الصديق العزيز "ياسر" فى أحد تدويناته الغاضبه -وماأكثرها مؤخرا-يرد التسطيح الشديد فى اﻷعمال اﻷدبيه المنشوره فى السنوات القليله الماضيه إلى قلة الخبرات الحياتيه التى تميز جيل المبدعين الحالى...لاأدعى قراءة كل اﻷعمال اﻷدبيه المنشوره فى مصر..ولكن فى المجمل أتفق مع حكم "أسكندرانى" بالتسطيح أو الخواء فى معظم اﻷعمال التى حملتها معى من مصر فى زيارتى اﻷخيره...وصف العشوائيات والحياه فيها لايكفى ﻷخراج عمل أدبى محترم.."فاصل للدهشه".."كيراليسون"..الترجمه الذاتيه أيضا تظل فى أطار الترجمه الذاتيه
وليست أبداع أدبى حتى ولو فازت بجائزه أدبيه "الفاعل" مثلا
الغريب أننا فى شرقنا اﻷوسط التعيس نعيش دراما أنسانيه حقيقيه..لاأظن أنى أبالغ إن قلت أنها اﻷكثر حده فى العالم كله اﻷن...مشاهده خاطفه ﻷى نشرة أخبار تضع يد أى مبدع على كومه من الحكاوى واﻷفكار تصلح كلا منها كنواه لعمل أدبى محترم.
..ولكنه الكسل
الكتابه اﻷبداعيه عمليه شاقه..كتابه روايه تحتاج -باﻷضافه إلى الموهبه-عمليه بحث وتأمل وتجميع معلومات شاقه
من حوالى اﻷسبوعين لفت نظرى أحد اﻷصدقاء الجزائريين إلى كاتب جزائرى يحاول الكتابه عن الدراما
محمد بولسهول ، ...وهو ضابط فى الجيش جزائرى..!!!! أنضم وهو فى التاسعه من عمره لمدرسة مايسمى أشبال الثوره ومن يومها وهو ضابط بالجيش..يكتب تحت أسم زوجته المستعار لتجنب منع أعماله من النشر..أحتفظ باﻷسم المستعار حتى بعد هجرته من الجزائر وأنتقاله للحياه فى فرنسا..يكتب بالفرنسيه..ولم أجد أى ذكر ﻷيا من أعماله مترجم إلى العربيه..ولمده أسبوعان تقريبا تفرغت لقراءه أربعة روايات كتبها متتاليه باﻷنجليزيه...أسلوبه سهل مباشر..لايقتحم أفاق جديده ولا به الكثير من اﻷكروبات الفنيه..المواضيع هى المثيره للأهتمام..
Wolf Dreams
وهى تدور فى الجزائر العاصمه..تتابع تقلبات حياة شاب جزائرى يدور فى حلقات اﻷحباط ..الفساد..الفشل المتكرر وفقدان اﻷمل
وبدلا من أن يصبح نجم سينمائى كما كان يحلم تنتهى حياته متحصنا بمنزل مع مجموعه من الشباب هو أميرهم فى مواحهه مع الجيش الجزائرى أثناء الحرب اﻷهليه..الروايه بها العديد من التفصيلات المثيره عن الحياه والموت فى حى القصبه العتيق..ومحاوله لفهم أسباب تحول الشباب إلى التيار اﻷسلامى الجهادى
أعتقد أنها اﻷفضل فى أعماله..روايه كابوسيه عن الحياه والموت فى كابول أثناء حكم الطالبان...ورغم صغر حجمها ألا أنها شديده التماسك ولغتها جميله..تبدء برجم أمرءه بتهمه الزنا
واضح من اﻷسم أنها تدور فى بغداد بعد الغزو اﻷمريكى للعراق..وبدء المقاومه بكل مالها وماعليها ضد الغزو..من خلال -تانى- متابعه شاب عراقى وهو يتحول من طالب جامعة عاشق لفيروز وموسيقى العود إلى مقاتل متطوع لعمليه أنتحاريه..شخصيا أستمتعت بحوالى ثلثى الروايه اﻷول..مينى بأحكام وتحولات الشخصيه فيه مبرره ومفهومه..حتى تحولت إلى مايشبه أفلام جيمس بوند فى الجزء اﻷخير المغرق فى الخيال منها..ولم يعجبنى..رغم محاولة الكاتب بدء نوع من الحوار اﻷكاديمى عن علاقة الشرق والغرب المعقده فى هذا الجزء
دى قلبت الدنيا..ويتضح هذا من عدد المقالات التى عرضتها أو أنتقدتها..الكاتب أتهمه بعض العرب بأنه يتودد لليهود كى يحصل على جائزه الجونكور اﻷدبيه..وأتهمه بعض اليهود بالمعاداه للساميه..يعنى جمع المجد من طرفيه
ﻷن الروايه تتحدث عما يحدث فى اﻷرض المحتله وأسرائيل..من خلال قصة جراح أسرائيلى نابغ من أصل عربى بدوى..يعد مثال للتعايش بين العرب واليهود..أبتعد لحد ما عن عائلته العربيه الممتده..وأغرقته المؤسسات اﻷسرائيليه بالتقدير..فى خلال علاجه لضحايا أحد التفجيرات اﻷنتحاريه فى تل أبيب يكتشف أن زوجته هى التى قامت بالعمليه وماتت بالطبع..ينهار عالمه ويبدء رحله للبحث عن اﻷسباب ومحاولة فهم دوافع زوجته المدلله المحبه له فى القيام بهذا العمل وبالذات أن عدد من الضخايا كانوا من اﻷطفال
الروايه سريعه اﻷيقاع لحد اللهاث..وبها جانب بوليسى مثير -خضرا بدء الكتابه بالروايات البوليسيه- وتنتهى بنهايه مفتوحه غامضه.
..شخصيا عجبتنى جدا جدا...وطظ فى الخلق اللى مش عاجباهم من الناحيتين