكل سليم يبقى نزودها شويه...النقاب بدل الحجاب والمبالغه فى صلاة التراويح مثلا....اﻷهتمام بالتفاصيل الطقسيه حتى ترضى القوى السحريه وتنفتح الثروات وتهل اﻷنتصارات...فى أحدى أحاديث الشيخ الشعراوى قال أن توحيد الجزيره العربيه تحت حكم آل سعود هو تدبير آلهى حتى يتم أنفاق أموال البترول على توسعه الحرمين المكى والنبوى....كذا تحول حدث تاريخى تتفق أو تختلف معه الى تدبير آلهى ﻻيجوز أنتقاده.....وفى حديث أخر ذكر أن أبن الغنى قد يمرض وﻻ يفلح معه أنبغ أطباء العالم فى حين أن أبن الفقير يشفى بقرص أسبرين.....السحر مره ثانيه...السوال اﻷن لماذا تبنت فئات أجتماعيه مختلفه مثل هذه الدعوه فى مصر ماذا تقدم لها من غطاء أيديولوجى....

5 comments:

Malek said...

دكتور ابوفارس
تتبنى الفئات الاجتماعية المختلفة افكارا مضادة لمصالحها في اطار ما اسماه جرامشي فلسفة الحس العام و عن طريق آليات صناعة الموافقة التي تكلم عنها رونالد نايبور و فصلها تشومسكي وهرمان

وفي كل الاحوال الخطاب السائد لا يمثل الخطاب العملي في كثير من الاحوال بمعنى
ان كثير من الفئات الاجتماعية التي ليس من مصلحتها تبني هذا الخطاب الانتحاري تتبناه كنوع من الثقافة
يعني ببساطة انا مع الدفاع عن الاسلام لان الاسلام في خطر ولان الغرب متربص بينا الخ...من كل هذه الترهات
ده يحدث على مستوى حوار بينك وبين شخص من هذه الطبقة او الفئة التي تمثل الطبقة المتوسطة الجديدة التي لا تعمل في القطاع الحكومي او العام

ولكن على مستوى الواقع ستجدان الواحد منهم بيصدر لامريكا لو كان صناعي
او بيشتغل في بنك استثماري هو فرع لبنك امريكي او غربي
او بيستخدم منتجات امريكية والمانية ويفضلها عن المصرية الخ..
لماذا لان هذا هو الواقع الفعلي
هي شيء مشابه كده لقلوب الناس معك وسيفها مع بني امية

طب ليه؟؟
اعتقد ان حالة الازدواجية دي تكرست عبر سنوات من الكبت و الانهيار الثقافي العام الناجم عن تكريس ثقافة الموافقة غير النقدية في كل مستويات الحياة
وايضا عبر تكلس فظيع تعاني منه الحياة الثقافية في العالم العربي
معظم الكتابات لناس فوق الثمانين يا دكتور

وطبعا ممكن نذكر ايضا تغول واستفحال حالة ثقافة الكليشيه
التي تمثل التعبيرات المطاطة والرنانة دون بحث حقيقي لان محدش عايز يتعب ومش مفروض اتعب نفسي كمان في الثقافة كفاية انا تعبان في الشغل
يعني الانسان ذو البعد الواحد
محدش يا دكتور عاد ممكن يهتم بانه يشوف سينما حلوة ولو حيشوف يبقى هجص وهكذا
لكن التطور التقني يعني تطور قوى الانتاج يؤدي لكسر هذه الحلقة وهو مانراه في ظهور جيل جديد متساءل و مندفع ويقبل النقد ويبحث عن الجديد
ايه اللي حيحصل
معرفش
ربنا يلطف بينا
ودايما عامر يادكتور ميت فل عليك
اسامة القفاش

أبوفارس said...

د.أسامه شاكر على المتابعه والتعليق الذى يظرح أسئله ويدعو للتفكير...اهمها كيف نخرج من هذه الدائره الجهنميه...وعى مقلوب يزيد من الأزمه فتبالغ الفئات الأجتماعيه ذات الوعى المزيف أو المقلوب فى غيها وتمترسها خلف هذا الوعى.....هل الأجابه هى أزمه أجتماعيه طاحنه لتكتشف هذه الفئات زيف وعيها وعدم صلاحيته لمجابهه واقع شديد المراره...أم أن العمل الفكرى البنائى كما تفضلتم هو الأجابه...والله أنا مش عارف...تانى شكرا للمتابعه والتعليق ومد جسور التفكير والتفاعل.......خالد

Malek said...

