حالة النشوه لازالت تلف العالم بعد فوز "أوباما" بأنتخابات الرئاسه اﻷمريكيه..مكالمه تليفونيه سريعه مع صديقه بالقاهره..أخبرتنى" أن الناس فرحانه ف الشارع وكأنهم ف عيد"..وكسبت أمريكا ورئيسها نقطه كبيره فى صالحها وبضربه معلم أستردت كل ماخسرته معنويا بغباء اﻷداره الحاليه..أوباما أستطاع أنعاش اﻷمل بقدراته الخطابيه المتفوقه وكاريزمه شخصيا لم أراها عند زعيم من زماااان..وبشعار بسيط أصبح أول رئيس أمريكى أسود.
أزاى؟؟
الوجه المتغير ﻷمريكا هو الحقيقه الموضوعيه خلف ذلك
عبقريه الحمله اﻷنتخابيه للديموقراط والمصالح التى تحالفت معهم تتضح فى قدرتهم على فهم هذه التغيرات الموضوعيه
.أولا التغيرات الديموغرافيه فى أمريكا
٢٢% من اﻷمريكان تحت سن التلاتين..مقارنه بأقل من ١٥% فقط فى المانيا من ناحيه وحوالى ٧٠% (!) فى الشرق اﻷوسط عموما..تلك الشريحه من الناخبين صوتت ﻷوباما بنسبه أكتر من ٦٠%..وصلت فى بعض الولايات الى ٧٥%...وكانت رمانه القبانى اللى أعطته ولايه فرجينيا مثلا
.الوصول الى الشباب وأصواتهم تم بأستعمال وسائل اﻷتصال الحديثه..اللى أتاحتها النت .مثلا
بعد أقل من ساعه من أعلان السى أن أن فوز أوباما أنطلقت تكست ماسيج على تليفونات الشباب
ألى البيت اﻷبيض
حاجه كده زى الهتاف اللى بدء الثوره الفرنسيه -مع الفارق- إلى الباستيل
..وتجمع عدة مئات للأحتفال بالفوز أمام البيت اﻷبيض..مظاهره لايدرى أحد كيف بدأت ولا من نظمها
حاجه تانيه
..عقليه الشباب دول تكونت فى المدارس والجامعات خلال عقود من
التأكيد المستمر على المساواه وعدم التفرقه بين البشر على أساس الجنس أو اللون أو الدين.
.والقتال من جانب دعاة الحقوق المدنيه على كل كبيره وصغيره فى الموضوع ده جابت نتيجه
كنت أستغرب لما معلق فى التليفزيون أو الراديو مثلا يستظرف ويقول نكته عن السود أو الهسبان أو اليهود..تقوم الدنيا وماتقعدش حتى يعتذر أو يترفد م الشغل..لو سيناتور أو لاعب سله أو ممثل ضايق واحده من الموظفات فى فندق مثلا وأشتكت
.نهار أبوه أسود
باﻷضافه للقضيه والتعويض المالى حياته كشخصيه عامه تنتهى..كنت أظن أن دى مبالغه وأن اﻷمريكان مزويدنها ومحبكينها شويتين
.ﻷ
.تغير عقليه جيل كامل فى أى مجتمع تحتاج الزن واليد الثابته
**************
اليوم تداعيات قضيه نهى وجبريل عن التحرش الجنسى أوضحت لى
الفرق
بيقولك أيه يعنى لما مسكها من صدرها هى الدنيا خربت يعنى والواد محروم ياعينى وهى مش لابسه نقاب
.الرد الوحيد
طب وأيه يعنى لما تدخل قسم شرطه تحرر محضر وأمين الشرطه يحط عصايه ف طيزك..زهقان ياأخى وبيتسلى هى الدنيا خربت يعنى
اﻷعتداء على حرمة الجسد هى هى فى الحالتين..تقبل واحده يجب بالتداعى المنطقى أن تقبل التانيه..الوقوف بحزم والقتال ضد التحرش الجنسى سيسمح لك بالوقوف والقتال بحزم ضد التعذيب فى أقسام الشرطه والمعتقلات
.أحيانا باحس أننا بنعلم الناس لسه أن ١+١=٢ حاجه تجيب السكر
*****************
ثانيا التغيرات اﻷثنيه
التركيبه اﻷثنيه ﻷمريكا حاليا أقل من ٧٠% بيض من أصول أوربيه..أكبر أقليه أثنيه هم الهسبان (أو ذوى اﻷصول من أمريكا اللاتينيه) ودول اليوم حوالى ١٤% متفوقين عددا على السود ١٢% بعدهم اﻵسيوين حوالى ٥%..تقريبا. البيض هم القاعده اﻷنتخابيه التقليديه للجمهوريين..بوش فاز فى أنتخابات سنه ٢٠٠٠ بأصوات الهسبان.
