د.وليد صديق عزيز وبيننا حوارات لاتنتهى..ومكالمات تليفونيه ماراثونيه..عادة ماتكون فى الويك أند..أخر الليل وتمتد لساعات الصباح اﻷولى..!! حين تناولنى زوجتى التليفون تقول لى تصبح على خير..فهى تعلم أنها سهره ممتده...د.وليد يسمى تلك الحوارات الماراثونيه
ﻷننا لانترك حجرِاً لانقلبه نتحدث فى كل وفى أى شئ..بعد أن قرء البوست السابق تناقشنا فيه وطلبت منه أن يكتب أفكاره ﻷستطيع التأمل فيها وقد فعل مشكورا..السطور القليله القادمه هى ملخص لحوار طويل -كما قلت- أستمر يومها حتى الصباح
********************
****************
الحالة تعدت مرحلة الخوف القهري الي هوس بارانويا من النوع الذهاني المعتبر
.. كتابات فروم ومن قبله أستاذه وأستاذي عم فرويد تلخص الموضوع في جملتين
... الخوف من الحرية هو الخوف من المجاز والتأويل،
بمعني أن أي إطار فكري تحكمه ظواهر التجديد والثورة علي القديم يتحول بالزمن والتبعية وميل ميزان القوة ناحيته الي فكر إصولي سلفي .. وتصبح آليات وجوده الأول هي ذاتها مخاوفه الكبري وأكبر المخاطر علي مكاسبه ومساحة السيطرة التي آلت إليه وعليه تتحول مبررات وجوده الي أسباب الثورة عليه وتفككه
لذلك فإن الأفكار التي تؤسس لقيام أية حضارة فاعلة أو أيديولوجية قوية لابد لها من مجاز وتأويل وقدرة علي نقد الذات حتي وإن اشتطت لتستطيع أن تجدد روحها وصيرورتها كلما تحولت الي الرتابة والسلفية
المشكلة ليست في ردود الافعال ولكن في طرق تكوين العقليات وإنتفاء خاصية الجدل عند العقل العربي. ناهيك علي أن المسميات أكبر من الافكار في مصر .. فماهو اليسار؟ ومن هم الليبراليين؟ ومن هم المثقفين والمفكرين ودعاة الحرية؟ ... شلة من أنصاف المتعلمين والارزقية .. يعني الموضوع فعلا هزار مش جد علي رأي أخونا أسامة.
أي فكر ثوري أو مغاير يتحول بعد حين الي عقل سلفي ماضوي يدين القراءات المتعددة أو الجديدة سواء للفكرة نفسها أو لفكر جديد
في مصراليسار.. يعني ماركة ستالين وخالد محي الدين وهلفطة الحنجوري وفهم القشرة الخارجية للفكر علي شوية صراخ وشعر رديء زي بتاع أخونا حلمي سالم وخمرة مغشوشة ومزة بايتة
الاسلاميون والاخوان والسلفيون والجهاد وبتوع الله حي .. تفكير وسلوك لم ولن يخرج عن العقل البدوي المكي المحض. نفي الآخر ودحض أي تباين وذبح التفكير بمقصلة النص المقدس
أما بتوع الاسلام الحداثي فدول لامؤاخذة شباب كده كده وبتاع .. بيبيعوا بضاعة مضروبة وان الاسلام دين ديليكاه وسمباتيك ومالوش في اللبط ولا الخربشة
.. هؤلاء هم ملوك التلفيق والتوفيق وخلط السياسي بالمعرفي
القوميون والعربجيون بتوع العروبة والناصريون بتوع عمك خالد الذكر ناصر الخاسر دول يامان خارج بوابة التاريخ وأعظم الديماجوج في الارض ولسه بيدوروا علي تماثيل الرخام اللي بناها ناصر ع الترعة
يكفيه ويكفيهم أنهم قتلوا مخيلة شعب كان قبل الثورة يمثل مشروع حضارة كبري
.الخلاصة
أن مريض البارانويا عندما يكتشف ضعف وهوان وسائله الدفاعية فإنه أما أن يقتل نفسه أو يقتل الآخر اللي هو بارانويد برضه ويتحول الامر الي فوضي.
