Wednesday, December 29, 2010

تجربه فى القراءه٠٠٠٠

من عدة اشهر طلبت أن أستعير من المكتبه العامه روايه عن حرب فيتنام سمعت عنها فى البى بى سى أسمها
Matterhorn
ذهبت لأستلمها وجدت صندوق به حوالى ٣٠ سى دى٠٠الروايه مسموعه وليست مطبوعه
يبدو وأنى حين طلبتها على النت أخطأت ولم أحجز الروايه المطبوعه٠٠
ولكنى تذكرت فى لحظه أنى أنحبس فى السياره على الأقل ساعه يومياً فوجدتها فرصه لتجربه جديده فى القراءه٠٠الأستماع لروايه لاتحتاج للتركيز ككتاب جاد وأستفيد من وقت ضائع فى علبة الصفيح المسماه سياره٠٠وقد كان ..لأسبوعين وأنا استمع للروايه أثناء ذهابى وعودتى من العمل٠٠ومن يومهاأنهيت أربع روايات حتى الآن٠٠وحالياً بدأت فى قراءه أو الأستماع إلى
A JOURNEY my political life
مذكرات تونى بلير٠٠وإن كنت أظنها تدخل فى عِداد الحكاوى أيضاً
التجربه ممتعه ومفيده٠٠أحساسى الدائم أن الوقت قصير لأقراء كل ماأريد يجعلنى أدقق فى الأختيار٠٠ودائماً ماكنت أضع الأعمال الأدبيه جانباً٠٠الأن هناك فرصه جيده للأمساك بتلك الروايات وقرائتها٠٠!!
*******************************************
The Pillars of the Earth....By Ken Follett
كانت أحدى تلك الأعمال٠٠الروايه المطبوعه حوالى ألف صفحه٠٠أستعرتها على ٣٢ سى دى واستمعت أليها على مدى ٣ أسابيع
أهم مافى الروايه المقدمه التى كتبها المؤلف٠٠
فهو كاتب متخصص فى القصص البوليسيه والجاسوسيه٠٠كل من حوله أصابتهم الدهشه بمن فيهم المؤلف نفسه حين بدء فى كتابة روايه عن بناء كاتدرائيه٠٠فهو بأعترافه ملحد تماماً٠٠ولايعتبر نفسه حتى أنسان روحانى أى يؤمن بالخالق خارج نطاق الأديان التقليديه٠٠كما هو
الحال مع العديد من الغربيين حالياً٠٠
أو كما يقول عن نفسه فى المقدمه
According to my agent,my greatest problem as a writer is that Iam not a tortured soul.....!!
عائله المؤلف تنتمى إلى أحدى طوائف المتطهريين تسمى
Plymouth Brethren
الكنيسه لتلك الطائفه عباره عن غرفه بسيطه٠٠مائده٠٠وبعض الدكك الخشبيه بلا أى زخارف أو جماليات تلفت نظر المصلين أو تمنعهم من التركيز فى العباده٠٠
حاجه كده زى الجراجات الأسمنتيه المسماه مساجد فى السعوديه والتى نشروها للأسف فى العالم٠٠
المسجد الجامع هنا فى أوتاوا واحد منها٠٠كتله خراسانيه صماء ٠٠بدأت علاقه فوليت بالمبانى عموماً والكنائس على الخصوص حين أحتاج لأن يصفها فى رواياته الأولى٠٠ثم وقع فى غرام الكنائس٠٠تصميمها٠٠بنائها وتاريخها٠٠بدء بزيارة الكنائس القديمه فى أنجلترا٠٠يذهب إلى مدينه٠٠يقيم فى فندق يومين أو ثلاثه يتفرغ فيهم لتأمل الكتدرائيه من كافة النواحى٠ويحاول الأجابه على سؤال منطقى٠٠لماذا بُنيت تلك الكاتدرائيات٠٠تمجيداً للرب٠٠أرضاءً لغرور أمير أو أسقف٠٠شكل من أشكال التنافس بين المدن المستقله٠٠كمركز تجارى أو تعليمى٠٠وكيف بنوها بدون روافع وبلا معدات حديثه٠٠كيف بنوا تلك الأقواس القوطيه المدببه وحلوا المشاكل التقنيه لذلك بدون معرفه بالخلفيه الهندسيه ..