Monday, March 01, 2010

عائد من القاهره٠٠٠(٤)باقى حمولة الكتب

لم يكن كل ماحملته معى من القاهره من "المجعزات" الأدبيه٠٠تعرفت على حسام فخر من خلال "حكايات أمينه"٠٠مجموعه شديده الرقه والجمال٠٠رغم الشكل التقليدى لها٠٠اللغه الراقيه والحس الأنسانى فيها جعلها متعه حقيقيه فى القراءه...وقرأت بعض آخر من أعماله على مدونته
لاحظ أنه كهل من جيلنا التعيس
لسبب ما كان أسم "عزت القمحاوى" مألوف لدى ربما قرأت له أو عنه فى مكان ما لاأذكر ولكنى حملت روايته القصيره "غرفه ترى النيل" معى٠٠ولم أندم٠٠رغم أن أحداث الروايه تدور حول الأيام الأخيره فى حياة "عيسى" الصحفى اليسارى الكهل وهو يموت بمستشفى أستثمارى بالقاهره٠٠ألا أن الروايه بها أحتفال شديد بالحياه ورنه تفائل غريبه...على عكس ماقد يرى البعض٠٠
لذلك لم أندهش حين بحثت على النت وقرأت عن أهتمامه الشديد بالحسيه
وهو موضوع شبه غائب عن أدبنا الراهن ربما تحت ضغط هوس التدين الظاهرى٠٠٠الخلفيه السياسيه للروايه غير مُقحمه عليها بل تعطيها بعد واقعى٠٠وبشكل غير مباشر
على العكس من "طعم الأيام" روايه شديده التقريريه والمباشره قرأتها عسى أن أفهم بعضاً من هموم جيل التسعينات ولكنها زادتنى أرتباكاً
رواية "فََرج" لرضوى عاشور أفضل قليلاً من الناحيه الفنيه ولكنها أيضاً روايه مباشره تقريريه عن -تانى- خيبه جيل السبعينات الذى أنتمى أليه ...ورغم النوستالجيا التى رافقتنى وأنا أقرأها... بعض الأسماء والشخصيات أكاد أعرفها بشكل شخصى٠٠ألا إنى وجدتها خطوه للخلف فى مايمكن تسميته بالأدب السياسى أو الأدب "الهاتف" كما أسماه د٠لويس عوض من عقود...وكنت أظننا تجاوزنا هذا الشكل من الأدب التقريرى بعد كتابات مؤنس الرزاز
وأعمال مثل الأشجار وأغتيال مرزوق أو سعيد أبى النحس واللجنه مثلاً
منذ أن قرأت رواية "بازل" لحسين عبد العليم وأنا أبحث عن أعماله الأخرى ٠٠وقد كان ..عدت ومعى٠٠فصول من سيرة التراب والنمل والتى أعجبتنى رغم قصر نفسها... الروايه أقل من مائه صفحه...فى حجم "العسكرى الأسود" أو "رجال وثيران" مثلاً لعمنا يوسف إدريس
٠٠المواطن ويصا عبد النور بدت لى وكأنها أمتداد أو تقليد لفصول من سيرة التراب والنمل..وبالتالى لم تعجبنى كثيراً... أما سعديه وعبد الحكم فرغم الأحتفال غير المبرر بها بدت لى وكأنها تجميع ماده أو مسوده لعمل أدبى لم يكتب بعد٠٠فصول مفككه عن شخصيات لاتتفاعل سويا ومقتطفات مطوله من كتب التاريخ الوسيط أو محمد على ودخول الكلاب
البوليسيه للخدمه فى الشرطه المصريه٠٠ألخ ألخ٠٠وحتى أخر صفحه كان يمتلكنى الأحساس "هيهة وبعدين

أفضل ماحملت معى من القاهره كانت روايه يوم "غائم فى البر الغربى" شكلاً وحجماً٠٠لغةً وموضوعاًوكانت مفاجأه كامله لى كما كانت "عزازيل" من سنتان تقريباً٠٠لم أقرءلمحمد المنسى قنديل سوى مجموعه قصصيه واحده من سنوات٠٠ولكن تمكنه من أعتقال القارئ على مدى أكثر من ٥٠٠ صفحه دليل على تمكن شديد٠٠وبغض النظر عن أى ملاحظه عن صعوبه حركه فتاه بهذا الشكل فى مصر بداية القرن العشرين تظل الروايه متعه جماليه حقيقيه ٠٠وهوالأهم فى الأبداع الفنى٠٠المتعه
وكان منطقياً أن يتم ترشيحها لجائزة بوكر العربيه
ولكن بعد أن قرأت ماحدث هذا العام من حرب ضروس وتبادل للأتهامات والأستقالات تمنيت ألا تفوز٠٠وتظل بعيده عن العك العربى المزمن٠.وهو ماحدث فازت روايه أخرى لكاتب سعودى٠٠السؤال الأن هل مسموح بدخول الروايه للمملكه٠٠٠وأمجاد ياعرب أمجاد٠٠!!!!
كتاب خالد البرى "الدنيا أجمل من الجنه" كان على قائمه الكتب التى نويت شرائها٠٠وقد كان
٠٠أشد مالفت نظرى فيه هو صدق الكاتب الشديد مع نفسه وأحترامه لقارئه٠٠حين تحدث عن خروجه من الجماعه الأسلاميه٠٠وصف التفاعل بين عدةعوامل٠٠تشكك الأخوه فيه وفى مدى ألتزامه٠٠أكتشافه هو نفسه فداحه الثمن المطلوب للأستمرار فى الجماعه٠٠سجن وتعذيب وتشريدوربما قُتل كما حدث مع بعض الأخوه٠٠ولقدرته على التفكير النقدى وأهتمامه بالثقافه "الدنيويه" من أدب وسينما٠٠كل هذا تفاعل سوياً ليخرجه من الجماعه٠٠وبدلاً من أن يقضى باقى حياته نادماً أو تمزقه النوستالجيا لدفء اليقين٠٠بدء رحله أظنها تستحق المتابعه فى الأبداع٠٠تجربة الخروج من جماعه سياسيه مطروقه لدى اليسار على مستويات عده٠٠ولكنها أول مره أجدها لدى أحد أفراد التيار الدينى٠٠لغه خالد راقيه ومتماسكه بشده نتيجه أطلاعه على التراث العربى وحفظه للقرأن٠٠أفكاره واضح أنها تتحرك فى أتجاه منفتح٠٠مابقى لى الأن هو العثور على أعماله الأبداعيه

