زهقت من قراءه اﻷعمال الشبابيه الجديده الركيكه..سألت زوجتى عما تقرء اﻷن فأخبرتنى إنها تقرء أخر أعمال ياسمينه خضرا
والتى بدأت اﻷستماع لها من سنوات عندما كانت ممنوعه فى الجزائر وتسجيلاتها تأتى من فرنسا.
وتشتهر بجمال نسائها فى منافسه مع جميلات قسنطينه
سألتها أن كانت عجبتها.
.فردت :معقوله بس مش فى مستوى الطاعون
فقلت فى نفسى والله فكره لما لاأعيد قراءه الطاعون..ده وقتها وسط هوجة أنفلونزا الخنازير..!!!ولكنى تعثرت أثناء بحثى عنها فى المكتبه بأخر أعمال كامو
..والتى لم أقراءها
هى عباره عن مسوده أوليه لروايه وجدوها فى السياره التى توفى داخلها أثر حادث مرورى..منشوره كما هى بلا ذواق ولامونتاج..مسوده خام ١٠٠%..ولكن الكبير كبير ...كامو لو كتب قائمه مشتريات من بقالة "الحاج محمود" فأنها تستحق القراءه
هى نوع من الترجمه الذاتيه خلفيتها هى طفولة وشباب كامو فى الجزائر..وبها فقرات شديده العمق يتأمل فيها الحياه والموت..فى المجمل عمل جيد حدا
..ولكن
أستفزنى لحد ما الطريقه التى يتحدث بها عن الجزائريين أهل البلد..فهم مجرد إضافه أو ديكور..حتى أن الفصل اﻷول يتحدث عن العجوز العربى..والشابه العربيه..كذا بلاأسماء وكأنهم شجر مثلا
وبالتداعى تذكرت الدار الكبيره للكاتب الجزائرى محمد ديب ولكنى لم أعثر عليها..ماعثرت عليه هى الخبز الحافى لمحمد شكرى الكاتب المغربى..وجدت نسخه عربيه وحيده فى المكتبه العامه
لم أطق اﻷنتظار حتى أصل للمنزل جلست فى أول مقهى وأستغرقت فى قراءه نهمه..حتى أنى لم ألتفت إلى أحد رواد المقهى يسألنى إن كان المقعد اﻷخر على منضدتى خاوى يمكنه أستعارته..الروايه-ترجمه ذاتيه هى اﻷخرى لطفولة وشباب محمد شكرى..ولكنها مفزعه فى بؤسها..صادمه فى صدقها..يكشف عن الحياه فى أدنى درجات المجتمع أثناء اﻷحتلال اﻷسبانى لطنجه..والفرنسى لوهران..لم أستطع إلا مقارنتها بهوجه "اﻷعمال" التى تتحدث عن عشوائيات مصر..والتى قرأتها مؤخرا..لازالت "بازل" أفضلهم..ولكنها لاتصل لمستوى الدار الكبيره ولا الخبز الحافى..والباقى بصراحه لعب عيال..
***********************
***********************
طبعا أيدى اللى تستاهل قطعها أمتدت وفتحت
الموجوده ع الرف..هما أول سطرين وتلاقى نفسك مش قادر تسيبها
Maman died today.Or yesterday maybe,I don't know.I got a telegram from the home:"Mother deceased.Funeral tomorrow.Faithfully yours."That dosen't mean anything.Maybe it was yesterday.