هوايه جعلته يُقدر دور الكنيسه التاريخى والأجتماعى٠٠من هنا جاءت تلك الروايه المثيره الممتعه٠٠رغم أنها لم تحصل على أى جائزه أدبيه ألا أن مبيعاتها تعدت المليون بسهوله٠٠وتربعت على عرش قائمة أفضل المبيعات لفتره طويله٠٠
أخونا المؤلف ماأخدهاش فهلوه ولا بالتقريب كده٠٠بل أستعان بخبير فى كاتدرائيات القرون الوسطى وبنائها كمستشار له فالروايه مليئه بتفاصيل فنيه وصور حيه عن بناء كاتدرائيه وتقنياتها وتطورها٠٠وعدة أساتذه فى تاريخ القرون الوسطى من كافة النواحى لتخرج الروايه حيه ومفيده لمن يرغب٠٠
الروايه تتعامد مع أحداث تاريخيه حقيقيه وقعت فى أنجلترا بين عام ١١٢٣حين غرق ولى عهد الملك هنرى الأول والحرب الأهليه التى تلت موت الملك وحتى عام١١٧٤سنوات قليله بعد قتل الملك هنرى التانى لتوماس بيكيت
لفت نظرى فى الروايه عدة نقاط٠٠أولها أهمية البنائيين الأحرار أو الماسونين كما كانوا يسموا حينئذً٠٠وهم المسئولين عن بناء الكنائس٠٠القصور٠٠القلاع٠٠ومنازل الأثرياء الحجريه٠٠يتنقلون بين المدن والبلاد أحرار من عبوديه الأرض٠٠بلا أسياد أقطاعيين من لوردات وبارونات٠٠بل تجمعهم روابط حرفيه حيث يتعلم الصبيان من معلميهم٠٠فى مواقع العمل الكبيره هناك المعلم الكبير ماستر مايسون وهو مصمم البناء والمشرف عليه٠٠ولكن لابد وأن يراجع باقي الأخوه البنائين فى كل قرارات العمل٠٠شكل من أشكال الديموقراطيه البدائيه٠٠ ٠٠تانى النقاط هو الشكل الآخر لتلك الديموقراطيه ويتجلى فى مجالس المدن المكونه من أثرياء المدينه لتمويل بناء مدرسه مثلاً أو سور يحمى المدينه لو لم تكن تقع فى أملاك سيد أقطاعى
ثالثاً تعدد مراكز القوى فى مجتمعات أوربا القرون الوسطى٠٠الكنيسه٠٠الملك أو البلاط الملكى٠٠الساده الأقطاعيين بمراتبهم المختلفه٠٠طوائف الحرفيين وبالذات البنائين الأحرار٠٠وطوائف التجار٠٠المدن المستقله٠٠ألخ٠٠ألخ٠٠الصراع المستمر والتنافس بين تلك القوى السياسيه الأجتماعيه أتاح فرصه للتطور ومساحه للأبداع ولعله -تعدد مراكز الأبداع وتنافسها- السبب الرئيسى فى بدء عملية التحديث فى غرب أوربا بنهاية القرون الوسطى
******************************
التدوينه كلها أهداء للصديق العزيز د٠ياسر ثابت
٠٠فى تدوينته الأخيره خالد بن الوليد فى الملعب يناقش حمى التدين الظاهرى المتفشيه فى المجتمع المصرى ووصلت حتى لملاعب الكره٠٠بدأت فى كتابه تعليق بسيط ولكنى وجدت أنى أطلت فوضعته كتدوينه٠٠الفكره أظنها واضحه وبسيطه
لاعب الكره فى مصر يجب أن يكن على صله جيده بربه مصلى وقارئ للقرأن٠
٠مؤلف أفضل روايه عن بناء كنيسه أستغرقت منه عمر بأكمله وبحوث وقراءات وتنقل وسفر ملحد تماماً٠٠

