أما "آسفيا" فهى زميله هنديه مسلمه تتقاطع ساعات عملنا معا مره أو مرتان أسبوعيا.
.كنت أتابع بأهتمام شديد اﻷنتخابات الهنديه البرلمانيه الماراثونيه والتى أستمرت شهرا كاملا من خلال
البى بى سى والنت.
كنت أبدء يومى كل يوم بالجلوس أمام التليفزيون..أشاهد مايحدث هناك..مرحله تلو اﻷخرى من التصويت..أجلس منبهرا وأنا أشاهد الطوابير الطويله من فقراء الهند وهم واقفين بصبر يليق بهم فى ملابسهم البسيطه منتظرين دورهم للأدلاء بصوتهم.
وأستمع ﻷفقر خلق الله وهم يتناقشوا لماذا سيصوتوا للحزب الشيوعى فى ولايه كيرالا أو لماذا لن يصوتوا له..!! أشاهد عشرات اﻷلوف وهم يجلسوا بالساعات تحت شمس حارقه ودرجات حراره تصل إلى ٤٢
ليحضروا مؤتمر أنتخابى لحزب لم أسمع عنه من قبل
أسأل "آسفيا" فترد بأستفاضه عن الحزب وكيف أن قاعدته اﻷساسيه هى أدنى طبقات المجتمع الهندى-
وأهميه تلك الدوره فى اﻷنتخابات وبالذات زعيمه
الحزب
التى لاتحبها وكيف أنها ستكون مصيبه لوأصبحت رئيسة وزراء الهند.."آسفيا" منحازه لحزب المؤتمر بشكل كامل..وترى أنه الوحيد القادر على حكم الهند الشاسعه المتعدده الأعراق والديانات والثقافات بتركيبته العلمانيه الواضحه
وبالفعل فاز حزب المؤتمر الهندى بأغلبيه واضحه..ورفض الناخبون الهنود الفقراء التصويت لحزب يدعو لسيادة الهندوس فى تركيز على اﻷقليه المسلمه..وآخر ينحاز بشكل فج ﻷفقر شرائح المجتمع الهندى..أنتخبوا حزب علمانى..
رئيس وزراءه من السيخ د.سنج..شديد اﻷحترام ذو كفاءه عاليه وسمعته لاتشوبها شائبه..ولعله من أكثر السياسيين أحتراما فى العالم اﻷن
ورئيسه الحزب من أصل إيطالى سونيا غاندى.وفشلت الحمله التى ركزت على أنها أجنبيه فى التأثير على الناخبين الهنود الفقراء
الديموقراطيه تأتى دائما بضجيج ودوشه ومناورات وألاعيب ولكنها فى النهايه تنتج إداره فاعله تأخذ فى الحسبان رغبات الناس..واﻷهم أن هناك إمكانيه للتغير بعد ٤-٥ سنوات
وهو ماقصده تشرشل حين قال إن الديموقراطيه نظام سئ بالتأكيد ولكن لم يدلنى أحد على نظام أفضل
***********************
الهند اﻷقتصاد الثانى عشر فى العالم بحساب الناتج القومى..والرابع بحساب القدره الشرائيه..الهند هى ثانى أسرع معدل نمو فى العالم بعد الصين.بمعدل نمو حوالى ٩% سنويا ..حتى فى اﻷزمه الراهنه..معدل النمو الربع اﻷول من ٢٠٠٩ كان ٥,٨% متعديا توقعات الخبراء..اﻷهم أن القطاع القائد للتنميه هو قطاع الخدمات والهاى تك..حوالى ٥٠% من الناتج القومى..وتقود التنميه طبقه متوسطه ديناميكيه راقيه التعليم من حوالى ٣٠٠مليون..!! اﻷستهلاك المحلى فى الهند حوالى ٧٠% من الناتج القومى مما يعطى اﻷقتصاد الهندى ثبات فى مواحهه التغيرات العالميه..عكس اﻷقتصاديات المعتمده على التصدير كالصين..وعكس الصين يقود التنميه بالهند شركات متخطيه للقوميه مثل
مما يتيح لها مرونه أكبر وقدره أوسع على التصدى للمتغيرات
...نقطه مهمه أخيره
النظام الحاكم ف الصين من أكثر أنظمه الحكم فى العالم نخبويه الحزب الشيوعى الحاكم ٣ ملايين فقط فى تعداد مليار ووثلث تقريبا..النظام الديموقراطى فى الهند رغم كل مساوئه يعطى أستقرار أكبر على المدى الطويل ويجعل النموذج الهندى أكثر جاذبيه ومن هنا جاءت توقعات بعض الخبراء بوصول الهند للمرتبه الثالثه على مستوى العالم بحلول ٢٠٣٥