أسلوب الجمل القصيره المركز..مباشرة للمعنى بلا تذويق ولاحذلقه ولاأستعراض..أسلوب شديد الصعوبه..والدليل..؟؟ الخزعبلات التى أتيت بها معى من القاهره
..ياااه أول مره قرأتها كان من سنوات طويله..وتركت أثر لاينمحى فى نفسى..أستعرتها وطلبت من ساره قراءتها...سألتنى أيه دى..طلبت منها أن تقرء ثم نتحدث...وقد كان..تحاورنا حول فلسفه العبث ..لامنطقيه الحياه فى مجملها والتمرد..وبدأت فى قراءه باقى أعمال كامو
********************
أما "عتبات البهجه" للعجوز أبراهيم عبد المجيد فقد قرأتها بعد تقريظ لها من مدونين جادين..هانى جورج وأحمد شقير
.ولم أندم
.روايه بسيطه جميله
.عجوزان يتأملان حالة البلد ويتعجبان لها..ويحاولان قضاء مابقى لهم من أيام فى هدوءوالحل الوحيد... العيش داخل بالونه أوفقاعه ينظران منها على العالم العجيب حولهم..الحديقه الصغيره المعزوله التى يجدان فيها بعض الراحه ويطلان من خلال روادها على العحب فى الناس والعلاقات هى رمز لهذه الفقاعه الشفافه
شخصيه "حسن " أحد الصديقان مثيره للتأمل..لم أقرء مثلها فى اﻷدب العربى..حيث تتأرجح حياته بين الواقع والخيال..ويقفز عقله بين اﻷفكار وتتشابك معه الحقيقه والأمنيات..الكاتب يقدم نقد حاد لحالة المجتمع بهدوء وبضربات ريشه فنان متمكن..لمسه هنا وتعليق هناك فتصل الفكره بلا هتاف وبلا أفتعال..وفى صفحات قليله قدم صوره بائسه بانوراميه للوضع..وبدون التضحيه بأنسانيه الصديقان..لم أملك ألا التعاطف الصادق معهم
بعد أن قرأتها تذكرت عدد من اﻷصدقاء الباقيين بالقاهره..ووجدت أن معظمهم فعلا خلق لنفسه مثل هذه البالونه..بل أن أحدهم وهو من أكثر أصدقائى دماثه أخبرنى أنه يتجنب
الخروج للشارع حتى لايحتك بالناس..!!! الروايه تستحق القراءه فعلا
***************
أما مايحدث فى المحروسه مؤخرا فلا يستحق المتابعه ولا التعليق..ناهيك عن التحليل أو التفسير..فقد وصلنا بالتهريج وأنعدام الجديه إلى أفاق تعتبر فتح جديد للبشريه..وأضفنا إلى مدارس أدارة المجتمعات من "سوشياليزم" و"كابيتاليزم" مدرسه جديده سيسجلها التاريخ بأسمنا وهى "اﻷستهباليزم"..وعليه العوض ومنه العوض
11 comments:
كتابين فقط في حياتي كلها من تنازلت عنهم
مائة عام من العزلة لفراغها من شيئ حقيقي بالنسبة لي
و كانت اول و اخر كتاب ارميه من ايدي و مديهوش فرصة تانية لاثبات نفسه
الكتاب التاني هو الخبز الحافي
قريته كله بالطبع لانه يشدك بجراته
لكن اول مرة يحصلي تقزز بشكل مش طبيعي من سرد سيرة حياته ادى بيا اني اهدي الكتاب لصديقة اندهشت ان حفصة اول مرة في حياتها تتخلى عن كتاب بمنتهى السهولة
اما عتبات البهجة
فصيحي يرجع فضل الاشارة ليها لهاني و شقير
بس انا اول من وضع قفلتها الاكثر من رائعة في بلوجي من اكتر من سنتين
عبدالمجيد بيصنع لي عوالم رائعة التفاصيل و جميلة الشعور بدون سبب ظاهر
يمكن من المفضلين عندي بعد محفوظ و الغيطاني سردا و عمقا في الحياة المصرية
مساء النور ابو فارس، كيف الاحوال؟ اتمنى من الله ان تكون و اسرتك بخير.
اما انا فتوقفت عن قراءة القصة و الرواية العربية من زمن، لأني للأسف لم اعد استمتع كما في السابق عندما اكتشفت هذا العالم على يد محفوظ و وطار و غيرهم....للاسف الذي يموت او يغيب لا يعوض و المستوى في انحدار متواصل و للاسف الشديد متسارع خصوصا لو كنت لاحظت دور النشر النص كم التي نبتت كما الفطر في غابة مهجورة، كل يوم تطلع دار نشر تنشر كتاب تافه ثمن الورق اكبر من حياة من عمل على الكتاب، كاتبا و ناشرا معا...آخر رواية قرأتها كانت للطاهر بن جلون و لو اني لا استسيغه بشخصه، لكني بكل تأكيد احب اسلوبه و احترمه جدا...و لو انه لا يرقى لشكري مثلا الذي بالمناسبة لم اقرأ له الخبز الحافي بالعربية الا السنة الماضية بعدما كنت قرأتها سابقا بالفرنسية، اظن ان الفرنسية كانت اقل حدة من العربية...الظاهر ان لغتنا تجرح على وجهين، على عكس لغات الناس الاخرى...
تحياتي لك و سلامي لكل الاسرة
زكرياء
د. خالد .. لقد تعدينا مرحلة الاستهبالزيم ها هنا ببلادنا الجميلة بمراحل وتطورنا كما فيروس الانفلونزا .
لم نعد نسمع اغانى وطنية منذ اعتزال محمد ثروت ، حتى اوبريت اكتوبر اللى كانوا بيعملوه كل سنة لغوه من سنتبن تقريبا.