على مستوى شخصى بحت أرتشف وببطء شديد أشعار الصديق العزيز "على منصور" وتكون عادة أخر
ماأقرء ليلاً٠٠كتاب الصديق العزيز د٠ياسر ثابت فيلم مصرى طويل يحتاج لحديث ومزاج آخر أكثر جديه٠٠

4 comments:

بنت القمر said...

شغل عبده خال جميل جدا ليه رواية الطين ومجموعه قصصية قصيرة اسمها الاوغاد يضحكون عجبتني جدا ومرفوعه علي الفور شاريد
انسي انه سعودي وبص عليهم
:-))

أبوفارس said...

سيدتى٠٠أولاً شاكر على المتابعه والتعليق٠٠وعلى توجيهى لأعمال عبده خال وأين أجدها٠٠ولكن لابد من الأشاره إلى أنى لم أزح فى حياتى كتاباً جانباً لأن صاحبه سعودى أو يهودى أو سيده
أنا
سيدتى لاأقُيم الُكتاب ولا الكتب بجنسيه أو دين مؤلفيها٠٠أفضل روايه عربيه فى رأيى الشخصى موسم الهجره للطيب صالح٠٠عبد الرحمن منيف٠٠مؤنس الرزار٠٠الطاهر وطار.. حنامينا.. بعض أسماء ممن أعتز بهم٠٠فى الأدب "النسائى" د٠ياسر ثابت قدم فى مدونته عدة أسماء كلها لعربيات٠٠أعمالهن تتفوق على الرجال تتصدرهم الكاتبات السعوديات٠٠٠٠
تعليقى أساساً كان على العك المصاحب للجائزه بدون حكم على أى عمل منهم٠٠لم أقرء سوى -وبالصدفه- يوم غائم٠٠ولكن هل لاحظت أن أثنان وربما ثلاثه من المؤلفين يعيشون خارج الوطن العربى برمته بكل مايحمل ذلك من دلالات٠٠٠تحياتى سيدتى وخالص مودتى٠٠خالد

قبل الطوفان said...

سعيد بقائمة اختياراتك من القاهرة

عزت القمحاوي كان قد أصدر ضمن سلسلة "كتاب الهلال" كتاباً أدبياً فريداً اسمه "الأيك في المباهج والأحزان" عن الحواس والأدب.. عندي نسخة إضافية منه في القاهرة، سأحاول أن أوصلها لك في المستقبل إن شاء الله

محمد المنسي قنديل قدم عملاً ضخماً من حيث الحجم واللغة الأدبية. مازلت أذكر له مجموعته القصصية "احتضار قط عجوز" الصادرة ضمن مختارات فصول في ثمانينيات القرن الماضي

أيضا حسام فخر متمكن من أدواته، وهو عادة لا يقول إن المبدع الفذ صلاح جاهين هو خاله

أشكرك على أنك دائماً وأبداً تنحاز للجودة بعيداً عن أي قيود وهمية تتعلق بالجنس أو الجنسية

أبوفارس said...

د٠ياسر
٠٠كالعاده المختصر المفيد٠٠جمل قليله محمله بالمفيد من المعلومات٠٠زائد الحس الأنسانى المرهف٠
٠فعلاً قرأت عن "الأيك في المباهج والأحزان" ولم أقرءه٠٠ولازلت أبحث عنه هنا٠
٠المنسى قنديل بجديته ونفسه الطويل لمس ماأفتقده فى الكثير من الأعمال الجديده٠٠حموله الكتب خلصب٠٠قرأت ماقرأت٠٠وطرحت جانباً ماطرحت٠٠وعدت لما كنت أفعله قبل زيارتى للقاهره٠٠محاولة اللحاق بالجديد فى العالم الذى يركض حولنا بسرعة البرق٠
٠متابعتك تسعدنى وتعليقك كالعاده يضيف ثراءً للمكتوب٠
٠تحياتى وصادق مودتى صديقى العزيز٠٠خالد