د.خالد ابو فارس
تحياتي القلبية
اعذرني لتطفلي على مدونتك باستمرار
الحقيقة الحزن النبيل من صفات العقل والنضج لكن التشاؤم من صفات الخطاب الانتحاري التي تتلبس شكلا آخر هو اليأس
لا استطيع ان اكون حرا و مسؤولا و عندي القدرة على اي اختيار و بعدذلك ارى اليأس حلا
لآن الاختيار المتسق مع الفكرة عندئذ هو الانتحار
وهو ما فعله البير كامو مثلا
اعتقد ان ثمة امكانيات كبيرة وانها في طور التحقق والوجود
في مصر والدول العربية وايضا في تواز ونتيجة لتطور كبير في قوى الانتاج المتاحة وايضا في علاقات الانتاج والرأسمالية بالمفهوم التقليدي لم تعد قائمة
بل ازعم واعتقد ان هناك الكثير من الادلة والشواهد التي تؤيد هذا الزعم وثمة كتابات كثيرة ايضا في هذا الاتجاه
ازعم اننا تجاوزنا مرحلة الامبريالية بالمعنى اللينيني والماوي
فكرة العولمة بكل ما فيها من تغير وترابطات وتشبيك الخ تحتاج من المفكرين الماركسيين الى انتباه وخاصة في العالم العربي
وليس من قبيل الصدفة ان نجد مثلا تشومسكي الفوضوي التحرري ومن يقرأ ماركس الشاب دائما
وفردريك جايمسون المفكر الادبي و تيري ايجلتون وغيرهم يقدمون في هذا الاطار الكثير والكثير من الافكار الجديدة المتعلقة بالجانب الايجابي لتطور قوى الانتاج في العالم اليوم والجانب الرائع للعولمة
وذكرك للهند وغيرها من الدول التي تقدم نماذج متعددة للنمو المغاير وايضا الحفاظ على تغعددية ثقافية واثنية رهيبة
يسير في هذا السبيل ايضا

مصر والعالم العربي في تقديري تعاني اساسا من حالة اختناق ثقافي تؤدي الى رعب مجتمعي وازدواجية في الفكر والفعل رهيبة
رصد احد المدونين و اسم مدونته احد هذا الموضوع بشكل عملي في قطاع السينما والترفيه مثلا
وايضا رصد اخونا الدكتور وليد هذا الامر في اكثر من تدوينة في مدونته الطواسين
وغيرهما الكثير
هذه كلها علامات ايجابية يا صديقي الجميل
ومن ثم اتصور اننا في حالة مخاض او انتقال
هل سيكون مؤلما في تصوري ان نعم
لكن تذكر معي نهاية مائة عام من العزلة
"لقد منحنا الدهر مائة عام من العزلة ..."وتلك فرصة لا تتكرر ابدا
ولابد من دفهع الثمن مهما كان باهظا
خالص تحياتي
اسامة

أبوفارس said...

د.أسامه...والنبى ده كلام تطفل أيه بس ..دا أنت منور البلوج..ومشرفنى بتواجدك وأهتمامك..ولفت نظرى ﻷشياء كثيره كانت غايبه عنى وخلتنى أقراء لناس محترمه بتنحت ف الصخر وتشعل شمعه أمل وسط سواد الليل الهمجى اللى كابس على مجتمعنا...بأختصار كده أخرحتنى من حاله أكتئاب ﻻ تليق ألا ببرجوازى صغير فاقد للمنهج والرؤيه العلميه للتاريخ وحركه المجتمعات...ده أنا اللى آسف أنى ضيعت وقتك ومجهودك..وبعدين ده أنا شرقاوى يسعدنى دخول الضيوف ويسعدنى أكثر أستضافتهم....بيتك ومطرحك يادكتور مرحبا بك فى كل وقت وأى وقت وكلامك على راسى من فوق..وﻻتقلق أنا قاعد هنا زى الحجر على قلب الغباء والسطحيه وياأحنا ياهما..والزمن والتاريخ معنا مش ضدنا ولو طالت اﻷيام.........خالد

Malek said...

د خالد الف الف شكر ربنا يخليك ويقويك
والشمعة التي ذكرتها تكبر بوجود حضرتك ودكتور وليد في الطواسين والشباب زي هيثم وشريف نجيب وغيرهم
زي ماحضرتك بتقول الزمن معانا ضد حثالة الحثالة دول