مش كده وبس التركيبه اﻷثنيه ﻷمريكا تتغير بسرعه..أمريكا بلد مهاجرين أساسا..المصدر الرئيسى للمهاجرين كان تقليديا أوربا التى تعانى اليوم من تدهور فى تركيبتها الديموغرافيه
المهاجرين الجدد من آسيا عموما وأمريكا اللاتينيه..باﻷضافه لتسارع الزياده الطبيعيه وسط تلك الفئات متفوقه على الزياده الطبيعيه للبيض الدراسات المستقبليه تقول أن البيض فى أمريكا بحلول منتصف هذا القرن سيكونوا أكبر أقليه عرقيه..أقل من ٥٠% بيض..يليهم الهسبان فالسود واﻵسيوين..بكل مايعنيه ذلك.
مش كده وبس تركز اﻷقليات العرقيه فى الولايات الكبيره المنتعشه أقتصاديا والتى تملك ثقل أنتخابى كبير مثل كاليفورنيا
ونيومكسيكو..ألخ يرجح كفه الديموقراط
********
حتى وسط البيض أوباما أستطاع كسب نسبه عاليه من أصوات البيض ذوى المؤهلات العليا..العمود الفقرى للطبقه المتوسطه اﻷمريكيه العريضه والتى تعانى من حجم مديونيه شخصيه يصل إلى حوالى الترليون دولار اليوم قافزا من ٨٠٠ مليون فقط فى نهاية التمانينات..برنامح الديموقراط اﻷنتخابى الذى بحتوى على تخفيض الضرائب عنهم وأصلاح التأمين الصحى ومصاريف التعليم أدى إلى تغير فى توجهات هؤلاء الناخبين التقليديه لصالح الديموقراط واوباما...حيث صوت لهم مايزيد عن ٦٠% من تلك الشريحه الهامه
****************
تانى دى محاوله لفهم العالم من حولنا كما هو وبأكبر قدر من الموضوعيه
المعلومه الصحيحه هى الخطوه اﻷولى..تحليل المعلومه بمنهج صحيح هى الخطوه التانيه..وضع هدف قابل للتحقيق خطوه تاليه ..رسم خطوات متتاليه للوصول إلى هذا الهدف والحركه مع تعديل المسار فى الطريق بدون فقدان اﻷتجاه هى سمه أى فعل سياسى...حالة اﻷستسلام المريعه الضاربه فى شرقنا التعيس..التخدير الذى يمارسه كثيرين من مدرسه أحمد زى الحاج أحمد -بالرغم من علو الصوت- أقصر الطرق ﻷتاحه الفرصه ﻵخرين أن يحققوا مصالحهم على قفانا
..........
أمريكا بها حاليا حوار ممتع عن دورها فى العالم ووزنها النسبى
وسط تغيرات جدزيه أستمتع بمتابعته شخصيا عسى أن أستطيع التفكير فيه بصوت عالى هنا لاحقا