دلوقتى دخلنا مرحلة جديدة اخدنا عليها بيتنيت جديد .. اسمها الديابوليزم. اللى بيتعمل فينا ماتعملش فى شعب قبل كده والافترا بقى على عينك يا تاجر .. والمصيبة ان الشعب بقى بيحب جلاده وعقله باظ من اللى شافه
جيت أقول صباح الفل
حفصه التنويه اﻷول لروايه "عتبات البهجه "كان من هانى..وجدتها ع النت ولكنى لم أقراءها ألا بعد تنويه شقير أيضا بها..وعجبنى أسلوبها الهادى وبنائها المحكم...الخبز الحافى قاسيه فى صدقها..ويزيد من قسوتها أنها ترجمه ذاتيه يعنى مش من صنع الخيال..وأظن إن الحياه فى قاع المجتمع المصرى بها ماهو أسؤ اﻷن..العشوائيات وأطفال الشوارع..العنف المتزايد ضد فقراء مصر..وعنفهم ضد بعضهم لاأظنه أفضل.. فى اﻷدب العالمى هناك أعمال مشابهه..أندريه جيد كتب أعمال قاسيه..واﻷهم
Jean Genet
ماكتبه ومعظمه ترجمه ذاتيه وبرغم البعد السياسى ﻷعماله ألا أن الخبز الحافى بالنسبه لها عمل مؤدب جدا...وكما قال زكرياء نفس العمل بالعربيه كان أكثر إيلاما منه بالفرنسيه!!!! تحياتى ومودتى..خالد
تحياتى يازيكو..كيف حالك ياولدى وحال الدراسه أم أنك أجازه هذه اﻷيام المفترجه..لو لديك وقت عليك بعتبات البهجه أنا واضع لينك لها فى المدونه..روايه جيده بمقايس هذا الزمن اﻷغبر..أطن القراءه بأى لغه أجنبيه تضع فلتر بينك وبين ماتقرء..فلا تصل حرارة الموضوع..هناك أسهال نشر هذه اﻷيام يمكنك بمبلغ معقول أن تنشر أى شئ..روايه ديوان شعر أو مجموعه قصصيه..ولكن فى حال أنعدام حركة نقد حقيقيه المنشوز أغلبه غث وركيك...ربما يخرج من خلال هذا الركام شئ جيد..ربما..أو على اﻷقل يجد مؤرخ القرن القادم بعض اﻷشارات السوسيولوجيه ﻷنهيار مجتمعات شرقنا التعيس فيها...إنت كيف أحوالك وأحوال اﻷسره..واﻷهم بنات الفرنجه..تحياتى ومودتى..خالد
u3m
الشعب كله أصيب بمتلازمه ستوكهولم..حين يحب الرهائن خاطفيهم..حدث هذا تاريخيا مع زعامات متغوله مثل ستالين وهتلر..وحتى ناصروصدام..ولكن تلك الزعامات على اﻷقل أنجزت أو أوهمت شعوبها أنها تنجز شئ...النكته القارحه ف مصر اﻷن أن أهم إنجازات الحكم أنه لايحدث شئ...!!! فنحن لانحارب ولانبنى ولانهش ولاننش وهذا لو تعلمون عظيم...الشعب هو اللى بيستهبل والله ياصديقى..!! تحياتى ومودتى..خالد
مساءك فل وياسمين ياحسام مع مراعاة فارق التوقيت...خالد
حفصه حاولى أن تجدى كتاب
The Thief's Journal
(Journal du voleur)
للفرنسى
Jean Genet
أظنك ستجديه مثير للتفكير فى تحديه للسائد وبالذات مع مقدمة سارتر رضى الله عنه...خالد
زيكو..إذا لم تكن قرأته فضعه ف اﻷعتبار..أظنك ستجده بسهوله بالفرنسيه..خالد
مساء الفل ابو فارس،
انتهيت من قراءة "عتبات البهجة" فقط قبل دقائق، العمل لا بأس به، خفيف على القلب رغم بعض الاشارات القوية فيه الى مظاهر الازمة في الانسان الحديث في مصر او الوطن العربي عموما...لكن ما شدني هو بعض المقاطع التي تشبه الثقوب السوداء في تيهها السردي. مقاطع توقف الساعات دوختني، احسست ان ساعتي انا ايضا تتوقف...ممتعة فعلا، اشكرك على النصيحة.
اما بالنسبة ل journal du voleur فلم اجدها اليوم في مكتبة الجامعة، لعله علي ان انتظر الى يوم الثلاثاء!
وجدت الآن في كتبي التي احضرتها معي في المرة الاخيرة رواية صغيرة بالفرنسية للكاتب المغربي ادريس الشريبي، اسمها "الحضارة، امي" la civilisation, ma mère كنت قرأتها ايام الثانوية و اعجبتني ايامها، سأعيد قراءتها لأرى ما فعله الزمان بي و بالرواية :)
دمت بخير
زكرياء
Post a Comment