Saturday, December 18, 2010

Bond... the name is Bond!!!

وبوند الذى أعنيه ليس العميل السرى جيمس بوند ولكنى أعنى
أهم الأوراق الماليه على الأطلاق bond
أو مانسميه بالعربيه سندات الخزانه
الحكومات والشركات الكبيره تصدر تلك السندات لتمويل أحتياجاتها الماليه من أفراد ومؤسسات خارج النظام المصرفى٠٠أهميه تلك الأوراق الماليه تكمن فى أنها الضابط الأساسى للنظام المالى لأى دوله
خذ مثلاً٠٠ الحكومه اليابانيه تحتاج للأقتراض فتصدر مايسمى بسندات الخزانه اليابانيه٠٠ كلاً منه بقيمه فعليه مائه ألف ين على عشر سنوات ٠٠أى يتم أعاده دفع قيمتها بعد عشر سنوات٠٠وذلك بضمان الحكومه اليابانيه وبفائده مضمونه واحد ونصف فى المائه٠٠قيمه كل كوبون من عشرة كوبونات ملحقه بالسند٠٠أى مبلغ ١٥٠٠ين يابانى عائد مضمون٠٠السند نفسه قابل للتداول فهو لحامله ويخضع لتقلبات السوق ومؤشراته٠٠فلو كانت تلك المؤشرات إيجابيه كقوة الين الياباتى وميزان المدفوعات ومعدل نمو الأقتصاد بمجمله٠٠يزيد الأقبال على شراء وأقتناء تلك السندات وبالتالى ترتفع قيمتها الفعليه٠٠مثلاً إلى ١٠٢٥٠٠ين٠٠ولكن العائد ثابت عند ١٥٠٠ين سنوياً مما يعنى إنخفاض الفائده على السند فعلياً إلى1,25% سنوياً ويتيح الفرصه للبنك المركزى لتخفيض سعر الفائده الأساسى
على الجانب الآخر لو كانت تلك المؤشرات سلبيه وهناك شكوك -حقيقيه أو غير حقيقيه- عن قدرة الأقتصاد اليابانى أو قوة الين٠٠يحاول حاملى تلك السندات بيعها للتخلص منها فتنخفض قيمتها الفعليه لأقترانها بعامل مخاطره من تخفيض لقيمة الين مثلاً٠٠ولنقل إلى ٨٠٠٠٠ين٠٠مع ثبات العائد السنوى عند ١٥٠٠ين هذا يعنى أرتفاع الفائده إلى١,٨٨% ويؤدى إلى أرتفاع كلفه الأئتمان سواء للأفراد أو للشركات٠٠الأهم أن الأصدار التالى للسندات لابد وأن يأخذ فى حسابه سعر الفائده الفعلى الحالى مما يرفع من قيمة خدمة الدين العام ونسبته من مجمل ميزان المدفوعات٠٠ ده شرح بسيط لأهم مؤشرات السوق المالى٠٠أرتفاع تمن سندات الخزانه يؤدى الى أنخفاض سعر الفائده طويلة الآمد٠٠والعكس صحيح ٠٠هناك طبعاً تنويعات وتعقيدات على تلك الصوره المبسطه٠٠
من بدايه متواضعه للسندات كوسيله لتمويل المدن الأيطاليه لحروبها التى لاتنتهى فى القرنين الرابع والخامس عشر إلى قيمه إجماليه لسوق السندات الدولى يتعدى ١٥ ترليون دولار٠٠بالأضافه للسندات التى يتم تداولها محلياً وصلت إلى الرقم الفلكى ٥٠ ترليون دولار !!!يمكن تخيل قدرة مستر بوند على الفتك بأى أقتصاد٠٠
الأزمه فى منطقة اليورو هى تنويع على لحن سندات الخزانه
الحكومه الأيرلنديه نتيجه لأنهيار النظام المصرفى قامت فعلياً بتأميم البنوك الأيرلنديه وتحملت كافه ديونها المعدومه نتيجه أنهيار السوق العقارى٠٠لتمويل كل تلك الألتزامات الماليه طرحت سندات خزانه ولكن هشاشه الوضع الأيرلندى أدى إلى أنخفاض قيمة السندات الأيرلنديه ورفع سعر الفائده طويله الآمد إلى حوالى ٨%٠٠الحل التقليدى هو تخفيض قيمة العمله المُتداول بها السند٠٠ولكن أيرلندا تتعامل باليورو ومرتبطه بأوربا٠٠نفس الوضع فى أسبانيا والبرتغال٠٠وبشكل مقارب باليونان مما أستدعى ضخ كمية سيوله هائله منع تلك الدول من الأفلاس٠٠ولكن ذلك حل مؤقت٠٠ولازالت تلك الدول تتعرض لضغوط هائله ناتجه من مؤشرات سلبيه يراها المستثمرون
الحل العملى على المدى الأبعد أصدار سندات خزانه أوربيه رغم مافى ذلك من أجحاف للأقتصاديات القويه مثل ألمانيا وهى خطوه متقدمه فى
توحيد أوربا٠٠
أو تفكيك منطقه اليورو إلى عدة مناطق ذات عملات مختلفه مما يعد خطوه هائله للخلف
وهو مالاأظنه سيحدث
الوضع الأمريكى مختلف٠٠
الدولار الأمريكى لازال مستودع قيمه والعمله الأساسيه للتجاره الدوليه وبالذات البترول٠٠وأعتماداً على ضخامة الأقتصاد والقوه العسكريه الأمريكيه تقوم أمريكا بأصدار سندات خزانه لتمويل العجز المتزايد فى ميزان المدفوعات وطبع دولارات لدفع مستحقات تلك السندات٠٠أمريكا أقتصادياً عايشه بلطجه ٠٠ولكن الوضع الحالى لايمكن أستمراره٠٠وتلك حدوته أخرى تستحق حديث آخر
وطبعاً لاداعى للهم والغم والحديث عن سندات الخزانه المصريه فقد تجاوزت الفائده على تلك المُصدره بالجنيه المصرى العشره فى المائه وسط تدهور قيمة الجنيه المصرى ورغم كل الهجص الذى يتحفنا به المسئولين عن الأقتصاد المصرى
٠٠وقانا الله وأياكم الفقر والحاجه وعجز ميزان المدفوعات
أو كما قال
Money Makes The World Goes Around