شخصيا هزيمه ٦٧ هى اللحظه التى بدأت أعى فيها ماحولى ماقبل هى ذكريات طفوله خطب الريس أغانى الثوره عيد الطفوله الوعى الحقيقي بدأ برؤيه الطيران اﻷسرائيلى يدق قاعده ألماظه.
.وأظن أن جيلنا كله أستيقظ على هذا الفعل..جيلنا هذا هم مواليد الخمسينيات من كانوا فى الجامعه فى السبعينيات ويخطر معظمهم حول الخمسين اﻷن..قمه العطاء والنضج مفروض أنهم قاده المجتمع اﻷن وأنهم يطبقوا رؤيتهم للعالم والمستقبل وبشكل أو بأخر يؤهلوا الجيل التالى لتسلم القياده واﻷستمرار
أنا ومعظم هذا الجيل لم نشارك فى حرب اﻷستنزاف ولا أكتوبر ٧٣ ولكنى شاهدت أبناء عمومتى وجيرانى وأخوه أصدقائى اﻷكبر سنا يذهبون للجبهه..ربما فى يوليو ٦٧ تم تجنيد أبن عمتى "رأفت" خريج كليه تربيه وكان اﻷول فى طابور طويل..جاء لمنزلنا وأشتكى ﻷبى من المعامله فى مركز التجنيد "ياخال لو غنم حايعاملونا أحسن؟؟
وظل منزلنا فى مصر الجديده مركز أستقبال ﻷبناء العم والبلديات ممن نعرفهم أو لانعرفهم ولكنهم بلديات أبى الشرقاوى وهم فى طريقهم لمركز التجنيد فى الزيتون..أو مكان للنوم ساعات قليله بعيدا عن معسكرات وثكنات الجيش حول القاهره وطريق السويس عندما أشتدت غارات العمق وحرب اﻷستنزاف..يحكوا لنا عن الخسائر والشهداء..ضرب المعسكرات..التدريب..الخبراء الروس الذين يرهقوهم ..
أذكر منهم أحد أبناء عمومتى "فيصل" خريج تجاره وألقت به المقادير فى وحده لفك اﻷلغام والقنابل والصواريخ التى لاتنفجر وخاصه حين أشتدت الغارات على الجبهه أثناء بناء حائط الصواريخ..
عادل" خريج معهد البترول كان يتدرب أيامها على صواريخ سام ٦ وفى أكتوبر كانت كتيبته تحمى معبر الفرقه الثانيه مشاه تحت قياده الجنرال "أبوسعده
.عمى "لطفى" ضابط جوازات وجنسيه فى ميناء السويس هجًر عائلته الصغيره الى قريتنا فى الشرقيه بعد ضرب الزيتيه وبقى بالسويس ﻷشهر بعدها ونجا من الموت بأعجوبه هو وزميل له حين أنفجرت دانه مدفع على أحد أرصفه الميناء القى بهم اﻷنفجار أمتارا فى الهواء ولكن وبقدره قادر كما قال بعدها "كل شظايا القنبله أخطاءتنا
من جيراننا وصديق للوالد كان "عباس حافظ" أحد الضباط اﻷحرار شارك فى حرب ٤٨ و٥٦
ولُديه "وائل"و"وسام" كانا فى كوماندوز البحريه..كانت أمى تدعو لهما بالسلامه كلما ألتقت أمهما..كنا نعرف أنهما يشاركان فى غارات العمق..بعد سنوات عرفت أن "وسام" اﻷخ اﻷكبر شارك فى الهجوم على "أيلات" وفقد هناك أعز
أصدقائه.
وأخرين..لم يخلوا بيت فى مصر من مجند أو ضابط على الجبهه أو فى طريقه أليها..
كنت فى مدرسه الطبري بالقرب من منزل "عبد الناصر" وفى هذا اليوم من "سبتمبر" سمعنا موكبه وهو يدخل ويخرج عده مرات من مقره ويرتبك المرور كل مره..
ليلتها مات..
وشاهدت جنازته الهائله من شرفه منزل جدتى ﻷمى فى العباسيه والكل يبكى..
بعدها بشهور كانت مظاهرات الطلبه فى هندسه عين شمس وجامعه القاهره تطالب بالحرب..عرفت أخبارها من أحد جيراننا "عبدالله" طالب هندسه عين شمس اﻷبدى بقى بها سبعه سنوات بدلا من خمس لتكرر أعتقاله وأعجابه ببعض المواد كما كان يقول..
حين كنت أستعد لدخول الجامعه أنفجرت "حرب أكتوبر".
.تطوعت فى الدفاع المدنى ككل من هم فى سنى ندور فى الشوارع نتأكد من أطفاء اﻷنوار ونسهر كل ليله تحسبا لغاره تهدم المنازل..
ثم تطوعت لحمل السلاح..
دوره تدريبيه سريعه على بنادق من الحرب العالميه الثانيه وقالوا لنا أن نكون مستعدين للأشتباك مع العدو فى الشوارع لو وصل القاهره..
شاهدت بعض الجنود الجزائرين يتحركوا على طريق السويس بملامحهم الجاده وملابس ميدانهم المختلفه وهللنا لهم..
رغم كل الزن اﻷعلامى عن حرب أكتوبر كان هناك شئ ما عنها لم نستسغه..حرب أكتوبر كانت بدايه تغيرات كثيره ومتعاقبه سريعه ومربكه كان على شخصيا ومعظم هذا الجيل أن "يتوافق" معها...