الحل .. هو الخروج من حالة اللا إختيار
.. يعني مش لازم الاختيار يكون اما حزبوطني أو يسار أو إسلامي أو خراء ناصري .. نحن بحاجة الي فكر جديد يتجاوز القديم بكل ترابه وتكلسه وأصوليته وكسله
.. فكر متعدد لايخاف الآخر بل يضحي بالتاريخ المزيف لصنع حاضر ومستقبل حقيقي
**********************
***********************
نقطتان من عندى
التغيرات اﻷجتماعيه المتلاحقه التى عصفت بالمجتمع المصرى فى سبعينيات وتمانينيات القرن الماضى هى سبب حالة الدوخه التى نعانى منها كمجتمع...المحراث الذى قلٌب المجتمع المصرى أجتماعيا من ناحيه..العلاج بالصدمه الذى أتبعه السادات وبوعى شديد من ناحيه تانيه..الخروج الجماعى للمصريين للعمل فى دول البترول سواء خليجيه لازالت تعيش -أجتماعيا- فى مراحل القرون الوسطى..أو حتى بلدان كالعراق والجزائر يفترض أنها تقدميه ولكن تحٌكم بقيضه حديديه..كل تلك العوامل أصابت المصريين عموما الباقون بمصر أو الخارجون منها..أصابتهم بحالة دوخه ودوران رأس حقيقى..وأسلمتهم لحاله البارانويا التى
تحدث عنها د.وليد
نقطه أخرى أظنها جديره باﻷعتبار...مصر لحد كبير تعتبر دوله ريعيه
فريد زكريا فى كتابه
يدفع بحجه يجب أخذها بجديه ألا وهى أن الدوله الريعيه
Trust-Fund State
هى أكثر البلدان مقاومه للتغيير والديموقراطيه..بلدان تسليم المفتاح تجد نموذجها المصفى فى السعوديه مثلا..ولكن هناك مجتمعات أخرى منها مصر لازالت الدخول الريعيه تمثل نسبه لايستهان بها من ثروه المجتمع...رسوم القناه عوائد البترول تحويلات العاملين فى الخارج..مقارنة بالصادرات الصناعيه والزراعيه التى تتدهور سنويا..تتيح للدوله-النظام اﻷستغناء عن محاوله أحداث توازن فى المجتمع من خلال عقد أجتماعى يسمح للمصريين بالمشاركه الحقيقيه فى الحكم أو خلق ميكانيزمات سلميه للتغيير..الدوله النظام فى مصر لايحتاج ألا إلى العصا واﻷمن المركزى لحكم مصر...وهناك شرائح طوليه فى المجتمع المصرى تعيش وتتعايش مع تلك
الدوله الريعيه
وبالتالى لامصلحه لها فى التغيير ولا حتى فى التفكير بالتغيير..حالة البارانويا ومحاربه طواحين الهواء والمعارك الدونكيخوتيه مع مؤامرات الصهيونيه والصليبيه..اﻷنغلاق النفسى والعقلى..جو مناسب جدا لنهب ريع الدوله أو المشاركه فيه...الفساد الضارب فى مصر ليس ضعف أخلاقى ولكنه -تجاوزا-أسلوب للأنتاج
******************
تحديث.
مجلة فورين أفير اﻷمريكيه فى عددها اﻷخير بها ملف عن مصر
وقراءه نقديه لكتاب
Egypt After Mubarak:
Liberalism, Islam, and Democracy in the Arab World
Author
Author
وبه تحليل جيد عن حدود المعارضه المصريه متمثله فى تنظيم اﻷحوان المسلمين..القضاه..ورجال اﻷعمال
العرض والنقد يستحقان القراءه...أرجو ملاحظة القدره على اﻷنتقاد بموضوعيه شديده وبدون ردح
المقال التانى هو دراسه لواحد من أحد أشد مؤيدى أسرائيل فى واشنطن
وهو مساهم منتظم فى المجله ويٌعتبر خبير من خبراء الشرق اﻷوسط..ولكنه متحيز وبدون موضوعيه لأسرائيل حتى بالمقايس اﻷمريكيه...فى أخر حلقات
The Doha Debates.....BBC
شاهدته وهو يتمسح بكرامته اﻷرض وفشل فى أقناع طلبه جامعه جورج تاون بأن على أمريكا أن تؤيد أسرائيل تأيد تام كامل وأعمى..الطريف أن من كان يعارضه فى ذلك أسرائيلى كان المتحدث للكنيست اﻷسرائيلى
وبالرغم من ذلك أو ربما لهذا السبب لابد من قراءه المقال
********
Anonymous said...
A small correction: The pro-Israel one in the Doha debate episode is Alan Dershowitz not Martin Indyk, probably not much different stance just different faces/names,as a friend of mine once said "Same shit different A$$-hole"
A small correction: The pro-Israel one in the Doha debate episode is Alan Dershowitz not Martin Indyk, probably not much different stance just different faces/names,as a friend of mine once said "Same shit different A$$-hole"
Best Regards.
تصحيح وصل لى من أحد زوار الدكان...رأيت أن أضعه كما هو شاكر للمتابعه والتصجيح باصديقى المجهول